شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"أميرة الجليد" المحجّبة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 20 فبراير 201512:07 م

لا شك أن رياضة التزلج على الجليد ليست الرياضة الوطنية في الإمارات العربية المتحدة. لكن هذ البلد نجح في أن يدخل المسابقات الدولية بفضل فتاة، زهرة لاري، تبلغ من العمر 17 عاماً. اسمٌ جذب الانتباه، لأن زهرة ليست أول متزلجة على الجليد من دول الخليج فحسب، بل هي أول رياضية ترتدي الحجاب وتشارك في المنافسات الدولية.

بدأ حلم زهرة لاري، وهي في الحادية عشر من العمر، مع فيلم "أميرة الجليد" الذي شاهدته مرات عدة. تقول زهرة لرصيف 22: "بعد مشاهدة الفيلم، قلت لوالدي، أريد أن أتعلم التزلج". وعلى الرغم من معارضته أول الأمر، فقد اصطحبها إلى "مدينة زايد الرياضية" حيث بدأت بمتابعة الدروس لساعة واحدة أسبوعياً. إلا أنها لم تكتف بهذا الحدّ: "بعد ثلاث سنوات من التدريب، قررّ مدرّبي أنني موهوبة ويجدر بي التدرّب بشكل مكثّف".

بالفعل، هذا ما قامت به لاري بعد حصولها على دعم من عائلتها. "ترافقني والدتي دائماً في تدريباتي والمنافسات التي أشارك بها. ويشعر والدي بالفخر ويدعمني مالياً". حتى لو تردد الوالد في البداية أن ترقص ابنته أمام جمهور من الرجال، إلا أن والدتها الأميركية، حليفتها الدائمة، أقنعته. هكذا حضر لمشاهدتها تتزلّج، ووجد أنها لا تقوم برياضة تعارض الإسلام، لاسيما أنها ترتدي الحجاب الذي زاد بدوره من الاهتمام بها.

تبدي لاري حماستها قائلة: "هذا شرف كبير لي أن أكون أول متزلجة على الجليد ترتدي الحجاب وتمهّد الطريق لفتيات أخريات في المشاركة بكل الأنشطة الرياضية، وتضيف: "تستطيع الفتاة أن تكون مسلمة محجبة، وأن تتمتع بحياة ناشطة وصحية".

من جهة مقابلة، نالت زهرة حصّتها من الانتقادات على الإنترنت. لكنّها تحترم آراء الجميع، وتقول بهذا الصدد: "مهما فعلت، ستجد دوماً من ينتقدك. وطالما أنّ عائلتي ووطني سعداء وفخورون بي، لا شيء سيردعني. هذا هو الأهم".

رحلة لاري الرياضية تتطلب الكثير من العمل والتركيز والالتزام. حتى لو أن اختيار رياضة التزلج على الجليد لم يكن صعباً في بلد كالإمارات العربية المتحدة. "ففي بلد حارّ، تعتبر المشاركة في رياضات "شتائية" أمراً مثالياً"!

تواظب لاري مع مدرّبها الهنغاري على تدريب صارم، 6 أيام في الأسبوع. "أتدرب بمعدل ثلاث ساعات على الجليد يومياً، وساعتين أو ثلاث في قاعة الرياضة. أمارس تمارين تقوية العضلات بالإضافة إلى تمارين الليونة والمثابرة. أما على الجليد، فأتدرب على القفزات والدوران وكل النواحي التقنية في برنامج التزلج على الجليد الخاص بي".

ساعدها هذا التدريب المكثّف أن تحمل حلمها إلى ما هو أبعد من حلبة التزلج في مدينة زايد الرياضية وتشارك في منافسات دولية. أول منافسة محلية للاري كانت عام 2007. إلا أنها بدأت مشاركتها الدولية عام 2012 مع كأس أوروبا في إيطاليا، ثم عام 2013 في كأس المعيار الأوروبي في بودابست، حيث فازت بالمرتبة الأولى عن فئة "التعبير" (كيفية التعبير عن الموسيقى من خلال الأداء)، وبالمركز الثالث عشر في البرامج القصيرة والطويلة. كما أنها شاركت ببرنامج الأحلام في كوريا الجنوبية عام 2013. وكان هذا العام، وما يزال، حافلاً بالنشاطات حيث شاركت لاري بـ"كأس العام الجديد" في سلوفاكيا، وتستعدّ لمسابقات دولية أخرى.

تسعى لاري جاهدة للتوفيق بين دراستها الجامعية وشغفها بالتزلج على الجليد. "يصبح الوضع معقّداً أحياناً إلا أنني أجد دائماً حلاً مناسباً". يبقى هدفها الرئيسي التركيز على أن تصبح متزلّجة تنافسية وتشارك في الألعاب الأولمبية عام 2018. كانت لاري قد سعت للمشاركة في ألعاب هذا العام في سوتشي، إلا أن المشاركة كانت معقّدة؛ فهي بصدد أن تصبح عضواً في اتحاد التزلج الدولي، وهو شرط أساسي للمشاركة في الألعاب الأولمبية أو الفعاليات المهمة الأخرى، وما زالت تنتظر الموافقة. لن تحمل هذه العضوية زهرة لاري إلى المشاركة في المنافسات الدولية المهمة فحسب، بل إلى رفع اسم المنطقة العربية عالياً؛ منطقة غالباً ما تكون مشاركاتها خجولة! وإلى ذلك الحين، لن تسمح لاري أن تقف أية مشكلة عائقاً أمام تحقيق أحلامها: "عندما تقعون، تذكروا أن تقفوا على أقدامكم مجدداً وأن تعاودوا الكرّة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image