تنهي دمية الأطفال باربي، والتي تعتبر الأشهر في عالم الدمى، عامها الستين اليوم، حيث يصادف عيد ميلادها في التاسع من مارس/آذار كل عام.
عندما انطلقت باربي في معرض نيويورك للألعاب عام 1959، كانت مجرد دمية عادية ترتدي ثوب سباحة مخطط باللونين الأبيض والأسود وتربط شعرها الطويل إلى الخلف ممسكة بيدها نظارات شمسية، واليوم تضم مجموعتها مئات الأشكال والتصماميم، ويُباع منها أكثر من مئة دمية كل دقيقة حول العالم، حيث يبلغ مجموع مبيعاتها السنوية 58 مليون قطعة، وفق ما نقله موقع سي إن أن.
وفي كل عام تقريباً، ومع حلول موعد عيد ميلاد الدمية، تُطلق الشركة المصنّعة لها وهي شركة "ماتيل" الأمريكية مجموعة جديدة من الأشكال والتصاميم، بعضها يهدف لكسر نمطية شكل الدمية، والبعض الآخر يسعى لتخليد ذكرى شخصيات مؤثرة في تاريخ البشرية.
ففي العام الفائت، أضافت الشركة ثلاث دمى على شكل الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو وعالمة الرياضيات الأفريقية الأمريكية الرائدة في شركة ناسا كاثرين جونسون وقائدة الطائرات الأمريكية إيميليا إيرهارت، لمجموعتها المسماة "نساء ملهمات"؛ وثلات دمى أخرى لمجموعة "نماذج عالمية يحتذى بها" وهي لبطلة الألعاب الأولمبية الأمريكية كلوي كيم ولاعبة كرة القدم الإيطالية سارة غاما والصحفية البولندية مارتينا بويشيخوفكسا.
أما هذا العام، تطرح شركة ماتيل نماذج جديدة من باربي تتمثل في عارضة الأزياء البريطانية آدوا آبواه والرياضية الهندية ديبا كارماكار والممثلة الأمريكية يارا شهيدي.
وفي الشهر الماضي أضافت الشركة أيضاً لمجموعة دمى باربي واحدة تسير بقدم صناعية وأخرى تستخدم الكرسي المتحرك، كجزء من السعي لتكون الدمية شاملة لكل أنماط الحياة وفق ما يصرح به مدراء تسويق الشركة.
لمحة عن تاريخ اللعبة
تعتبر سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر الأم الروحية لدمية باربي، حيث اقترحت عام 1956 على زوجها وهو شريك بشركة ماتيل للألعاب تصنيع دمية على شكل شخص بالغ بعد أن لاحظت ميل ابنتها باربرا للتعامل مع دماها المصنوعة من الورق على أنهم أشخاص كبار وليسوا مجرد أطفال. وبوحي من دمية ألمانية كانت مشهورة في ذلك الوقت وتحمل اسم بيلد ليلي، عملت هاندلر بمساعدة أحد المهندسين على وضع تصميم لدمية جديدة أطلقت عليها اسم باربي المشتق من اسم ابنتها، وتم تصنيعها في اليابان حيث خيطت ملابسها بشكل يدوي. [caption id="attachment_187759" align="alignnone" width="1000"] Ruth and Elliott Handler With Barbie Doll[/caption] وفي العام الأول لإطلاقها بيع منها حوالي 350 ألف نسخة، ومع شراء الشركة المصنعة بعد أعوام لحقوق تصنيع الدمية الألمانية المنافسة وتوقيف إنتاجها بشكل نهائي، غدت باربي عاماً بعد آخر الأشهر في عالم الدمى، ولم تقتصر منتجاتها على الألعاب فقط بل باتت اليوم تشمل الملابس والأكسسوارات والكتب وألعاب الفيديو. ولباربي قصة حياة مكتملة بحسب ما تذكر سلسلة روايات مرتبطة بها. فاسمها هو باربرا ميليسنت روبرتس، وتنحدر من مدينة خيالية تدعى ويلوز بولاية ويسكنسن، وتابعت دراستها الثانوية في مدينة نيويورك. وتمتلك الدمية مجموعة من الحيوانات الأليفة منها قطط وكلاب وخيول، وأيضاً عدداً من السيارات. ووفق تصميمها، تعمل باربي في العديد من المهن منها مضيفة طيران وطبيبة ومذيعة أخبار وعارضة أزياء، حتى أنها في أحد الأيام حظيت بشخصية دوقة كمبريدج. [caption id="attachment_187709" align="alignnone" width="700"] باربي من عامي 1962-1965، من مجموعة Henry Ford[/caption]دمية واسعة الانتشار
منذ ظهورها قبل ستين عاماً، لم يتوقف تطور دمية باربي ومواكبتها لكثير من التغيرات التي مر بها عالمنا وأيضاً الطريقة التي ترى بها الفتيات هذا العالم، ولعل ذلك ما جعلها من أكثر الدمى انتشاراً وشهرة على مر السنين، بحسب حديث ليزا ماكنايت نائبة رئيس شركة ماتيل لموقع سي إن إن. لكن رحلة باربي للشهرة لم تكن سهلة كما تقول ماكنايت. بداية، اتخذت الدمية أشكالاً عديدة منها الممرضة ومضيفة الطيران. في العام التالي أصبح لها صديق مقرب، ومن ثم سيارة ومنزل كبير، وغدت مديرة تنفيذية في إحدى الشركات الكبرى. ذلك لم يمنع من توجيه انتقادات لاذعة لمصنّعيها مع اقتصار شكلها على الفتاة البيضاء النحيلة ذات الشعر الأشقر، وكأنه ترويج لشكل مثالي على كل الفتيات التحلّي به، وقياسات جسد صغيرة للغاية يصعب الحصول عليها. ومنذ العام 1967 وبتواتر غير سريع، أصدرت الشركة دمى مختلفة، منها باربي ذات البشرة السمراء، والسوداء، وذات الملامح اللاتينية. ولم يمنع ذلك من استمرار الانتقادات، فالأشكال الجديدة بدت لبعض الناشطين في مجال حقوق المرأة بأنها مجرد صبغ الدمية البيضاء بألوان أخرى دون مراعاة اختلاف طبيعة شكل الوجه والجسم بين الأعراق المختلفة. وبمرور السنوات تطور شكل باربي بشكل كبير، حيث تنوعت ألوان بشرتها بسبع درجات مختلفة، وألوان عينيها باثنين وعشرين لون، كما أضيفت لها 24 تسريحة شعر مختلفة، وثلاثة قياسات جسد جديدة. وفي العام 2017 قدمت الشركة أول دمية محجبة مستوحاة من لاعبة المبارزة الأمريكية ابتهاج محمد، كما طرحت عام 2018 دمية عمرها 96 عاماً تكريماً لسيدة الأعمال والمصممة الأمريكية إيريس أفبل. هذا التصميم أيضاً لم يمر دون زوبعة إعلامية، حيث خلا وجه الدمية من أي تجاعيد رغم أن أفبل ولدت قبل باربي بأكثر من ثلاثة عقود. وبتزامن عيد ميلاد باربي مع يوم المرأة العالمي، تستغل الشركة هذه الفرصة بشكل سنوي لتعلن بأنها تسعى، ومن خلال تصاميمها التي تتطور عاماً بعد آخر، لرفع الوعي حول المصاعب التي تواجه النساء لتحقيق أحلامهن، وتأمل بألا يكون جسد باربي فقط هو الملهم للفتيات حول العالم، وإنما أيضاً عقلها وشجاعتها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 23 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت