تنطلق غدًا "دورة الألعاب الأولمبية 31" في ريو دي جانيرو البرازيلية (بين 5 و21 أغسطس)، بمشاركة أكثر من 10 آلاف رياضي، يمثلون 207 دول، منها 22 دولة عربية.
يسعى العرب للظفر بميداليات ذهبية تضاف إلى 24 ميدالية نالوها في 12 دورة شاركوا فيها سابقًا. حصد 22 رياضيّ ورياضيّة تلك الميداليّات منذ العام 1928 وصولاً إلى العام 2012. أين هم اليوم؟ ما هي إنجازاتهم، وأين اننتهى بهم المطاف؟
أمستردام 1928
في دورة أمستردام 1928، أحرز المصري إبراهيم مصطفى الذهبية العربية الأولى في التاريخ، في لعبة المصارعة اليونانية - الرومانية (وزن خفيف الثقيل). أما الثانية فكانت من نصيب المصري سيد نصير في رفع الأثقال (وزن خفيف الثقيل). [caption id="attachment_68617" align="alignnone" width="700"] سيد نصير وابراهيم مصطفى[/caption] ولد سيد نصير في طنطا العام 1905، وحقق خلال مسيرته العديد من البطولات المحلية والعالمية. شغل منصب وكيل وزارة الشباب، قبل أن يتوفى العام 1977، عن عمر ناهز 72 عاماً. أما ابراهيم مصطفى فولد في مدينة الاسكندرية العام 1904، وعلى عكس نصير، لم يكن مشواره الرياضي متميزاً، ولم يحظ بتكريم لائق، وفقدت ميداليته الذهبية خلال حفل أقامه "نادي المحاماة" لتكريمه. توفي ابراهيم عن عمر ناهز 64 عاماً في المكسيك، خلال مشاركته في الأولمبياد كمدرب لمنتخب المصارعة المصري.برلين 1936
تكرِّرت الإنجازات المصرية في برلين، على يد خضر التوني الذي أحرز ذهبية رفع الأثقال للوزن المتوسط، ومحمد مصباح الذي أحزر ذهبيّة رفع الأثقال للوزن الخفيف. ولد خضر التوني في القاهرة العام 1916، وحقق إلى جانب ذهبيته بطولات عالمية عدّة، وأطلق اسمه على أحد شوارع القرية الأولمبية في مدينة ميونخ، وعلى عدة مناطق في مصر. توفي التوني العام 1956 صعقاً بالكهرباء خلال محاولته إصلاح عطل في منزله. صاحب الذهبية الثانية محمد مصباح ولد في الاسكندرية العام 1913، وأصدر الملك فاروق مرسوماً بتعيينه مدرساً للتربية الرياضية في وزارة المعارف بعد فوزه بالميدالية الذهبية. استمر في عمله كمدرس حتى العام 1972، وتوفي عام 1998 (85 عاماً).لندن 1948
للدورة الثالثة على التوالي يُسجّل الذهب العربي باسم المصريين، وهذه المرة عن طريق ابراهيم شمس الذي أحرز ذهبية رفع الأثقال للوزن الخفيف، ومحمود فياض الذي توج بذهبية رفع الأثقال لوزن الريشة. ولد ابراهيم شمس في الاسكندرية العام 1917، وتوج قبل ذهبيته بميدالية برونزية في أولمبياد برلين 1936. حقق شمس العديد من البطولات والأرقام العالمية القياسية ودرّب المنتخب المصري ثم عمل كحكم دولي قبل وفاته في العام 2001 (84 عاماً). أمّا محمود فياض، فولد في الاسكندرية 1925، وحقق بطولتي عالم إلى جانب ذهبيته، وحطّم عدداً من الأرقام القياسية، لكنّه لم يحظ بأي اهتمام أو تكريم، حتى أنه وصل إلى المطار وحيداً بعد فوزه بالميدالية الأولمبية، وعاد مستقلاً الحافلة ثم القطار إلى مدينته. توفي فياض العام 2003 (78 عاماً).بعض أبطال الميداليات الأولمبية الذهبية لم يحظوا باهتمام وطني، وصلوا إلى المطار وحيدين واستقلوا الحافلة إلى منازلهم!
