شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هلوسات ومشاكل الجنس في العالم العربي

هلوسات ومشاكل الجنس في العالم العربي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

جسد

الاثنين 26 يونيو 201703:33 م

عالم الأبواب المقفلة، هو العالم العربي، حيث لا تفيق النساء على هويتها الجنسية في الصغر، فتكبر على تأدية الأمر كواجب تجاه الرجال بعد الزواج، وحيث يمارس الصبية "عاداتهم السرية" بذنب الخطيئة، لأنّ أحداً لم يخبرهم أنّ هذا طبيعي، وهذه أجسادهم. وعلى الرغم من انتشار المشاكل الجنسية في جميع أنحاء العالم، كلّ منطقة بحسب طبيعتها وبيئتها، فإنّ عالم الكبت وقلّة التثقيف وهيمنة الدين هذا، مرهونٌ بالكثير من المشكلات الجنسية.

قمنا في رصيف22، بعد لقائنا مع الطبيبة ساندرين عطالله، الاختصاصية في الطب الجنسي، برصد بعض المشاكل الجنسية التي يعاني منها العرب، وأسبابها. 

العادة السريّة وعقدة الذنب 

تتشابه النساء العربيات مع الرجال في ما يتعلق بالشعور تجاه ممارسة العادة السريّة، فهناك اعتقادٌ عام، أو "تابو" شبه موحّد، بأنّ الاعتماد على النفس للوصول إلى النشوة الجنسية بدل الزوج هو أمر مخطئ، وغير صحيّ، وأنه يؤدي عند الرجال إلى مشاكل محرجة كعدم الانتصاب، أو القذف السريع، فيدور الشاب في حلقةٍ مفرغةٍ بين الذنب والممارسة، ويعتقد أنّه سيفشل أثناء عملية الجنس الحقيقية مع الشريكة. وهذا من الأخطاء الشائعة، إذ تقول الدكتورة ساندرين عطالله: "حتّى لدى المدمنين على ممارسة العادة السريّة، أيّ الذين يمارسونها أكثر من 11 مرّة في الأسبوع، تكون آثار إدمانهم نفسية واجتماعية، لا جسدية".

مقالات أخرى

روايات جريئة جنسياً بأقلام نسائية

عن تحريم الحب والعشق في التراث العربي

وتعتقد النساء أنّ ممارسة العادة السرية أمرٌ محرّم أو "عيب"، بالإضافة إلى خوفهن من إيذاء أنفسهنّ أو تمزيق غشاء البكارة، فلا تكتشف معظمهن كيف يصلن إلى النشوة، لأنّهن لم ينشأن عليها للتعرف إليها. ومن المعلوم أنّ 70% من النساء يصلن إلى النشوة عن طريق المداعبة الخارجية لا الإيلاج، وعليه فإنّ 30% فقط من النساء سيستمتعن بالجنس بعد الزواج، وأثناء الإيلاج. معظم النساء العربيات إذاً، واللواتي لا يمارسن العادة السرية قبل الزواج، لا يستمتعن بالجنس أيضاً بعد الزواج.

تأخذ العادة السرية أو الاستمناء حجماً كبيراً من الكبت الجنسي، الذي يتعرّض له الشباب العرب في بداية تعرّفهم إلى الجنس. وتشير عطالله إلى أنّ "9 من 20 سؤالاً، على المواقع والمنتديات العربية المختصة، تتعلق بالعادة السريّة".

عالم الرجال

  • هوس حجم العضو 

يعتقد معظم الرجال العرب أنّ حجم العضو الذكري، غير كافٍ أو صغير، ظانّين أنّ إثارة المرأة وإشباعها يتعلق بحجمه، ويقارنون أنفسهم برجالٍ آخرين، غالباً يشاهدونهم في الأفلام الإباحية، حيث تكون أحجام الأعضاء الذكرية غير طبيعية أصلاً، وهذا ما يدخلهم في دوامة من الشعور بعدم الثقة بالنفس، والتوتر. لذا يبحث العديد من الرجال عن طرائق لتكبير حجم أعضائهم كالعمليّات والأدوية وغيرها، وتوضح عطالله أن "الكثير من الرجال العرب يتوهمّون أنّ أعضاءهم الذكرية صغيرة، لكنّها تكون طبيعية". 

  • هاجس القذف السريع 

يقذف الرجال بسرعة كبيرة في علاقاتهم الجنسية الأولى مع النساء، لأنّ التحكم بالقذف يحتاج إلى خبرة وممارسة وتمرين، وبما أنّ علاقات معظمهم قبل الزواج محدودة، يقتنع الكثيرون أنّهم يعانون من مشكلة في القذف السريع، بينما هم في الواقع أصحاء. إلّا أنّ نقص المعلومات وقلّة الخبرة في الممارسة، يجعلان الرجل في حالة توتر وخوف دائم من الفشل. سيعرف في ما بعد أنّ الأمر بسيط، إذا تعلّم كيف يتحكّم به.

