شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
أهالي محابيس السياسة وحكايات صناع الأمل

أهالي محابيس السياسة وحكايات صناع الأمل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 20 أبريل 201602:07 م

تيتو ومعتقل التي شيرت

mohamad-mahmoud-and-tarek-titomohamad-mahmoud-and-tarek-tito أدخلْ إلى الفيسبوك يومياً وأذهب سريعاً إلى صفحة طارق تيتو، لأرى كيف رسم ابتسامة جديدة على وجه شقيقه الصغير محمود محمد "معتقل التي شيرت". "تاكل ايه النهارده يا حوده؟ ناكل برجر يا تيتو". تيتو يحاول أن يعوض على أخيه بكل طاقته عن سنتين من الظلم الذي عاشه. [caption id="attachment_55034" align="alignnone" width="350"]محمد محمودMohamad-Mahmoud2 محمود محمد[/caption] وقف تيتو صلباً يدافع بقوة عن حرية أخيه الصغير. محمود محمد، الذي تم القبض عليه وهو في الـ17 من عمره، لأنه كان يرتدي تيشيرت كُتب عليه "وطن بلا تعذيب"، وشالاً عليه كلمة ثورة 25 يناير. محمود قضي في الحبس الاحتياطي أكثر من سنتين بدون أي ذنب. تعرض خلالهما للتعذيب البدني البشع. والسؤال هو لو كان محمود لابساً تيشيرت مكتوبٌ عليه "جدع يا باشا، جات في عينالواد"، وعليه صورة د.أحمد حرارة، الذي فقد عينيه بسبب الباشا الظابط اللي بينشن على عيون المتظاهرين. هل كان هيدخل السجن؟ لا أعتقد. تيتو كان بيتكلم ليل نهار عن أخيه. كان بيكتب عنه، كان بيحكي عن رجله اللي اتصابت جوا السجن. وكان بيكلمنا عن رسوماته ويفرجنا عليها. تيتو خلاني أعرف محمود وأتعاطف معاه وأحبه وأدافع وأتكلم عنه، وأشير قصته رغم أني عمري ما قابلته في الحقيقة. تيتو وصل لمنظمات حقوقية كتير وحكي لهم عن أخيه. العفو الدولية تبنت القضية وده ساعده جداً. قصة "معتقل التيشيرت" عُرفت بعدما تكلم عنها الإعلامي يوسف الحسيني. وقدم إحدى حلقات برنامجه "السادة المحترمون" مرتدياً تيشيرت وطن بلا تعذيب تضامناً معه. وبعدها دافع الكاتب عبد المجيد محمود عن معتقل التيشيرت أمام الرئيس في أحد اللقاءات، تم بعده الإفراج عن الفنان الصغير. في ناس كتير ساعدت في خروج محمود، لكن الحقيقة أن محمود خرج لأن عنده محامي، كان لا يكل ليل ولا نهار من الكلام عنه، محامي جدع وشاطر اسمه تيتو!  

مارك ومايكل نبيل

Mark-Nabil-2Mark-Nabil-2 يوم 28 مارس 2011 وجدت ثلاث مكالمات من مارك نبيل على تلفوني المحمول. مارك هو الشقيق الأصغر للمدون وسجين الرأي السابق مايكل نبيل، أدركت على الفور أن مايكل نبيل تم القبض عليه. مايكل كتب مقالا أثار غضب المجلس العسكري. وبناءً عليه حوكم عسكرياً، رغم أنه مدني، بتهمة إهانة القوات المسلحة ونشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الرأي العام. المحاكمة كانت سريعة جداً، تمت كلها خلال 13 يوماً وحكم عليه بـ3 سنوات. كان السيسي حينها مدير المخابرات الحربية، وبحسب شهادة عبد العظيم حماد في كتابه الثورة التائهة، قال السيسي: "لو اجتمعت الدنيا كلها للضغط على مصر، ولو أفرج عن جميع المعتقلين، والمدانين عسكرياً، فلن يُفرج عن مايكل نبيل إلا بعد انتهاء فترة عقوبته". لكن مايكل خرج بعد 10 شهور، ولم يقض عقوبة الثلاث سنوات، كما أقسم السيسي. بعد مكالمة مارك، ومساء اليوم نفسه، جمعت مجموعة صغيرة من الأصدقاء وبدأنا حملة للإفراج عنه اسمها "الحرية لمايكل نبيل". فينا اللي نظم تظاهرات وفينا اللي قضى ساعات وساعات على السوشال ميديا لحشد الدعم لمايكل. كنا بنشتغل واحنا عارفين أننا وارد جداً ننسجن. إحدى مؤسسات الحملة، سحرماهر العيسوي، أحيلت للقضاء العسكري بتهم واهية أنتقاماً منها ومن الحملة، وكانت الرسالة واضحة، أخرسوا بدل ما تحصلوا مايكل! لكن بدل ما نخاف، ده زادنا إصرار أننا نكمل. مايكل دخل في إضراب طويل عن الطعام زاد عن 100 يوم، وده ساعدنا في حشد دعم أكبر له، لغاية ما تم الإفراج عنه بعفو صحي قبل الذكرى الأولى لثورة يناير بساعات. [caption id="attachment_55038" align="alignnone" width="350"]سحر ماهر عيساويSahar-Maher-Isawi سحر ماهر عيساوي[/caption] أما مارك الهادئ والخجول، فأدهشني شخصياً وأدهش الجميع. قبل القبض عليه كان ممكناً أن تمر ساعات ولا يتحدث إلا كلمات قليلة جداً. ولكن خلال 10 شهور، مدة الحملة، تحول المراهق الخجول إلى متحدث لبق ومدافع شرس جداً عن أخيه المسجون. كان يتواصل مع الجميع، يتحدث إلى الإعلام ويخاطب المنظمات الحقوقية، يقف متجاهلاً خوفه ليتظاهر من أجل حرية مايكل. أما والده، والذي كان لا علاقة له بالسياسة، فانطلق لسانه فجأة كما لو كان خطيباً مفوهاً أو سياسياً مخضرماً، ليتحدث مع الإعلاميين بكل لباقة مطالباً بالإفراج عن ابنه. مايكل خرج لأن أسرته وأصدقاءه رفضوا حقيقة سجنه، وقرروا أن يكونوا صوته!  

