بدأ شهر رمضان المبارك، الذي تكثر فيه الفتاوى، يطلقها رجال دين وعلماء مسلمين. وقد مرت في السنوات الأخيرة مجموعة من الفتاوى الغريبة، التي رأى فيها معظم المسلمين في ما بعد، تحريفاً وانحرافاً عن النص القرآني، وفهماً خاطئاً للإسلام. إليكم بعض أغرب تلك الفتاوى.

الطلاب صائمون أو فاطرون؟

أصدرت دار الإفتاء المصرية، قبل أيام، بياناً متعلقاً بحلول شهر رمضان، تنصح فيه المسلمين وتشجعهم على الصيام. وورد في النص ما أثار جدلاً كبيراً على مواقع الـSocial Media المصرية، إذ اعتقد الناس أن دار الإفتاء تجيز للطلاب، الذي يقدمون امتحاناتهم النهائية في الثانويات والجامعات المصرية في هذه الفترة، الإفطار عن الصيام، كونهم منهكين ويحتاجون إلى الطاقة والطعام، لينجحوا. لكن الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى، أوضح أن دار الفتوى لم تقصد كل الطلاب، بل فقط الذين يتعبون كثيراً من الصيام، لدرجة أنهم يعدون في عداد المرضى، حينها يجوز إفطارهم. وقد صدر عن مفتي الجمهورية السابق، علي جمعة، توضيح متعلق بالفتوى نفسها، جاء فيه أن العمل الشاق والامتحان لا يفطران بحد ذاتهما.

التدخين لا يفطر

أجاز المفكر المصري جمال البنا، كثيراً من الأشياء التي خالفه فيها علماء الإسلام في مصر، وفي الأزهر تحديداً. لكن أشهر ما خرج به إلى الناس، كان فتوى التدخين، التي بدأ الحديث عنها منذ عام 2006، وتكرر في الأعوام التي تلتها. ويشرح في إحدى المقابلات التلفزيونية أن التدخين هو الأقرب إلى البخور، وأنه إثمٌ بالطبع، إلا أنه لا يفسد الصيام، خصوصاً لدى المدخنين المدمنين، الذين لا يستطيعون التوقف عن التدخين بسهولة. وجمال البنا هو مفكر مصري مستقل، ولد عام 1920 وتوفي عام 2013، وهو الأخ الأصغر لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر وله عدد من الفتاوى الفقهية.

شرب الماء لا يفطر

الفتوى هذه لم تصدر من العالم العربي، لكنها خرجت من دولة إسلامية رمز، هي إيران. عام 2013، أصدر رجل دين إيراني مهم، هو آية الله العظمى أسد الله بيات زنجاني، فتوى تجيز شرب الماء إذا عطش الصائم كثيراً في رمضان. جاء فيها أنه إذا كان عطشاً إلى الحد الأقصى، فإن شربه للماء لن يكون مبطلاً لصيامه. وقد لاقت تلك الفتوى تعليقات سلبية وافرة، وانتقدت أشد الانتقادات من رجال دين إيرانيين، إذ أوضح آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي "أن الضعف والعطش لا يبرران الإفطار".

لا نساء حتى بالنقاب

عام 2015، وقبل أن يحل رمضان بفترة وجيزة، تناقلت وسائل إعلام عربية فتاوى جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، نشرها على حسابات مرتبطة به على مواقع التواصل الاجتماعي. وأهم ما جاء في فتاوى رمضان 2015، أن النساء الصائمات ممنوعات من الخروج في الطريق، أو خارج منازلهن، حتى وإن كنّ يرتدين نقاباً، في نهار الصوم، لأن المسلم قد يبطل صيامه إذا رأى امرأةً. فإذا اضطرت المرأة للخروج، لا بد من فعل ذلك بعد صلاة المغرب، مع مرافقة محرم لها. كما أفاد التنظيم بأن على المحالّ التجارية والمطاعم، الإغلاق بشكل كامل، في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، في المناطق التابعة لتنظيم الدولة.

المسلسلات حرام؟

يرتبط رمضان، في الكثير من الدول العربية، بالمسلسلات الدرامية، التي تتسابق القنوات إلى عرضها، ما يجعل بعض الدعاة الإسلاميين يسارعون إلى تحليل وإصدار الفتاوى المتعلقة بمشاهدة المسلسلات في شهر رمضان، محللين لها أم محرمين إياها. وعام 2014، أصدر داعية إسلامي يدعى محمود لطفي في مصر، فتوى تفيد بأن مشاهدة المسلسلات حرام في رمضان، ما أثار ضجة كبيرة. كما أن الداعية الإسلامي السعودي المعروف محمد العريفي، يرى أن كل هذه المسلسلات بدع لا يجوز مشاهدتها، لأنها تفسد الجيل. وترد أستاذة الفلسفة في جامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، الدكتورة آمنة نصير، على هذه الفتاوى الكثيرة، بأن "الترويح عن القلب والنفس وإعطاء البدن شيئاً من متع الحياة غير المحرمة يعد نوعاً من بعث الحيوية الدائمة للنفس، ولكن المغالاة أمر يرفضه الرسول والدين الإسلامي".

المتظاهرون

في يوليو 2014، أطلق أكرم كساب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واحدة من أغرب الفتاوى عن رمضان، أجاز فيها إفطار جميع المشاركين في تظاهرات الإخوان على اعتبار أن التظاهر لإثبات الحق هو عمل يقرب إلى الله. ومثلها أطلقت بعض الفتاوى عن جهات مشابهة، لها علاقة بجواز إفطار سجناء الإخوان المسلمين في المعتقلات المصرية، وجواز إعطاء الزكاة في رمضان للسجناء أنفسهم، بدلاً من الفقراء، أو عائلات الشهداء، أو الجهات التي يجب أن يزكيها المسلم بشكل عام.