شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
تطبيق إيراني لمواجهة الشرطة الأخلاقية

تطبيق إيراني لمواجهة الشرطة الأخلاقية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 29 يونيو 201608:37 م

نحن في العام 2016، وما زالت بعض دول العالم العربي والإسلامي بشكل عام، تكلف لجاناً خاصة، وشرطة أخلاقية، لتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر. كلمة "المنكر" تحتمل مجالاً واسعاً جداً من الأفعال، تبدأ بممارسات يعتبرها القائمون على تلك القوانين "لا أخلاقية"، وتنتهي بالمظهر الخارجي أو اللباس لمجموعة من الشباب يمشون في الشارع بأمان. تماماً كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، يعاني الشباب الإيراني يومياً، من شرطة مشابهة، تعرف باسم "دورية الإرشاد" وهم شرطة أخلاقية، تظهر فجأة في شوارع المدن، على شكل دوريات، وتقيم الحواجز. فتكون مؤلفة من سيارة Van وبعض الرجال الملتحين وامرأة منقبة أو اثنتين، يفتشون المارة ويملكون الكثير من الصلاحيات، لكن بضعة من الشباب الإيرانيين وجدوا حلاً محتملاً للكابوس الإيراني الذي يلاحقهم.

تملك دورية الإرشاد الكثير من الخيارات في حال عدم إعجابها بامرأة ترتدي حجاباً يخرج قليلاً عن الشكل التقليدي للحجاب الإيراني، أو بشاب "متأثر بالغرب" في تسريحة شعره أو طريقة لباسه. قد يصل الأمر إلى العنف الجسدي، وسحل النساء في الشوارع إذا اعترضن على المثول للتفتيش والمساءلة، كما يمكنهم إجبار المتهمين على توقيع تعهد بعدم ممارسة تلك الأفعال مجدداً. وقد يمثل المتهم أمام القضاء ليحاكم على فعلته، وتكون العقوبة بين الغرامة المالية والسجن، لأن تلك التصرفات "تسيء إلى السلوك الإسلامي العام الذي تتخذه دولة إيران".

تطبيق إيراني لمواجهة الشرطة الأخلاقية في ايران - تطبيق Grshadgershad+copy

الحل كما تقترحه مجموعة من الشباب الإيرانيين العاملين في مجال التطوير المعلوماتي، كان من خلال تطبيق جديد يدعى Grshad. يتداول ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الأخبار حول التطبيق الجديد، الذي يعتمد بشكل رئيسي على خدمة GPS لتحديد الموقع. فإذا كان الشاب الإيراني من مستخدمي التطبيق، كل ما عليه فعله هو التبليغ عن حاجز لدورية الإرشاد فور رؤيته، وكلما زاد عدد المبلغين عن موقع الدورية قام التطبيق بضمان تثبيت الحاجز في المنطقة، وبالتالي يتجنب بقية مستخدمي التطبيق المرور بالمنطقة الخطرة، ويغيرون طريقهم. وكلما نقص التبليغ عن حاجز معين أزاله التطبيق شيئاً فشيئاً عن الخريطة، لأن تلك الحواجز تتغير بشكل دائم.

تطبيق إيراني لمواجهة الشرطة الأخلاقية في ايران - بيتاGershad-Logo

تبعاً لمطوري التطبيق، فإن 3 ملايين شخص تم تحذيرهم بشكل رسمي من قبل دورية إرشاد، 200 ألف منهم وقّعوا تعهدات خطية بألا يعيدوا الكرة مرة أخرى، و18 ألفاً جرى تحويلهم إلى المحكمة. وهذا ما دفعهم لأن يفكروا جدياً في البحث عن وسيلة سلمية للمقاومة، بعيداً عن العنف، وبعيداً عن انتهاك القانون، فلماذا عليهم أن يحتملوا كل هذا الكم من الذل لمجرد أنهم يمارسون أبسط حقوقهم بارتداء ما يريدون؟

في التقييمات التي حصل عليها التطبيق على Google play وعلى الصفحات الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي، يجمع الكثيرون على أنه حل جيد ومقبول خصوصاً أنه لا يخرق القانون. ويعتبر وسيلة سلمية للمقاومة ولاسترجاع جزء من الحقوق والحريات، بينما يشكك البعض الآخر في أنه قد يكون نقمة لا نعمة، لأنه يدل الراغبين في ارتكاب العنف ضد الدولة، إلى مناطق حضور جزء مما يعتبر مؤسسات حكومية تقوم بعملها، ويعتبره البعض الآخر سخيفاً، لأنه ليس حلاً. قلة قليلة تعبر عن إعجابها بشرطة الإرشاد وتعتبر التطبيق "منافياً للأخلاق، ويساعد في ضلال الأمة".

تطبيق إيراني لمواجهة الشرطة الأخلاقية في ايران_88186600_gershad

أما في العالم العربي، فتحتل السعودية الصدارة في القصص الواردة عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهي هيئة دينية حكومية تختص بمراقبة الناس في الأسواق والأماكن العامة بحسب ما يقضتيه نظام الحسبة المستوحى من الشريعة الإسلامية، لضمان الحفاظ على الشكل الإسلامي العام للدولة. لكن ما وصلت إليه الهيئة من ممارسات عنيفة ضد المواطنين فاق كل ما يمكن وصفه بالمنكر، ففي سبتمبر 2013 مثلاً، لاحق رجال الهيئة شبان في السيارة بسرعة، ما أدى إلى انحرافها عن مسارها وقضى اثنان منهم في حادث مروّع. عدا الأخبار عن سحل النساء في الشوارع، وضربهن وغيره من الممارسات القاسية. وتأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية في العالم العربي، دولة السودان، إذ يتحدث موقع سوداني مثلاً عن حادثة "اختطاف" ما يعرف بشرطة النظام العام، وهي شرطة دينية أيضاً 12 فتاة مسيحية كن يصلين في الكنيسة المعمدانية في الخرطوم، بتهمة ارتدائهن لباساً فاضحاً في شوارع العاصمة. وهناك في الدول الأخرى هيئات مشابهة، إلا أنها أقل سطوة من الدول المذكورة، أو أنها مؤسسات حكومية عادية ليس لها طابع ديني ولا تختص بشؤون ملاحقة الدعارة وغيرها، فهل يجد ناشطو الدول العربية حلولاً لهيئات تحديد شكل الحياة المزاجية تلك؟

ننصحكم بقراءة: هل تكون وسائل التواصل الاجتماعي السلاح الأبرز في مواجهة الشرطة الدينية في السعودية


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image