نظرت عدد من ثقافات العالم القديم، للخمر على أنها إحدى السُبل المُثلى للترقّي الروحي والوجداني، ومن ثمّ فقد ارتبطت بشتى أنواع الفنون والآداب، وصارت رمزاً من رموز التحرّر الإبداعي، والاندماج في عالم الأفكار الخياليّة والرؤى المبتكرة.
الشعر بوصفه النتاج الأكثر ثراءً وفاعلية في الثقافة الإسلاميّة، ارتبط، بشكل لا انفصام فيه، مع الخمر والسُكْر، فقد مثلت الخمر للشعراء رمزاً قوياً للجنون المشوب بالحكمة، كما عبرت بقوّة عن الحاسّة الإنسانيّة الإبداعيّة التي تتلازم دائماً مع التهوّر والاندفاع.
فالعديد من الشعراء الأفذاذ في تاريخ الحضارة الإسلاميّة، عُرفوا بقصص أنّهم لم يقدروا على ترك كؤوس الخمر والشراب، كما اشتهروا بأن أفضل قصائدهم وأكثرها عمقاً هي التي حاولوا فيها توظيف الخمر كنوع من التجديد، وكأنها من تجليات التركيبة المعقّدة التي مثلها سيلانوس من قبل عند الإغريق.
من هؤلاء الشعراء، أبو نواس (تـ.198هـ)، أعظم شعراء العصر العباسي الأول قاطبةً، وأكثرهم قدرة وتمكناً من قرض الشعر. ألّف أبو نواس الخمريات، لأنّ التغني بالخمر والثناء عليها والتلذذ بشربها والتفنن في إعدادها هي أبرز مواضيع هذه القصائد.
ازدواجية السكر/ الوعي، تظهر في أوضح صورها في شعر أبي نواس، من خلال تناوله لبعض من أهم الموضوعات العقائديّة والوجوديّة والفلسفيّة التي شغلت عقول مثقفي عصره، فكأنما كانت الخمر الرمز الرئيس في تحرير أدوات الإبداع الكامنة عند الشاعر العباسي، ودفعه دفعاً للصدام مع أعدائه من المحافظين.
أيضا كان الشاعر العربي أبو العلاء المعرّي (تـ.449هـ)، تجلياً أخر من تجليات السكر المحرّر للطاقات الإبداعيّة في الثقافة الإسلاميّة، فالشاعر الكفيف الذي وصفه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في كتابه "مع أبي العلاء في سجنه"، بأنه "صاحب خيال نفّاذ، يصعد إلى أرقى ما يستطيع الخيال أن يبلغ، وينفذ إلى أعمق ما يستطيع الخيال أن ينفذ"، قد وجد في الخمر وسيلته التي حرّرته من سجونه الضيقة، لينشد واصفاً إياها بقوله:
تمنّيت أن الخمر حلّت لنشوة . . . تجهلني كيف اطمأنت بي الحال فأذهل أني بالعراق على شفا. . . رزي الأماني لا أنيس ولا مال
أما الشاعر والفيلسوف الفارسي عمر الخيام (تـ.526هـ)، فكان أشهر الشعراء ارتباطاً بالخمر والسكر، وكان دائم الحديث عن الخمر ومحاسنها، فقال في رباعياته:
ربي افتح لي باب رزق وأرسل ... لي قوتي من دون من الأنام وأدم نشوة الطلا لي حتى ... تذهلني ما عشت عن آلامي
الفيلسوف محمد بن نصر الفارابي (تـ.334هـ)، كان أيضاً ممن عبّروا عن حالة التلازم الجدلي بين الخمر والإبداع، فبحسب ما يذكر أحمد بن علي الدلجي في كتابه "الفلاكة والمفلوكون"، أنه قال:
بزجاجتين قطعت عمري... وعليهما عوّلت أمري فزجاجة ملئت بحبر... وزجاجة ملئت بخمري فبذي أدون حكمتي... وبذي أزيل هموم صدري
سيلانوس: رمز الخمر المشوب بالمهابة في بلاد اليونان القديمة