بعض شوارع العالم تحمل أسماء أبطال أولمبيين عرب... إليكم أين انتهى بهم المطاف في العالم العربي
مكسيكو 1968
بعد غياب دام 4 دورات، عاد العرب لإحراز الذهب على يد العداء التونسي محمد القمودي الذي توج بذهبية سباق 5 آلاف متر، إلى جانب برونزية 10 آلاف متر. ولد القمودي في قفصة 1938، وقبل ذهبية وبرونزية المكسيك، حقّق فضية 1500 متر في أولمبياد طوكيو 1964، ثم فضيّة 5 آلاف متر في أولمبياد ميونخ 1972. كما توج بأربع ذهبيات في بطولات المتوسط. ومن المنتظر أن يتواجد القمودي (78 عاماً) كمرافق شرفي للبعثة الأولمبية التونسية، المشاركة في أولمبياد ريو، والمؤلفة من 60 رياضيًا.لوس أنجلس 1984
غاب العرب ثلاث دورات متتالية عن المركز الأول، قبل أن يعيدهم المغرب إلى الذهب مجدداً عبر العداء سعيد عويطة الذي فاز بذهبية 5 آلاف متر، والعداءة نوال المتوكل التي فازت بذهبية 400 متر حواجز. يعد عويطة (56 عاماً) من أشهر الرياضيين العرب، فقد حقق إلى جانب ذهبيته، برونزية 800 متر في أولمبياد سيول 1988، إضافة إلى الكثير من الميداليات الذهبية، والأرقام القياسية في بطولات العالم والمتوسط. درّب عويطة بعد اعتزاله المنتخبين الأسترالي والمغربي، وعمل محلّلاً رياضياً في قناة "الجزيرة"، ويدير الآن شركة للألبسة الرياضية في الولايات المتحدة. وأطلق اسمه على إحدى محطات المترو في لندن، تكريماً له. حققت نوال المتوكل (54 عاماً) نجاحات كثيرة في مسيرتها الرياضية، فتوجت بعد الذهبية الأولمبية النسائية الأولى في تاريخ العرب وأفريقيا، بذهبيتين في ألعاب المتوسط. ثم شغلت بعد اعتزالها مناصب في اللجنة الأولمبية الدولية (1998)، وفي المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى (1995)، وعُيّنت وزيرة الشباب والرياضة في المغرب (2007)، ثم نائبةً لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية (2012). وهي الآن رئيسة لجنة التنسيق التابعة للجنة الأولمبية الدولية. https://youtu.be/cG3cWV7D_EAسيول 1988
في هذه الدورة ظفر العرب بذهبية واحدة عن طريق العداء المغربي ابراهيم بوطيب (10 آلاف متر). نال بوطيب (48 عاماً)، ميدالية ذهبية في بطولة المتوسط (1991)، وبرونزية في بطولة العالم في العام نفسه. اعتزل رسمياً العام 1993، ولا يزال ناشطاً في العمل الإداري في الأندية المغربية حتى الآن.برشلونة 1992
تمكن العرب من حصد ذهبيتين، الأولى عن طريق العداء المغربي خالد السكاح (10 آلاف متر)، والثانية عن طريق الجزائرية حسيبة بولمرقة (1500 متر). حقق السكاح (49 عاماً) ذهبية أخرى في بطولة العالم، وثالثة في بطولة المتوسط، استقر في النروج وحصل على الجنسية العام 1995. ثم نشب خلاف بينه وبين زوجته النروجية، وتحول إلى قضية عالمية، فاعتقل في باريس العام 2013 بتهمة تعنيف أطفاله، ثم نال حكمًا بالبراءة لاحقاً. وبمساعدة من السلطات النروجيّة، اختُطف أطفاله من المغرب، وأعادتهم السلطات إلى والدتهم في النروج. يعيش السكاح في مدينة فاس وهو عضو في اللجنة المنظمة لألعاب القوى في المغرب. حسيبة بولمرقة (48 عاماً)، ابنة مدينة قسنطينة، حققت ذهبيتين في بطولات العالم، وثلاث ذهبيات في بطولات المتوسط، إلى جانب عدة ميداليات في البطولات الأفريقية. اعتزلت بولمرقة العام 1997 ثم أصبحت عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية. وتدير عدة أعمال في بلدها، ومن المنتظر أن تحلل وتعلق على مشاركة العرب في أولمبياد 2016 على شاشة "دبي" الرياضية. https://youtu.be/F3lOxmzSMkwأتلانتا 1996
ثلاثية ذهبية في أمريكا كانت من نصيب العداء الجزائري نور الدين مرسلي (1500 متر)، والسورية غادة شعاع (مسابقة السباعي)، والجزائري حسين سلطاني (الملاكمة - الوزن الخفيف). نور الدين مرسلي (46 عاماً) أحد أبرز أبطال الجزائر، حقق العديد من الميداليات الذهبية في بطولات العالم، والجائزة الكبرى والمتوسط. يقول مرسلي الذي اعتزل العام 2000، في مذكراته إنه رفض عروضاً بملايين الدولارات للتجنيس من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبية. أثار خبر ارتداد زوجته السويسرية السابقة باتريسيا بيري، جدلاً واسعاً قبل سنوات، لكن السنوسي الذي يعيش الآن في العاصمة الجزائرية، رفض التعليق عليه. [caption