في مبادرة لكسر احتكار الرجال لمهنة القيادة العمومية، أطلقت 4 فتيات أردنيات مبادرة تحت اسم SheCab لتوفير "بيئة مواصلات آمنة للمرأة".
تتمثل فكرة المشروع بتأهيل عدد من النساء لقيادة السيارات العمومية، لكن خدمة المشروع ستقتصر على النساء فقط. وبحسب القائمات على المشروع، لم تدخل المبادرة التي تمّ إطلاقها مطلع العام الجاري، حيّز التنفيذ بعد بسبب صعوبات في توفير التمويل اللازم.
تقول رحمة أبو شويمة، إحدى الشريكات في المبادرة: "نأمل أن يدخل مشروعنا حيّز التنفيذ مطلع العام المقبل. تمكنّا، خلال الفترة الماضية، من تأهيل 5 نساء لرخصة القيادة العمومية، لكننا لا نزال في حاجة لتمويل أكبر، لتطبيق المشروع على أرض الواقع وتشغيل سيارات الأجرة".
يهدف المشروع، الذي أطلقته طالبات جامعيات هنّ رحمة أبو شويمة، سرى المحاسير، سلام أبو خضرة ومها العمد، إلى تسهيل حياة الموظفات والطالبات عند استخدام المواصلات العامة، لا سيما أن نسبةً كبيرة من الفتيات يعزفن عن العمل أو التعليم، بسبب عدم توفر بيئة مواصلات سهلة وآمنة، فضلاً عن التخوف من التحرش تحديداً باللواتي يعملن في نظام مناوبات ليليلة كالممرضات.
وكانت الشابات قد طرحن مشروعهن خلال مشروع للتبادل الثقافي وتمكين المرأة في الولايات المتحدة مطلع العام الجاري، ونافسن عدداً من المشاريع العربية الأخرى، وحاز المشروع جائزة أفضل مشروع ريادي ومبلغاً مالياً قيمته 21 ألف دولار لإطلاقه. وبرغم أن المشروع يهدف إلى تمكين النساء من اختراق مهنٍ جديدة ما زالت حكراً على الرجال، بالإضافة إلى مساعدة النساء في مواجهة صعوبات النقل العام التي غالباً ما تحدّ من حرية تنقلهن، فقد واجه انتقادات لاذعة، خصوصاً من شخصيات محافظة، اعتبرت عمل المرأة في مجال سيارات الأجرة إهانة لها وللقيم المجتمعية.
مقالات أخرى
"مطلقات راديو": أول إذاعة عربية على الإنترنت لدعم المُطلّقات
الزواج "المحرّم" في الأردن
فحالما أعلنت السفارة الأمريكية عن فوز المشروع بجائزة الريادة، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات للمشروع، إذ رأت فيه "تدخلاً سافراً للولايات المتحدة وسفيرتها في الأردن، ومحاولة لتغيير منظومة العادات والتقاليد والقيم الأردنية، عبر الزج بفتيات أردنيات في واحدة من المهن الخطرة التي لا يجوز للنساء الدخول إليها". الانتقادات لم تقتصر على الشخصيات التقليدية والمحافظة، إنما من القطاع النسائي والتقدمي، الذي اعتبر أن "إيجاد وسائل نقل مخصصة للنساء، سيساهم في تعزيز عزلة المرأة عن المجتمع والفصل الجندري".
في هذا السياق، تقول الناشطة النقابية والصحفية سمر حدادين: "أخشى أن تفتح هذه التجربة باب منع الاختلاط، وتكون ذريعة للمناداة بعدم الاختلاط ببن الجنسين". وتضيف: "أنا مع اختراق المرأة لأي مهنة من دون أن تتحوّل إلى عزلها ووضعها في إطار منفصل عن المجتمع"، لافتة إلى أن "تجربة عمل المرأة كسائقة تاكسي كانت موجودة من دون أن يتمّ اقتصارها على النساء بل كانت سائقة تاكسي للنساء والرجال".
ولا شكّ أنّ صعوبة المواصلات، وارتفاع كلفتها، تُعدّ من المسبّبات لعزوف المرأة عن المشاركة في سوق العمل لكنها مشكلة يعاني منها كلا الجنسين، إلا أنّها قد تزيد الأعباء على المرأة المتزوجة والأم، لأن الراتب سينقسم بين المواصلات والحضانة، فتختار المرأة في معظم الأحيان البقاء في المنزل.
ويتفق الناشط في حقوق الانسان فتح منصور مع حدادين، إذ يقول: "نعم الكلفة الباهظة وعامل الوقت وتدني جودة خدمات النقل العام، من مسببات عزوف النساء عن العمل. لكن حل ذلك يتطلب توفير شبكة مواصلات عامة كفؤة وفاعلة وضمن كلفة معقولة، وليس تكريس الفصل والتمييز بين الجنسين من خلال إيجاد خدمة تاكسي مخصصة للنساء فقط".
لكن الناشطة والعضو المؤسس لحملة "معاً نصل" سهر العالول، تعتبر أنّه "يتوجّب دعم أي مبادرة تسعى لتعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية". وتضيف "40% من السيدات في الأردن يعزفن عن العمل بسبب عدم توفر وسيلة مواصلات. وإذا نظرنا إلى نسبة مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل، نجد أنها من أدنى المعدلات عالمياً وليس عربياً فقط، ووصلت إلى أدنى مستوياتها 12.4%، مع العلم أن أكثر من 67% من الأردنيات يحملن شهادات علمية".
وتؤكد العالول على أنه " إذا توفّر حل للتغلب على جزء من هذه العقبة الكبيرة، فأنا معه 100% لأنه في النهاية سيصبّ في مصلحة المساواة". حالياً، لا تمارس أي امرأة أردنية مهنة القيادة العمومية. ورغم ذلك تشير إحصاءات إدارة ترخيص السواقين والمركبات، إلى وجود نحو 864 امرأة حصلن على رخصة القيادة العمومية في الأردن، غالبيتهن في الفئة الرابعة أي الفئة المعنية بسيارات التاكسي والسرفيس وتاكسي المطار، بينما تشير الإحصائية إلى أن نسبة الحاصلات على رخص قيادة من جميع فئات الرخص تجاوزت 24%.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين
Jack Anderson -
منذ أسبوعشعور مريح لما اقرا متل هالمقال صادر من شخصك الكريم و لكن المرعب كان رد الفعل السلبي لاصحاب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعانا بشكُر حضرتك جدا جدا جدا جدا علي المقاله المهمه والرائعه دي
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعمقال قوي. أحييك عليه.