في بلاد اليونان القديمة، جرى النظر للخمر والسُكْر بنوع من الاهتمام والتبجيل الممزوجين بنزعة الترف والمجون، فقد اعتقد الإغريق بأن للخمر إلهاً، وهو ديونيسوس، والذي كان ابناً لزيوس كبير آلهة جبل الأوليمب. النظرة اليونانيّة للخمر لم تقتصر على ترسيم إله لها، بل تعدّت ذلك لترسم صورة شبه متكاملة، فقد تكلّمت الميثولوجيا اليونانيّة عن "الساتير"، وهو كائن خرافي، نصفه على هيئة إنسان، ونصفه الآخر على هيئة حيوان، وهو يشبه الماعز في شكل ذيله وأذنه، وكان من المعتاد أن يتبع الكثيرُ من الساتير الإلهَ ديونيسوس في حلّه وترحاله، وكانت الغابات والجبال هي أماكن تواجدها وتجمعاتها. نظرة اليونانيين القدامى المعقّدة تجاه الخمر، تظهر في اعتقادهم بأن إله الخمر ومساعديه، على الرغم من سكرهم الدائم وغيابهم عن الوعي، هم حماة ورعاة الفنون الجميلة، وبالأخصّ الكوميديا والتراجيديا، وكانت أوضح الأمثلة على ذلك، سيلانوس، وهو أحد الساتير المعروفين والمشهورين في الميثولوجيا اليونانيّة. بحسب ما يذكر أمين سلامة في كتابه "معجم الأعلام في الأساطير اليونانيّة والرومانيّة"، فأن سيلانوس، هو ابن للإله هيرمس وإحدى الحوريات، كما أنه يُذكر في روايات أسطوريّة أخرى على كونه قد خُلق من السماء التي نزفت من أورانوس. القصص اليونانيّة اعتادت أن تصوّر سيلانوس على كونه الراعي الأول لديونيسوس، فهو الذي تعهّد إله الخمر بالتنشئة والحماية منذ كان طفلاً رضيعاً، وكثيراً ما تمّ تصويره في الرسومات اليونانيّة يحمل ديونيسوس الصغير، ويهدهده بكل حنان واهتمام.نظرة اليونانيين القدامى المعقّدة تجاه الخمر، تظهر في اعتقادهم بأن إله الخمر ومساعديه، على الرغم من سكرهم الدائم وغيابهم عن الوعي، هم حماة ورعاة الفنون الجميلة
إذا ما تجاوزنا المجادلات الفقهيّة الإسلاميّة حول الخمر، سنجد أن السكر في حد ذاته قد لعب دوراً محورياً ومهماً في عملية إنتاج الآداب والفنون في الثقافة الإسلاميّة، وهو ما يتشابه بشكل كبير مع الدور الذي لعبه من قبل في الثقافة اليونانيّةبعد أن كبر ديونيسوس، صار من المعتاد أن يُنظر لسيلانوس على كونه الرفيق المقرّب والصاحب الأول لإله الخمر، وجرى تصويره في معظم الأحيان على هيئة رجل أصلع الرأس، أفطس الأنف، ذي لحية، عجوز وله كرش، ويحيط به جمع غفير من الساتير ليتبعوه أينما ذهب، بينما يكون هو راكباً فوق ظهر جحش صغير لعدم قدرته على التحرك بسهولة. تلك الهيئة الوقور الهادئة، تعارضت بشكل واضح مع ميل سيلانوس الدائم للهو وغرامه منقطع النظير بالحياة الصاخبة والخمر والنساء والرقص والغناء، وهي الأفعال التي لطالما أدخلت السرور في قلوب جميع الناس الذين قابلوه في الطريق. تلك الطباع المتعارضة، كانت تخفي ورائها، قدرات عجيبة لصاحبها على التخفّي عن أعين الناس، حتى قيل إنه من الصعب جداً العثور على سيلانوس، لدرجة أنه لو وفق أحدهم في العثور عليه وهو نائم، وأحاطه بأكاليل الزهور، فأن سيلانوس عندها يضطر أن يجيب على جميع أسئلته، وأن يغني له أيضاً. شخصية سيلانوس في الثقافة اليونانيّة، ينظر لها عادة على أنها شخصية مركبة، تمتزج فيها مفردات الترف الحسّي والإبداع الفني في آن، فعلى الرغم من إظهاره بمظهر