بقي قطاع الاتصالات لسنوات من الروافد الأساسية لاقتصادات الدول العربية. لكن التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الاتصالات المجانية والتواصل مثل Whatsapp وViber وTango وغيرها، دفعت المستهلك للاستغناء بشكل كبير عن المكالمات الهاتفية المكلفة. وهذا ما شكَّل نقطة تحوُّل في عالم الاتصالات المحلية والدولية، الخاصة والحكومية.
هذه الخدمات المجانية أعادت إلى الضوء كلفة المكالمة الهاتفية التي تختلف بين دولة وأخرى، واختلاف طريقة احتساب سعر الدقيقة. إذ يكاد يكون لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت تحتسب كلفة "كسر الدقيقة"، ما يعني أن كلفة مكالمة مدتها دقيقة و10 ثوان مثلاً، مطابق لكلفة مكالمة مدتها دقيقة و59 ثانية.
يسجِّل لبنان أعلى رسم في الشبكة الخليوية المدفوعة مسبقاً بين 15 دولة عربية، بمقدار 25 دولاراً. وتشمل هذه الرسوم أسعار التعبئة المتاحة للاستخدام، ورسوم إضافية للاتصالات والضرائب. وقد بلغ معدل أسعار التعبئة المتاحة للاستخدام في لبنان 22.73 دولاراً شهرياً، أي 91% من إجمالي الرسوم، ما يضع لبنان في المرتبة الرابعة بين الدول العربية، متأخراً عن الإمارات وسلطنة عُمان وسوريا، بحسب مسحٍ أجرته شركة Arab Advisors Group، فيما تمثل الـ2.27 دولار الباقية رسوم الاتصالات والضرائب.
وحلَّ لبنان في فئة "الكلفة المرتفعة"، في الاستطلاع الذي شمل 39 شركة للاتصالات الخليوية. وتسيطر على قطاع الاتصالات شركتا "Alfa" و"Touch"، وتتفاوت الكلفة بين الشركتين. على الشبكة التي تديرها شركة "Touch"، تبلغ كلفة الدقيقة للتخابر المحلي 0.25 دولار من الساعة 8 صباحاً حتى 10 مساءً، و0.15 سنت من 10 مساءً حتى 8 صباحاً، وطوال يوم الأحد. أما كلفة الرسالة النصية، فهي ثابتة عند 0.05 سنت. وبالنسبة إلى شركة "Alfa"، تبلغ كلفة الدقيقة 0.25 دولار من الساعة 8 صباحاً حتى 10 مساءً، و0.2 من الساعة 10 مساءً حتى منتصف الليل، و0.15 سنت من منتصف الليل حتى 8 صباحاً. أما كلفة الرسالة النصية فتراوح بين 0.05 و0.04 و0.03 سنت مع تقدم ساعات المساء.
يختلف الحال في المملكة العربية السعودية، إذ خفضت "هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات" أسعار خدمات المكالمات المحلية على شبكات الاتصالات المتنقلة، فأصبح سقف الأسعار 15 هللة بدلاً من 25، وخفضت أسعار خدمات المكالمات على شبكات الاتصالات الثابتة من 10 إلى 7 هللات. وتراجعت أسعار الاتصالات المتنقلة بنحو 69% بين عامي 2005 و2013، فانخفض سعر الدقيقة من 80 إلى 25 هللة نتيجة المنافسة في القطاع. وتسيطر على قطاع الاتصالات في السعودية 3 شركات، هي: الاتصالات السعودية "STC"، وشركة "موبايلي"، وشركة "زين". ولا يختلف سعر الدقيقة بين الشركات الثلاث، إذ يبلغ 0.2 ريال في العروض التي تقدمها الشركات الثلاث. وتتنافس الشركات على تقديم الخدمات الأرخص لزبائنها، إذ أن كلفة الدقيقة داخل الشبكة 0.2 ريال، وخارجها 0.3 ريال، بينما تبلغ كلفة الرسالة النصية 0.25 ريال.
أما في مصر، فتستحوذ شركة فودافون، التي أنشات عام 1998 تحت إسم كليك، على 42% من سوق الهواتف المحمولة عبر 42 مليون مستخدم. ويعتبر جزء كبير من المستخدمين أنها من أكثر الشركات المصرية تقديماً للعروض. وتتنافس "فودافون مصر"، التابعة لـ"فودافون العالمية"، مع شركات عدة، منها "موبينيل" التابعة لـ"أورانج" الفرنسية، و"اتصالات مصر" التابعة لـ"اتصالات" الإماراتية. وقد واجهت الشركات الثلاث في يونيو 2015 حملةً شرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دعا عدد من المستخدمين إلى مقاطعتها بسبب "الجشع واستغلال شركات الإنترنت والموبايل للزبائن، وبطء الخدمة، وسوء خدمة الزبائن، وارتفاع الأسعار". تبلغ أسعار خدمة شركة "فودافون" 20 قرشاً للدقيقة الواحدة للتخابر المحلي لأي رقم "فودافون"، أما سعر الدقيقة لأي شبكة أو خط أرضي فتبلغ 30 قرشاً، وسعر الرسالة 30 قرشاً أيضاً.
وفي الإمارات، يبلغ سعر الدقيقة الواحدة للتخابر المحلي من "مؤسسة الإمارات للاتصالات" 25 فلساً، أما سعر المكالمات المحلية للخدمة المدفوعة مقدما،ً فتبلغ 0.6فلوس للثانية، أي 36 فلساً للدقيقة. وتراوح كلفة المكالمات الدولية تبعاً للدول بين 30 فلساً للدقيقة وصولاً إلى درهم واحد. أما شركة "دو"، فأعلنت على موقعها الالكتروني أن سعر التعرفة للثانية تبلغ 0.6 فلس، أي 36 درهماً للدقيقة الواحدة، بينما يبلغ سعر الثانية في عرض "إماراتي" الخاص بالمواطنين في الإمارات 0.5 فلوس للثانية، أي 30 فلساً للدقيقة مع وجود حزمة بيانات.
وفي الكويت، يبلغ سعر التخابر للدقيقة الواحدة من شركة فيفا 0.079 ديناراً، وكلفة الرسالة النصية 0.15 ديناراً إلى جميع الدول. وتبلغ كلفة الدقيقة في شركة "زين" 0.080، وكلفة الرسالة النصية 0.15 ديناراً أيضاً، أما لدى شركة "وطنية"، فيبلغ سعر الدقيقة 0.079 ديناراً، والرسالة النصية 0.15. وقررت "هيئة تنظيم الاتصالات البحرينية" خفض الأسعار بشكل لا يتجاوز سعر المكالمة إلى أي من دول مجلس التعاون الخليجي 104 فلوس للدقيقة. أما سعر المكالمة الدولية فيبلغ 249 فلساً للدقيقة الواحدة.
كلفة التخابر الدولي
يتطرق الجدول التالي إلى كلفة دقيقة التخابر بين الدول الخمس المذكورة والولايات المتحدة. ويتبيَّن أنَّ الكويت تتصدر اللائحة لجهة السعر الأعلى، في حين أن كلفة الدقيقة من مصر هي الأرخص.
هكذا يبدو ضرورياً إيلاء الحكومات العربية أهمية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقديم أفضل الخدمات للمستخدمين بأسعار زهيدة، للحفاظ على نشاط القطاع، وتفادي لجوء المستخدمين إلى تقنيات التواصل الحديثة المجانية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...