مع رحيلهم، خسرت القضية الفلسطينية كتاباً عالميين مناصرين لها مثل البرتغالي "جوزيه ساراماجو" José Saramago، والشاعر النمساوي "إريش فريد" Erich Fried، والمسرحي البريطاني "هارولد بنتر" Harold Pinter، لكن كتاباً آخرين لا يزالون إلى اليوم يؤمنون بحق الفلسطينيين في مواجهة الجرائم الإسرائيلية، غير متخوّفين من تهم معاداة الساميّة الجاهزة.
يوسا، صديق إسرائيل الذي تنصل منها وشعر بالعار تجاهها
صدمة كبيرة تلقتها إسرائيل من الكاتب "ماريو فارغاس يوسا" Mario Vargas Llosa، الذي كانت تتباهى بكونه صديقاً لها. صاحب جائزة نوبل للآداب عام 2010 قال عن إسرائيل “أصبحت إسرائيل دولة قوية ومتعجرفة، وإن دور أصدقائها أن ينتقدوا سياساتها بشدة”، مؤكداً أنه يشعر بالخجل لكونه صديقاً لها.
زار "يوسا" مع ابنته مورجانا فلسطين في عام 2005، وسجل انطباعاته في كتاب بعنوان "إسرائيل ـ فلسطين: سلام أم حرب مقدسة؟". لقي الكتاب ردود فعل مختلفة بين الجالية اليهودية في أميركا اللاتينية. يقول يوسا عن رحلته: “ليس بإمكان أحد أن يتهمني بأحكام مسبقة ضد اسرائيل، فلقد دافعت دائماً عن إسرائيل. لكنني شاهدت الأمور بأم عيني وشعرت بالاشمئزاز والتمرد على البؤس الفظيع الذي لا يوصف، شاهدت القمع لأناس بلا عمل ولا مستقبل ولا مجال حيوي، يعيشون في مغارات ضيقة لا تطاق في مخيمات اللاجئين أو في المدن المكتظة المغطاة بالقمامة، حيث تسرح الجرذان على مشهد من المارة الصابرين، إنها الأسر الفلسطينية المحكوم عليها بالعيش كالنبات بانتظار الموت، لتضع حداً لوجود بلا أمل، في انعدام قاطع لما هو إنساني”.
توني موريسون، السمراء التي حاربت العنصرية في أمريكا وإسرائيل
“أنا لا أكتب انتقاماً من العنصرية بل لتغيير اللغة إلى لغة لا تنتقص من الناس” هذه كلمات الكاتبة الأمريكية توني موريسون Toni Morrison ذات الأصول الأفريقية والتي فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1993، وكرست حياتها لرفض العنصرية تجاه السود في المجتمع الأمريكي. "دولة فصل عنصري" هذا ما وصفت به "موريسون" دولة إسرائيل موقعةً على رسالة بالاشتراك مع 17 كاتباً آخر في عام 2006. نددت الرسالة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، ووصفت عدوان إسرائيل على فلسطين بأنه احتلال غير شرعي. تعدّ الرسالة من أقسى الرسائل التي وجهت إلى إسرائيل من قبل كتّاب عالميين.
وول سوينكا، النيجيري الذي طالب بمقاطعة "إسرائيل"
“سافرت إلى القدس وعايشت معاناة الفلسطينيين الذين يتجرعون يومياً الإذلال ومحاولات تحويلهم إلى القيمة صفر، وسلبهم القدرة على حماية أنفسهم وتراثهم وسلبهم الأمن”. صاحب هذه الكلمات هو الكاتب النيجيري "وول سوينكا" Wole Soyinka الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1986، والذي كانت أغلب كتاباته ضد التمييز العنصري في أفريقيا، يعتبر سوينكا أن إسرائيل تمارس سياسة التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني.