السكّير الغائب عن الوعي، إلا أنه قد مُنح قدرات غامضة عجيبة على التنبؤ بالمستقبل، كما كان يظهر في الكثير من الأحيان كناصح ومعلّم لأبطال الأساطير والمغامرات. على سبيل المثال، كان لسيلانوس حضور مؤثر في الأدب اليوناني الملحمي، فنرى الروائي المسرحي اليوناني الأعظم سوفوكليس، يستدعي شخصيته في مسرحيته الكوميديّة الشهيرة "الباحثون"، ليصبح واحداً من أهمّ أبطالها، بجوار الإلهين أبولو وهيرمس. في سياق أخر نجد أن مصطلح "قناع سيلانوس"، قد جرى استعماله في الأدب اليوناني، للتعبير عن المعاني والصفات المتناقضة الكامنة في ذات واحدة، فها هو القائد العسكري اليوناني الشهير "ألقبياديس"، والذي كان تلميذاً للفيلسوف سقراط، يصف أستاذه بقوله "أقول إن سقراط يشبه كل الشبه أقنعة سيلانوس، التي يمكن رؤيتها في حوانيت التماثيل، وفي أفواهها مزامير وصفارات، وتنفتح في أوساطها فترى في داخلها صور الألهة..."، وذلك بحسب ما يذكر ول ديورانت في كتابه “قصة الحضارة". الأسطورة الأكثر ارتباطاً باسم سيلانوس في الميثولوجيا اليونانيّة، من شأنها أن تعزّز الثنائية المتناقضة التي ارتبطت بالخمر، فقد ورد في الكثير من النصوص اليونانيّة القديمة، أن سيلانوس في يوم من الأيام قد نام في أراضي الملك ميداس، وأنه لما عثر عليه الفلاحون نائماً، أتوا به إلى الملك، والذي احتفل به احتفالاً كبيراً وعامله بكل ترحاب وودّ، وردّاً على ذلك أخبر سيلانوس الملك ميداس بأنه على استعداد ليحقق له أي أمنية يطلبها منه. ولما كان ميداس محباً للذهب بشكل جنوني، فأنه قد طلب من ضيفه أن يمنحه القدرة على تحويل أي شئ يلمسه إلى ذهب في الحال، فاستجاب له سيلانوس بعد أن تأكّد من رغبته بذلك، وصار في وسع ميداس أن يحول كل شيء إلى ذهب بمجرد لمسة واحدة فقط، وبمجرد أن لمس الملك سريره أو طعامه أو كوب شرابه فأن جميع تلك الأشياء تحولت إلى ذهب خالص. ولما قدمت عليه ابنته الأميرة الجميلة، حضنها ميداس فتحولت هي الأخرى إلى ذهب، فحزن ميداس وتأكد أن تلك الهبة السحريّة التي وهبها له سيلانوس، إنما تخفي في باطنها لعنة، وذهب الملك ليطلب العون من ديونيس، الذي أخبره بأن يذهب ليستحم في أحد الأنهار ليتخلص من تلك الهبة، وبالفعل نفذ ميداس ذلك الأمر وتخلص من لعنة الذهب. [caption id="attachment_184967" align="alignnone" width="843"] من مقتنيات معهد الفن لمدينة شيكاغو: رابط الصورة[/caption] هذا التناقض الذي عبرت عنه شخصية سيلانوس، بين المظهر والجوهر، يظهر بشكل واضح في أحد تماثيله، وهو ذلك المعروض في معهد الفن التابع لمدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، فالتمثال المنحوت من الرخام والذي يصل طوله إلى ٦٠سم تقريباً، ويبدو على هيئة رأس كبير لرجل ملتح، عيونه مجوّفة وفمه مفتوح، وتخرج من الفم يد تلوح، قد اعتاد أن يثير في نفوس زواره مزيجاً معقداً من الأحاسيس التي تتباين بين السخرية والضحك من جهة والخوف والرهبة من جهة أخرى، ربما في إشارة للمعاني المتداخلة والمتناقضة التي يحتوي عليها الخمر في الثقافة الإنسانيّة.