وتعتبر قلّة التواصل بين الشركاء في العالم العربي، وعدم انفتاح بعضهم على بعض، سبباً رئيسياً في المشاكل الجنسية التي يعاني منها الطرفان، فلا يعرف الرجل إذا أمتع شريكته أم لا، لأنّه يخجل أن يسألها، ولا يعرف أيضاً أن الأمر بالنسبة إلى الكثير من النساء يتعلّق بالطريقة والمداعبة الأولّية.

  • انتصاب ليلة الدخلةHoneymoon impotence 

تنتشر هذه المشكلة في العالم العربي، فيشعر الكثير من الشباب يوم زفافهم بعبء فضّ غشاء البكارة لزوجاتهم، معتقدين أنّ مسؤولية إنجاح العمليّة تقع على عاتقهم. بالإضافة إلى خوف العرائس الجديدات من تلك اللحظة، بسبب الشائعات المجتمعية التقليدية، غير العلمية، المزروعة مسبقاً في دواخلهن، وهذا ما يزيد توتّر الرجل وخوفه، فيؤدي ذلك إلى عدم انتصاب عضوه في مستهل حياته الجنسية الجديدة مع زوجته. 

عالم النساء

  • استحالة الدخول 

تخاف الكثير من النساء العربيات من فكرة الجنس في ذاتها، وتؤدي قلّة التعليم عن الموضوع إلى عدم معرفة المرأة بجسدها. فلا تعرف النساء عن مرونة المهبل وقابليته لاستقبال أيّ عضو ذكري مهما كان حجمه أو شكله. وتعاني الكثير منهن من مشكلة نفسية تنعكس على أدائها أثناء الجنس، فيستحيل دخول العضو بسبب تقلّصات لا إرادية في عضلات المهبل. تكبر هذه المشكلة معهن بشكلٍ تراكميّ، فلا يكون من السهل أن تتخطى النساء اللواتي لم يتعاملن مع مشاكلهنّ أو هوياتهنّ الجنسية طوال حياتهنّ قبل الزواج، حلّ المشكلة بعد الزواج. قد لا يكون الحلّ مستحيلاً أيضاً، فبالإضافة إلى القراءة والفهم، يمكن مراجعة مستشار نفسيّ يضعهنّ على طريق التغيير. 

  • عدم الشعور بالرغبة 

تكبت النساء شهواتهن لمدّة طويلة في عالمنا العربي، تتعلمن أن يسكتنها بالقوّة، وهناك فرقٌ كبير بينهنّ وبين الرجال من هذه الناحية. فشهوات النساء ليست بارزة، لأنّ أعضاءهنّ الجنسية غير بارزة كأعضاء الرجال، وبعد عمرٍ مديد من إخراس الشهوة، يفقدن رغبتهنّ في ممارسة الجنس فجأة، لأنهنّ ببساطة اعتدن ذلك. 

الحل في المدارس

السبب الأول والرئيسي في كلّ المشاكل السابقة، هو التعتيم التام على الموضوع، واعتباره من المواضيع المحرّمة والتي يجب الابتعاد عنها. فبدل أن تنمو الثقافة الجنسية مع الطفل العربي منذ صغره، في البيئات المناسبة والصحيّة لذلك، كالمدارس والبيوت، يتعرّف هذا الطفل إلى نفسه لاحقاً بأسوأ الطرق والأماكن الممكنة.

ليس في مدارس أيّ من الدول العربية، دروس ثقافة جنسية، بل دروس مختزلة جداً في العلوم لشرح غير عميق لتفاصيل جهاز التكاثر، ويأتي التعمّق في كيفية عمل هذا الجهاز في مراحل متقّدمة من الثانوية، بعد أن يكون الشاب قد تعلّم ما تعلّم من أصدقائه. 

أما الفتيات العربيات، فتبلغ الكثير منهن باكراً، بين الـ11 والـ13 عاماً، وفي دولٍ تمنع الثقافة الجنسية المدروسة، وينتشر فيها مفهوم العيب عن الجنس وكلّ ما يتعلّق به، قد تبلغ غالبية الفتيات من دون أن يعرفن أي تفسير لهذه الظاهرة. وفي جولة سريعة على الصحافة العربية، يتبيّن أن عدداً كبيراً من المواقع العربية يهاجم فكرة التثقيف الجنسي في المدارس، متهماً إياها بـ"العهر والانحلال الأخلاقي".

يبقى حلّ المدراس طويل الأمد، إلا أنّه ضروري وتراكمي، كي يعرف الناس أكثر فأكثر عن الجنس، ويتجازوا الشائع عنه، ليرتاحوا مع أنفسهم ومع الشريك في ما بعد. الحلّ يكمن أيضاً في انفتاح الشريكين أحدهما على الآخر، وعدم الخوف من البوح والتعبير عن رغباتهما الجنسية ومخاوفهما. فالتواصل هو المدخل الرئيسي إلى البداية الجديدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image