شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
المغرب يحاول جاهداً الحفاظ على ثروته من أشجار الأرز

المغرب يحاول جاهداً الحفاظ على ثروته من أشجار الأرز

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 8 أغسطس 201604:03 م

يضم المغرب أكبر مساحات من غابات الأرز بين دول حوض البحر المتوسط، تمتد على 134 ألف هكتار، وتسعى السلطات منذ سنوات لحماية هذه الثروة المهددة بفعل التغير المناخي والنشاط البشري.

ومع أن شجر الأرز الأطلسي يغطي مساحات واسعة من جبال المغرب، إلا أنه أقل شهرة من أرز لبنان الذي لم يبق منه إلا ألفي هكتار في "بلاد الأرز". مع ذلك، يعتبر الأرز في المغرب "كنزاً وطنياً"، فهو من جهة عامل جذب سياحي، ومن جهة أخرى هو مصدر رزق للرعاة وقطعانهم، كما أن خشب هذه الشجرة يحظى بتقدير كبير من قبل صانعي الخشب.

وتقدمت الحكومة المغربية بطلب لتصنيف غابات الأرز في المملكة ضمن "محميات المحيط الحيوي" و"التراث العالمي"، وهو طلب ما زال قيد الدراسة.

مقالات أخرى:

على مقربة من مدينة أزرو، في سلسلة جبال الأطلس الأوسط، حيث تم إحصاء أكبر مساحات هذه الأشجار، تنتصب وسط الغابات المترامية شجرة أرز ميتة يبلغ ارتفاعها 42 متراً وعمرها يقارب 900 سنة وتحمل اسم "غورو". وإن كانت هذه الشجرة التي تحمل اسم ضابط فرنسي إبان فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، ترمز إلى عظمة غابات الأرز في جبال الأطلس المغربي وتثير إعجاب عشاق السياحة الجبلية، إلا أنها تعكس أيضاً الهشاشة التي تهدد هذا النوع النادر.

ويعلق بدر الدين، وهو شاب تونسي جاء ليزور مدينة أزرو بناء على نصيحة صديق "هنا سويسرا المغرب! إنها جميلة حقاً". وتجذب غابات الأرز المغربية السياح من محبي الجبال والطبيعة.

ولكن رغم اتساع المساحة والجذب السياحي، يعاني الأرز المغربي منذ سنوات الثمانينيات بسبب التأثيرات المناخية كالجفاف الذي ضرب المنطقة في الثمانينات ومطلع القرن الحالي، إضافة إلى تأثيرات الأنشطة البشرية بشكل عام.

ويعتبر عبد الرحمن هومي، الأمين العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الحكومية أن "التهديد الحقيقي" الذي يحدق بغابات الأرز المغربية يتمثل أساساً في التغير المناخي. ويحذر هذا المسؤول الحكومي قائلاً "إذا لم نفعل شيئاً على المدى المتوسط والطويل، فإن انخفاض معدلات هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة والظواهر الطبيعية القوية مثل الفيضانات، ستتسبب في تغيير نطاق انتشار وتوزيع غابات الأرز".

ويوضح عبد الرحيم درو، مدير المتنزه الوطني لمدينة أفران (الأطلس المتوسط) الذي تم تأسيسه قبل عقد من الزمن لحماية مجمل النظام البيئي وإعادة تشجير الغابات، أن "العجز المائي، إلى جانب استقرار قطعان الماشية، أدى إلى تراجع الأرز".

وتحتضن المناطق التي يشملها المتنزه الوطني لمدينة افران أحد أكبر القطعان في المملكة مع حوالى 800 ألف رأس من الأغنام والأبقار والماعز. ولأجل الحفاظ على هذا الكنز الوطني من تهديد القطعان، وضعت السلطات المسؤولة سياسية لإشراك السكان المحليين، تم من خلالها تحديد المناطق التي يمكن اعتمادها كمراع بعيداً عن الغابة، مع دفع تعويضات للرعاة بغرض شراء الأعلاف في أوقات ندرة أعشاب الرعي.

ويقول أحد الرعاة من منطقة عين اللوح المحاذية لغابات الأرز "إن اختفت الغابة فإن كل شيء سيختفي، والناس هنا لا يدركون ذلك جيداً"، بل تدفعهم الظروف المعيشية أحيانا إلى سوء استغلال الغابة.

إضافة إلى تهديد المناخ والرعاة، يقتات قرد البابون المستوطن في الغابة على قشر أشجار الأرز، بسبب النقص الكبير في الكلأ الناجم عن الرعي المفرط، مما يضعف الأشجار ويؤدي إلى موتها تدريجاً. وإضافة إلى كل هذه المشكلات، تتعرض غابات الأرز إلى قطع الأشجار بشكل غير قانوني لبيع خشبها في سوق يقدر فيها ثمن المتر المربع الواحد بأربعة عشر ألف درهم (1420 دولار). ويؤدي ذلك إلى قطع أشجار عمرها مئات السنين لا يستفيد المهربون سوى من أمتار قليلة منها لصعوبة نقلها كلها دون الوقوع في قبضة السلطات.

ورغم انتشار ظاهرة قطع الأشجار بشكل غير قانوني، يؤكد عبد الرحمن هومي بلهجة مطمئنة أن هذه الظاهرة "لا تمثل سوى 10 هكتارات" من أصل أكثر من 130 ألف هكتار، وأن السلطات تسهر على مطاردة قاطعي الأشجار بشكل غير قانوني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image