ليست الحشيشة مجرّد نبتة بالنسبة لمعظم المزارعين في البقاع اللبناني، بل جزء لا يتجزأ من حياتهم، وهويّتهم، وتاريخ يختصر صراعهم مع السلطة.
منذ مطلع القرن الماضي، تُزرع نبتة الحشيش في العديد من بلدات البقاع، خصوصاً في اليمونة، دير الأحمر، الهرمل، وغيرها. وقد ازدهرت زراعة هذه النبتة على مراحل، تبعاً لموقف السلطة السياسيّة منها. ففي أحيان كثيرة، كانت تتلف المواسم بالرغم من مطالبة أهل المنطقة بتشريعها، لأنّها مصدر رزقهم الوحيد، وفي أحيان أخرى، كانت السلطات تغضّ الطرف لانشغالها بملفات أخرى، كما الحال في السنوات الأخيرة الماضية.
يدافع أهل اليمّونة عن الحشيشة كحبيب يحمي حبيبته، أو كأمّ تستشرس في الحفاظ على سلامة أبنائهم. لا تنكر العجائز في البلدة ارتباط النبتة بتاريخ حيواتهنّ، ودخولها في تفاصيل علاقاتهنّ الاجتماعيّة. رجال الدين في البلدة لا يصنّفونها في إطار المسكرات أو المحرّمات، بالرغم من الجدل الديني الدائم حول تحريمها. أمّا المزارعون فيرونها "أشرف نبتة خرجت من الأرض"، لا بل نبتة حملها الإنسان معه من الجنّة...
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 5 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...