تركز الفنانة الإيرانية الأميركية شيرين نشأت على مقاومة المرأة للجدران المرفوعة بوجهها في إيران، وعن التمرد على الاستبداد في بلدها وفي العالم العربي، في معرض استعادي يقام في واشنطن (حتى 20 سبتمبر).
على بعد خطوات قليلة من الكونغرس، يكتسب هذا المعرض الاستعادي المقام في متحف هيرشهورن بعداً خاصاً في ظل سعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران أعاد إلى الواجهة الاهتمام بالعلاقات بين الغرب والجمهورية الإسلامية.ويقدم المعرض لمحة ليس عن حياة شيرين نشأت وأعمالها الفنية فحسب، بل أيضاً عن مسار التطور في إيران في العصر الحديث، ولاسيما منذ انقلاب العام 1953 مروراً بالثورة الإسلامية العام 1979 وانتهاءً بالحركة الخضراء التي احتجت على إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في العام 2009.
مقالات أخرى:
الإيرانيات وقصة التأقلم مع الحجاب
العرب والإيرانيون، الكراهية لا تبني مستقبلاً
وتقول شيرين "عملي يعبر عن مشاعري وعلاقتي مع السياسة، وارتفاع حدة القلق، والفرح بإمكانية حلول السلام". وتشدد هذه الفنانة البالغة من العمر 58 عاماً، والتي تصف نفسها بأنها مسلمة علمانية، على أنها اختارت بنفسها أن تقيم خارج بلادها منذ العام 1996، إذ أن عملها قد يثير المتاعب في إيران. فهي تركز في أعمالها المصورة على النساء وحياتهن والمخاطر التي يواجهونها باستمرار.
في فيلم "توربولنت" Turbulent المعد في العام 1998، تصور مغنية تتحدى حظر الغناء في العلن، وفي "فيرفر" Fervor العائد للعام 2000 تظهر امرأة تجرؤ على جذب أنظار الرجل الذي تحب، وفي "رايبتشر" Rapture العام 1999 تصور امرأة تركب على متن قارب تاركة رجلاً وراءها، في ما يمكن أن يأول على أنه الانتحار أو الحرية.
وفي كل عمل من هذه الثلاثية، يظهر الرجال على شاشة والنساء على شاشة أخرى، وكذلك في فيلم "ومن ويذاوت من" Women without men المؤلف من خمسة أجزاء.
وتقول شيرين "رؤيتي للأمور أنه كلما واجهت النساء جدراناً، ولاسيما منذ الثورة الإسلامية، كلما أبدين مقاومة وتصدياً وتمرداً". وتضمّن شيرين أعمالها نصوصاً مخططة ورسوماً من القصيدة الملحمية شاهنامه (كتاب الملوك)، في مجموعة الصور التي تحمل الاسم نفسه بالإنكليزية "بوك أوف كينغز" Book of Kings.
وفي صورها الأخيرة انتقال إلى موضوع آخر، وهو الاحتجاجات الإيرانية والربيع العربي وانعكاسها على المجتمعات. واستلهمت في صورها من الثورة المصرية التي كانت لها فرصة أن تعيشها في مصر، فيما كانت تعد فيلماً عن أم كلثوم. وتروي شيرين، التي ما زالت أمها واشقاؤها يعيشون في إيران، المعاناة النفسية التي يعيشها الإيرانيون في الشتات.
وهي غادرت بلدها للدراسة في الخارج في العام 1974، وبعد الثورة الإسلامية في العام 1979 بقيت في الخارج حتى العام 1990. حينها زارت بلدها، فلمست فيه تغيرات جذرية، واختلافاً كبيرًا في سلوك المواطنين وعاداتهم. وتقول "الثورة الإسلامية هي التي سببت هذا الانفصال… سنوات طويلة من الانفصال". وتضيف "إن كان هناك شيء من الأفكار العالمية في أعمالي فهو قضية الاستبداد، وسلطة الشعب، والمقاومة والحفاظ على الروح الإنسانية في مواجهة الاستبداد والديكتاتورية".
وتنتقد شيرين الصورة السائدة في الغرب عن النساء في الشرق الأوسط بانهن خاضعات وضحايا للرجال. وتقول "في الحقيقة، لا أعتقد أن ذلك صحيح بتاتاً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...