id="attachment_68653" align="alignnone" width="573"] غادة شعاع[/caption] حاملة الذهبية السورية الوحيدة، غادة شعاع (43 عاماً)، والمتوجة أيضاً بذهبية بطولة العالم، وبطولة آسيا في مسابقة السباعي، اعتزلت العام 2000 بعد سلسلة من الإصابات. وانتقلت للعيش في ألمانيا، حيث تعمل في التدريب. أثارت شعاع جدلاً خلال زيارتها الأخيرة لسوريا العام 2013، بعد أن التقطت صوراً مع أسلحة ومسلحين، وأعلنت عن تأييدها لرئيس النظام السوري بشار الأسد. حسين سلطاني، أوّل عربي وأفريقي يحرز ذهبية أولمبية في الملاكمة، اعتزل العام 2000، وانتقل للعيش مع زوجته وأبنائه في مارسيليا الفرنسية حيث عمل في تجارة السيارات، قبل أن يختفي في ظروف غامضة. ثم عثر على جثته بعد عامين، وألقي القبض على متورط باختفائه وحكم عليه بالسجن 8 سنوات، وبقيت الشكوك والتساؤلات تخيم على القضية لوقت طويل. https://youtu.be/Jqc1_0InVAsسيدني 2000
ذهبية العرب الوحيدة في سيدني كانت من نصيب العداءة الجزائرية نورية مراح بنيدة (46 عاماً)، في سباق 1500 متر. مراح التي اعتزلت العام 2006، رعت في مايو الماضي سباقاً نسائياً في العاصمة الجزائرية، قالت إن الهدف منه ترسيخ ثقافة الجري لدى النساء في المجتمع الجزائري. ووقعت في أبريل الماضي عقد شراكة وتعاون مع شركة "موبيليس" بهدف تطوير الاستراتيجية الرياضية في البلاد. [caption id="attachment_68611" align="alignnone" width="350"] هشام الكروج[/caption]أثينا 2004
الحصيلة الذهبية الأكبر في تاريخ العرب جاءت عن طريق العداء المغربي هشام الكروج الذي توج بذهبيتين 1500 و5 آلاف متر، وذهبية الرماية (الحفرة المزدوجة) للإماراتي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، وذهبية المصارعة الحرة (وزن 96 كغ) للمصري كرم جابر. يعتبر هشام الكروج (41 عاماً) أحد أبرز العدائين في تاريخ الأولمبياد، ولا يزال رقمه القياسي في سباق 1500 متر (روما 1998) صامداً حتى اليوم. الكروج الذي بدأ مسيرته الرياضية كلاعب كرة قدم حقّق أيضاً فضية 1500 متر في أولمبياد سيدني، إلى جانب العديد من الميداليات الذهبية في بطولات العالم. نال الكروج جائزة أمير إيستورياس للإنجاز الرياضي العام 2004، واعتزل في العام 2006. ويترأس الآن جمعية بني زناسن للثقافة والتنمية والتضامن في المغرب. الشيخ أحمد من محمد بن حشر آل مكتوم (52 عاماً) أحرز الميدالية الوحيدة في تاريخ الإمارات الأولمبي. وفاز بعدة بطولات عالمية، وكان بطل بلاده في رياضة الاسكواش لبضع سنوات، وهو الآن مدرب للرامي الإماراتي خالد الكعبي المشارك في أولمبياد ريو. المصارع المصري كرم جابر (36 عاماً)، تمكن في أثينا من تحقيق الذهبية الأولمبية الثانية في تاريخ المصارعة المصرية بعد غياب دام 76 عاماً. ابن مدينة الاسكندرية الذي فشل في بكين 2008 بالفوز بأي ميدالية، عاد وأحرز الفضية في لندن 2012. انتهى مشواره الرياضي العام الماضي، بعد أن أقر الاتحاد الدولي للمصارعة إيقافه لمدة عامين لعدم انضباطه والتزامه في الخضوع لاختبار المنشطات. علماً أنه كان من المقرر مشاركته في أولمبياد 2016. https://youtu.be/KDxD-Y_JOdkبكين 2008
أسامة الملولي، بسمة العرب في بكين، وثاني الأبطال العرب الذين تمكنوا من إحراز ميداليتين ذهبيتين. الأولى كانت الوحيدة للعرب في هذه الدورة (1500 متر سباحة)، والثانية في الدورة التالية في مسابقة ماراثون 10 كم، إلى جانب برونزية 1500 متر. حقق الملولي (32 عاماً) العديد من الميداليات والإنجازات والأرقام القياسية على الصعيد العالمي والقاري والعربي. ومن المنتظر أن يحمل العلم التونسي في افتتاح أولمبياد ريو، قبل أن يحاول تكرار إنجازاته في المنافسات نفسها التي توج فيها بالذهب.لندن 2012
إلى جانب ذهبية وبرونزية الملولي، حقّق العداء الجزائري توفيق مخلوفي ذهبية 1500 متر، كما فازت التونسية حبيبة الغريبي بذهبية 3 آلاف متر موانع. ويحمل مخلوفي (28 عاماً) آمال الجزائر في أولمبياد ريو ممنياً النفس بتكرار إنجازه، بينما تتطلع الغريبي (32 عاماً) إلى تحقيق ذهبيتها الثانية، بعد أن جهزت نفسها بأفضل طريقة ممكنة عبر الفوز بذهبية 3 آلاف متر موانع ضمن منافسات ملتقى الألعاب الماسية بلندن، الشهر الماضي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...