جدّدت السلطات في البحرين انشغالها بالزميلة نزيهة سعيد، فمنعتها من السفر، واتهمتها بممارسة مهنة الصحافة من دون ترخيص!
تراسل سعيد عدداً من المؤسسات الإعلاميّة العربيّة والعالميّة، وسبق أن اعتقلت بعد التظاهرات في مايو 2011، ضمن تبعات التظاهرات في دوّار اللؤلؤة، وتعرّضت للتعذيب أثناء التحقيق.
في 29 يونيو الماضي، منعت سعيد من السفر من مطار البحرين الدولي، لتكتشف أنّ السلطات فرضت حظراً على سفرها. وراجعت سعيد أكثر من هيئة رسميّة، فبلِّغت أنّها غير ممنوعة من السفر. عادت لتحاول السفر عبد جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والسعوديّة، فمنعت من عبوره ثلاث مرّات، بالرغم من تأكيد جهات رسميّة لها بأنّها "غير ممنوعة من السفر".
أحدث التطوّرات في ملّف سعيد، تقديم "هيئة شؤون الإعلام" شكوى ضدّها لدى وزارة الداخلية، "لانتحالها صفة مراسلة صحافية لدى وسائل إعلام أجنبية، من دون الحصول على اعتماد رسمي من الوزارة". وفي 17 يوليو الحالي، استدعت النيابة العامة نزيهة واستجوبتها، بتهمة "العمل من دون رخصة".
تراسل سعيد "إذاعة مونت كارلو" منذ 12 عاماً، وانتهى تصريح تعاونها مع الإذاعة قبل شهرين، وحين تقدّمت لتجديده لدى الجهات المعنيّة، انتظرت شهرين ولم تحصل على التجديد. وفي حال أدانت المحكمة سعيد بجنحة "انتحال صفة صحافيّة"، ستغرّم بغرامة ماليّة. تلك الادانة ستكون بمثابة إيعاز من السلطات البحرينيّة بمنع سعيد من ممارسة الصحافة في البلاد مدى الحياة، لتجاوزها قوانين الصحافة المرعيّة الاجراء على أراضيها.
علّقت سعيد على الاتهام الموجّه لها عبر حسابها على تويتر، وكتبت ساخرةً: "سؤال في اللغة، انتحلت يعني صارت نحلة؟". ورأى متضامنون معها أنّ استدعاءها للتحقيف "تصرّف كيدي"، مذكّرين بمسيرتها الصحافيّة الطويلة.
في حين رأت "هيئة شؤون الاعلام" في شكواها، أنّ سعيد استغلّت "أجواء الانفتاح الديمقراطي والإعلامي في العمل بشكل غير قانوني، ويخالف أبسط القواعد المهنية في العمل الإعلامي، وما تفرضه من ضرورة احترام القانون والمؤسسات الدستورية". عمل سعيد الصحافي معلّق حاليّاً، بانتظار الخطوة التالية من طرف السلطات، وما إذا كانت ستمثل أمام المحكمة بتهمة "انتحال صفة" أم لأ. لكنّ منعها من السفر يشي بالأسوأ، بالرغم من نفي إدارة الجوازات ووزارة الداخلية والأمن الوطني إصدار أيّ حظر على سفرها. بجانب "إذاعة مونت كارلو"، تراسل نزيهة سعيد قناة "فرانس 24"، والقسم الثقافي في جريدة "الحياة"، وهي من أسرة "رصيف 22". نالت الصحافيّة البحرينيّة في العام 2014 جائزة "بالم" الألمانيّة لحرية التعبير والصحافة. وفي العام 2015، أعادت منظّمة "مراسلون بلا حدود" تسمية شارع باريسي باسمها، في إطار حملة لإعادة تسمية 12 شارع في العاصمة الفرنسيّة، بأسماء صحافيين تعرّضوا للقتل والتعذيب، بمناسبة "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين". واختارت المنظّمة إطلاق اسم سعيد على الشارع الذي تقع فيه سفارة البحرين. وبعد إستدعاء سعيد للتحقيق قبل يومين، انطلقت حملة واسعة للتضامن معها على تويتر ومن قبل منظّمات حقوقيّة ومؤسسات إعلاميّة غربيّة.سؤال في اللغة.. انتحلت يعني صارت نحلة ?؟! #طمبورها #قال_انتحلت_قال
— Nazeeha Saeed (@nazihasaeed) July 17, 2016
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت