كعب عال، عضلات مفتولة، مشروبات كحولية لا تعد ولا تحصى، أجساد تتمايل على أنغام موسيقى صاخبة، قبلات وهمسات. لسنا نتحدث عن أجواء سهرة في أحد النوادي الليلية، بل نحن في وضح النهار، في أحد المسابح اللبنانية، التي يقصدها أصحاب المال والـPrestige لتمضية أوقات مسلّية، لا تنساها الذاكرة ولا الجيب.
يضيق صدر اللبناني مع قدوم فصل الصيف، ليس فقط بسبب الحرارة المرتفعة، إنما بسبب الأسعار الجنونية التي تفرضها المسابح والمنتجعات. ففي معظم دول العالم، يعتبر البحر ملكاً عاماً، يقصده الناس بمختلف طبقاتهم. في لبنان، يختلف الوضع تماماً. فحيتان المال احتكرت الشواطئ، وشيدت فنادق ومنتجعات سياحية في الأملاك العامة. فأصبح ارتياد البحر حلماً صعباً بالنسبة إلى الفقراء والطبقة المتوسطة، التي باتت "تحسب ألف حساب" حين تفكر في تمضية نهار على الشاطىء.
أمّا بالنسبة إلى أصحاب المال والنفوذ، فوجدوا أن الشواطىء تدرّ عليهم أرباحاً طائلة، وأنشأوا منتجعات سياحية جاذبة، خصوصاً للشباب. وبهدف "اصطياد" هؤلاء، باتت المسابح الخاصة تتنافس على تقديم الخدمات "المغرية": "دي جي" يطلق العنان للموسيقى الصاخبة والحماسية، سرير "ملكي" يجعل المرء يستلقي براحة تامة أثناء تعرضه لأشعة الشمس، بار وسط المسبح يقدم مختلف المشروبات الكحولية، فضلاً عن الجاكوزي والأجواء الحميمية التي يوفّرها.
Beach Prices Lebanon
بعملية حسابية بسيطة، يتّضح أنه في حال أراد المرء تمضية نهاره في الأوركيد مثلاً، وتناول غداء يتضمن برغر و2 بيرة، ليعوّض عن عدم شربه للمياه، ستصل تكلفة نهاره إلى 65$. وفي إيريس سيدفع 49.6$، وفي سي فلو 49$، وفي إدة ساندس سيبلغ يومه تقريباً 58$. أما في عالبحر وبيار أند فراندز، فلا يوجد تعرفة دخول، لكن يدفع الشخص فقط ثمن الطعام والشراب، وبالتالي فإن يومه سيراوح بين 10$ و15$.
في المقابل، ولحسن الحظ، لا تزال هناك شواطىء جميلة في لبنان وهي مجانية. إضافة إلى بيار أند فراندز وعالبحر في أنفه، هناك شواطىء تستقبل الزبائن مجاناً، في الهري (شكا)، كالـ"سانت هيلين" و"سان أنطوان"، كما أن معظم شواطىء صور والناقورة مجانية.
أسعار تلهب الجيوب
من الجية وخلدة إلى بيروت وجونية والبترون، منتجعات سياحية لا تعدّ ولا تحصى. يقف اللبناني في حيرة من أمره لجهة تحديد وجهته. المسابح جميعها تقريباً رفعت التعرفة بحجة الغلاء المعيشي والتكاليف الباهظة المترتّبة، علماً أن الراتب في لبنان يبقى دائماً على حاله عاماً بعد آخر، رفم ارتفاع الأسعار الجنوني. ماذا لو قرر رب عائلة مؤلفة من 4 أشخاص مثلاً، تمضية نهار في أحد المسابح الخاصة؟ يقول نزار (55 عاماً): "في السابق كنت اصطحب الأولاد إلى البحر مرتين في الأسبوع أو أكثر، إنما الآن مع غلاء المعيشة بات الأمر صعباً. فتمضية يوم واحد على الشاطىء يكبدّني مصاريف كثيرة. فقد أصبح البحر في لبنان رفاهية لم يعد بإمكاني أن أؤمنها لأطفالي". وتشير جمانة (40 عاماً) إلى أنها اشترت مسبحاً صغيراً مخصصاً للأولاد وضعته على شرفة منزلها. وتقول: "في ظل الوضع الاقتصادي السيىء، بات الذهاب إلى البحر معضلة أساسية بالنسبة إلي، خصوصاً أن لديّ 3 أولاد. لذا من باب التوفير، وحرصاً على سلامتهم أيضاً قررت شراء حوض سباحة صغير". أما أمال، وهي سيدة متزوجة حديثاً، فتعبر عن استيائها من الوضع السائد. وتقول: "ليه أصلاً بعد عنا بحر نظيف نروح عليه؟". وترى أن أزمة النفايات ألقت بثقلها على الشواطىء اللبنانية، خصوصاً تلك المتاحة للطبقة الوسطى، هذا إن بقي من طبقة متوسطة في لبنان. وتضيف: "إذا لقينا بحر رخيص منضطر نسبح مع أكياس الزبالة"."سان بلاش" أو "سان إدة"؟
للأسف كل شيء له ثمن في لبنان حتى المياه والشمس، ولكل منتجع سياحي خدماته الخاصة التي يقدمها لمرتاديه، لذلك تتفاوت أسعار رسم الدخول من مسبح إلى آخر. ففي مسبح "إيريس" Iris مثلاً في الدامور، يصل رسم الدخول للشخص الواحد إلى 27$. في حين أن "أوركيد" Orchid الجيّة يستقبل الزبائن ابتداءً من 33$. أما "سي فلو" C Flow في جبيل، فإن تعرفة الدخول إليه 26$، علماً أنه يستقبل السيدات مجاناً شرط حضورهنّ قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً. وبالنسبة إلى إدة ساندس Edde Sands في جبيل، فرسم الدخول يراوح بين 20$ و28$، وسيان في جونيه يقدم خدماته مقابل 23$ تقريباً. والسبورتينغ في المنارة، تعرفة الدخول فيه تراوح بين 20$ و26$. أما ريفييرا في بيروت، فإن تعرفته بين 24$ و32$. ووفق عدد نجوم المجمع والخدمات التي يقدمها، يراوح رسم الدخول للشخص الواحد بين 13$ و33$. نتحدث هنا عن تعرفة الدخول فقط، فمعظم المسابح تمنع الزبون من إدخال الطعام والمشروبات معه، حتى إن كان يحمل قنينة مياه شبه ممتلئة، وبضع حبات من الجنارك. وفي حال "تذاكى" المرء وعثر، من باب الصدفة طبعاً، على مسبح "رخيص"، فإنه سرعان ما يكتشف أنه حالما يقرر تناول شيء من المطاعم التي استثمرت جزءاً من الشاطىء، سيصرف ما حاول توفيره في المسبح الخاص. إذ أن سعر زجاجة المياه في المسابح ممكن أن يتخطّى الـ7$.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.