“الأرض ليست من وسائل الترف. توجد علاقة عاطفية بين الناس والأرض” هذا ما قاله "سوينكا" عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مطالباً المثقفين في شتى أنحاء العالم بمقاطعة إسرائيل "يجب فعل شيء ما، هناك حاجة لأن نُفهم إسرائيل أن سلوكها غير مقبول، ويجب على الأكاديميين أن يكونوا في طليعة المطالبين بالمقاطعة الثقافية والرياضية والاقتصادية».
جونتر جراس، الرجل الذي سئم من نفاق الغرب لإسرائيل
لا يمل من مهاجمة إسرائيل، هذا هو حال الروائي والشاعر الألماني "جونتر جراس" Günter Gras الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999. كتب قصيدة بعنوان «ما ينبغي أن يقال» ضد السياسة الإسرائيلية في عام 2012. “لماذا أمنع نفسي من تسمية ذلك البلد الآخر، الذي يمتلك منذ سنوات- رغم السرية المفروضة- قدرات نووية متنامية، لكن خارج نطاق السيطرة، لأنه لا توجد إمكانية لإجراء المراقبة. السكوت العام عن هذا الواقع، الذي أنطوى تحته صمتي، أحسه الآن كذبة تثقلني، وإلزاماً. في الأفق تلوح عقوبة لمن يتجاهلهما، الحكم المألوف: معاداة السامية". هذا جزء من قصيدته ضد إسرائيل وقد ترجمتها ريم النجمي. على أثرها وجهت له انتقادات كثيرة، لكنه كان يردّ دائماً “سئمت من نفاق الغرب لإسرائيل”.
لو كليزيو، الروايات أيضاً تنتصر للقضية الفلسطينية
"مشبوه ومعادٍ للسامية" هكذا وصفت الأوساط الإسرائيلية الروائي الفرنسي "جان ماري جوستاف لو كليزيو" Jean-Marie Gustave Le Clézio، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2008، بعد روايته "النجمة التائهة" التي كتبها في مجلة الدراسات الفلسطينية (الطبعة الفرنسية)، وصدرت كاملة في 1993.
تدور رواية "نجمة تائهة" حول مأساة اللاجئين الفلسطينيين والمراحل الأولى من تشكل المخيمات الفلسطينية، وخداع إسرائيل لليهود في العالم وإيهامهم بأنها أرض الميعاد، من خلال بطلتين الأولى يهودية فرنسية اسمها إستير، والثانية فلسطينية اسمها نجمة. البطلة إستير التي لحقت بإسرائيل تكتشف الخدعة فتعود إلى فرنسا، أما نجمة الفلسطينية التي تسكن المخيمات، فتظل عالقة ويترك لوكليزيو النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات.
لم يتوقف لوكليزيو عن مناصرة القضية الفلسطينية عند راويته "النجمة التائهة"، فدائماً يخرج بتصريحات يحرج بها "إسرائيل"، ودائماً يردد "أن الفلسطينيين ستكون لهم دولتهم في نهاية المطاف".
عريضة ثلاثيّ نوبل تحرج إسرائيل
"كل منا يحمل التزاماً أخلاقياً في محاولة تخفيف المعاناة والقيام بشيء ما كي يرفع يد الاحتلال الكبيرة والقاسية" كانت هذه إحدى جمل عريضة طويلة وقّعها كبار الكتاب العالميين عام 2013 لرفض عدوان إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وأضافت العريضة "إذا لم يكن بوسعنا تحقيق السلام اليوم، فأقل ما يمكننا فعله هو فضح وإدانة الاعتداء المستمر"، حملت هذه العريضة توقيع ثلاثة من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب وهم الكاتب التركي "أورهان باموق" Orhan Pamuk والألمانية "هيرتا مولر" Herta Muller والكاتب الجنوب أفريقي "جون ماكسويل كويتزي" John Maxwell Coetzee.
يذكر أنه في الحرب الأخيرة على غزة، وقّعت 64 شخصية دولية، من بينهم 6 شخصيات حاصلة على جائزة نوبل للسلام، على عريضة تطالب بحصار عسكري على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين