انتقلت الحملات التي تقوم بها الجمعيات أو الشركات للتوعية من مرحلة إلى مرحلة أكثر تقدماً وأكثر تأثيراً. فبدل أن تكون شبيهة بالإعلانات التي نشاهدها يومياً، أصبحت تطبّق على أشخاص عاديين، في انتظار ردود أفعالهم.
وغالباً ما تحدث تلك الحملات في أماكن عامة تعجّ بالمارّة أو السكان، كالشارع أو صالات السينما، للتأثير على أكبر عدد من الذين يشاهدونها. وتتناول عادةً مواضيع إنسانية، من الحد من الاغتصاب إلى الأمراض عند الأطفال، والمحافظة على الأماكن العامة وغيرها.
عربياً، ما زالت معظم الحملات تعتمد على الطريقة التقليدية، لكن برزت مؤخراً حملة أطلقتها جمعية "كفى عنف واستغلال" اللبنانية، التي تحارب التمييز ضد المرأة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل معها الناشطون بشكل إيجابي جداً. فالحملة اعتمدت أسلوباً مبتكراً لمحاربة زواج القاصرات وأطلقت معها هاشتاغ #قانون_سنة_جِدّي_ما_في_يكون_جَدّي #كفى، في إشارة إلى قانون الأحوال الشخصية اللبناني، الذي ما زال يشرّع زواج القاصرات.
بالإضافة إلى حملة جمعية كفى، اخترنا 5 من أفضل الحملات العالمية، والأكثر تأثيراً، التي نظمتها الجمعيات أو الشركات في الشوارع، أو الأماكن العامة. من الصعب نسيان هذه الحملات، فمن المؤكد أنها ستترك أثراً في ذاكراتكم. (ننصحكم بمشاهدة الفيديو قبل القراءة).
الأحوال الشخصية قاصرة - لبنان
هل رأيتم يوماً رجلاً تخطى الخمسين من عمره يأخذ صوراً مع عروسه، التي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، على البحر والمارة يباركون له؟ هذا ما فعلته الجمعية لمحاربة قانون الأحوال الشخصية اللبناني.
اللافت في هذا الفيديو كان عدد المواطنين الذين يمارسون الرياضة أو يتمشون على البحر، الذين اقتحموا جلسة تصوير العروسين، ومحاسبة الرجل وسؤاله كيف له أن يتزوج فتاة في عمر أحفاده، وجواب الرجل: "لقد استأذنت أهلها، والقانون يسمح لي بذلك"!
محاربة الاتجار بالجنس - هولندا
تخيّلوا أن يكون حي الأضواء الحمراء Red Light District في هولندا، مكاناً لحملة توعية ضد الاتجار بالبشر! هذا ما قامت به جمعية Stop The Traffik، التي تحارب الاتجار بالبشر لدواعٍ جنسية حول العالم، في أمستردام عام 2012.
استعانت الجمعية بفتيات للرقص في أحد البيوت في هذا الشارع، المعروف بانتشار بيوت الدعارة فيه، والتي تعرض بائعات الهوى يرقصن على الشبابيك لاستقدام المارة. اللافت في الحملة كان رد فعل المارة، الذين سرعان ما تحولوا من الشعور بالفرح والبهجة لما يرونه، ليخيّم عليهم الصمت والصدمة بعد قراءة ما كتب على الشاشة.
الحد من ركن السيارات في الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة - روسيا
هل هناك أفضل من الأماكن المخصصة لركن سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة، لإطلاق حملة توعية، لتذكر الناس أن لا يركنوا سياراتهم فيها؟ بمبادرة من الجمعية الروسية Dislife، تم تركيب كاميرات وجهاز إسقاط Projector في هذه الأماكن، تعكس صورة إنسان مُقعد يذكر الناس بعدم ركن سياراتهم في تلك الأماكن.
وقد أتت هذه الفكرة بعد دراسة قامت بها Dislife، كشفت أنّ أكثر من 30% من السائقين في روسيا يركنون في تلك الأماكن. فتم وضع هذه التكنولوجيا في مراكز تجارية عدة في أنحاء موسكو، بما فيها أكبر مركز تجاري في أوروبا.
حملة السلامة على الطرقات - هونغ كونغ
على الرغم من كثرة حملات التوعية والإعلانات التي تحذّر الناس من استخدام الهاتف أثناء القيادة، فإن قتلى حوادث السير بسبب الهواتف لا يزال مرتفعاً. لذلك لجأت شركة السيارات العملاقة Volkswagen إلى صالات السينما في هونغ كونغ للتوعية من خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة.
حملة تبرّع بالشعر للأطفال المصابين بالسرطان - السويد
قد لا يتأثر الناس كثيراً إذا وصلتهم رسالة نصية تطلب منهم التبرع بالمال من أجل الأطفال المصابين بالسرطان. ولكن إذا شاهد هؤلاء الناس، أثناء مرورهم في محطة المترو، طفلة في الـ14 من عمرها، تخسر شعرها بسبب إصابتها بالسرطان، فإن ردة فعلهم لن تكون نفسها.
هذا ما فعله المركز السويدي للسرطان Barncancerfonden، في حملة لطلب إرسال رسالة نصية للتبرّع بالمال من أجل الأطفال المصابين بالسرطان.
حملة لمحاربة المتبولين في الشارع - الهند
قد تكون هذه الحملة هي الأكثر غرابة من بين الحملات التي حصلت في الشارع، فالتبوّل على الطرقات من أخطر المشاكل في الهند. لذلك اجتمعت مجموعة من الهنود تحت اسم The Clean Indian أي الهندي النظيف، محاولين محاربة هذه الظاهرة من خلال حملة You Stop, We Stop أي بمعنى "توقف فنتوقف".
في هذه الحملة قام هؤلاء الشبان بالمرور بصهاريج مياه في شوارع مدينة مومباي، لرش المتبولين بالمياه، وشرطهم للتوقف، هو توقف الشخص عما يفعله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...