لمياء وأحمد سعيد

Lamia-SaidLamia-Said أخمد سعيدAhmad-Said أحمد سعيد جراح أوعية دموية عايش وبيشتغل في ألمانيا. أتجنن في عقله وقال أنزل مصر أجازة أزور أهلي. أحمد شاعر وثورجي وكان بيعالج المصابين أثناء مذبحة محمد محمود. شارك في وقفة صامتة إحياء ذكرى المذبحة، وبدل ما الدولة تحاسب اللي قتلوا متظاهري محمد محمود، قبضت عليه هو و4 آخرين. أتقبض عليه بعد الوقفة وهو قاعد على القهوة. ورغم أنها كانت مجرد وقفة صامتة على رصيف كوبري أكتوبر، لكنه اتهام بالتهم المطاطية السابقة التجهيز لأي معارض من عينة تعطيل المرور والتظاهر من دون تصريح.الدكتور أحمد سعيد الذي تم تكريمه من عدة مراكز بحثية في فرانكورت في ألمانيا، سجن في مصر لأنه وقف دقائق للتذكير بضحايا محمد محمود. لا عجب، فقمع الأصوات المخالفة أصبح عنواناً لحكم السيسي للأسف. مش بس كده أحمد بيقضي مدته في سجن (طره 2) شديد الحراسة. لمياء أخته بتكافح علشان بس تدخل لأحمد بطانية يتغطي بيها! أحمد كمان محروم من دخول الملابس الشتوية، فضلاً عن أنه بينام على الأرض لعدم توفر أسرة. ممنوع عنه حتى الورقة والقلم. ولمياء بتحاول تعرّف الناس بقضية أخوها. أصبحت هي صوت أحمد اللي أتحبس جوا سجون السيسي. لمياء بتطلب من الناس يكتبوا جوابات لأحمد وهي توصلها له، الجوابات ده بتفرق جداً مع اللي بيدفعوا تمن من حياتهم لأجل حريتنا. ممكن تبعت له جواب أنت كمان من هنا.  

إنصاف حيدر ورائف بدوي

raif_badawi_ensaf_haidarraif_badawi_ensaf_haidar raif-badawi_Amnestyraif-badawi_Amnesty ربما يكون رائف بدوي أشهر سجين سياسي في السعودية حالياً. رائف ولد عام 1984، أسس موقعاً على الانترنت اسمه "الليبرالون السعوديون". حكم  على أثره بـ7 سنوات سجن و600 جلدة في يوليو 2013. ثم عدّل الحكم في مايو 2014 إلى 10 سنوات، و1000 جلدة وغرامة مليون ريال سعودي. كل ذلك لأن الموقع كان يقدم أراءً متحررة نسبياً عن السائد في السعودية. بعد سجنه، تم الضغط على إنصاف زوجته لتطليقها منه لكنها رفضت. إنصاف تلف العالم لتحكي عن الظلم الرهيب الذي يقع على زوجها. رائف حصل على جائزة سخاروف لحرية الفكر، وتبنت منظمة العفو الدولية قضيته. واليوم أصبح اسمه مزعجاً بشدة لحكام السعودية الأقوياء. كل هذا بفضل شريكة حياته التي رفضت أن تنكسر، وقررت أن تحول سجن زوجها إلي قضية رأي عام. الحقيقة أن الأمثلة كثيرة جداً، وما ذكرته مجرد عينة صغيرة من أشخاص عاديين، ربما لم يتصوروا يوماً أن لديهم كل هذه القدرات. فمجرد الوقوف بصلابة أمام محن مثل هذه، وتحدي الظلم والانتصار على الخوف، هو بطولة في حد ذاتها. كل فرد منهم لا يمل ولا يكل من أن يصرخ من أجل من يتألم وحيداً في السجون، ثمناً لموقف أو رأي سياسي. كل واحد منهم هو صوت المعتقل أو السجين، هو شباكه على العالم بعد أن تم حبسه في غرفة ضيقة، باردة، كئيبة، قذرة ومظلمة. كل واحد منهم بعناده وإصراره وثباته، صانع لأمل أن يرى قريبه المظلوم حراً. أدعوك أن تساندهم وتساند قضايا المحبوسين ظلماً وتشارك قصصهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فالظلم لا يمكن أن يستمر إلا بصمتنا!  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image