في الديانات التوحيديّة الثلاثة: رفض للسكر
الأفكار والمعتقدات اليونانيّة القديمة التي سادت في الشواطئ الشماليّة للبحر المتوسط، استطاعت أن توجد لنفسها حضوراً وتأثيراً على ضفافه الجنوبيّة، وفي بلاد الشام على وجه الخصوص، ومن هنا فقد عرف الفينيقيون الاحتفال بأعياد ومناسبات طقوسيّة مقدسة، ترتبط بشكل أو بآخر بالخمر. فيما يتعلق بالديانة اليهوديّة، تأثّر بنو إسرائيل بثقافة الشعوب الكنعانيّة والعموريّة الذين عاشوا بين ظهرانيهم، فكان تناول الخمور معروفاً في العادات اليهوديّة، وتشهد على ذلك العديد من المواضع الواردة في العهد القديم، كما ورد في أسفار التكوين، صموئيل الأول، وميخا على سبيل المثال، ولكن مع ذلك تمّ تحريم تناول الخمور بالنسبة للكهنة، كما ورد في سفر اللاويين، وفي الوقت ذاته فقد تمّ التأكيد على تحريم السُكْر، فقد ورد في سفر الأمثال: "الخمر مستهزئة، المسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم"، كما جرى التشديد على تحريم إدمان الخمر المسكر في موضع آخر من السفر نفسه "لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج، لا تنظر إلى الخمر إذا احمرّت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة، في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان"٠ في التقليد المسيحي، وردت الكثير من المواضع التي تذكر شرب المسيح للخمر، ودعوته تلاميذه لشربه، ولكن في الوقت ذاته فقد ورد التحذير من السكر، فبحسب ما جاء في رسالة بولس إلى أهل أفسس "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح". الشريعة الإسلاميّة هي الأخرى، قامت بدورها بتحريم السكر والخمور، واتبعت في ذلك نهجاً متصاعداً يتلاءم مع طبيعة المجتمع العربي القبلي المعتاد على معاقرة الخمور، حيث ورد في سورة النساء "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"، وهي الآية التي يُفهم منها إمكانية تناول الخمر في غير أوقات الصلاة، ولكن مع نهايات فترة الرسالة المحمديّة، نُظر بشكل أكثر سلبيّة للخمر، حيث وصفت في سورة المائدة، وهي من أواخر سور القرآن تنزيلاً، بأنها "رجس من عمل الشيطان".أبو نواس، المعرّي، والفارابي: كيف كان السكر طريقاً للإبداع في الثقافة الإسلاميّة؟
إذا ما تجاهلنا المجادلات الفقهيّة الإسلاميّة حول الخمر، والضوابط والمحدّدات المختلفة الداعية إلى تحريمه، سنجد أن السكر في حد ذاته قد لعب دوراً محورياً ومهماً في عملية إنتاج الآداب والفنون في الثقافة الإسلاميّة، وهو ما يتشابه بشكل كبير مع الدور الذي لعبه من قبل في الثقافة اليونانيّة، والذي ناقشناه في أوّل المقال.الشعر بوصفه النتاج الأكثر ثراءً وفاعلية في الثقافة الإسلاميّة، ارتبط، بشكل لا انفصام فيه، مع الخمر والسُكْر، فقد مثلت الخمر للشعراء رمزاً قوياً للجنون المشوب بالحكمة، كما عبرت بقوّة عن الحاسّة الإنسانيّة الإبداعيّة التي تتلازم دائماً مع التهوّر والثورة والاندفاع.
الشعر بوصفه النتاج الأكثر ثراءً وفاعلية في الثقافة الإسلاميّة، ارتبط، بشكل لا انفصام فيه، مع الخمر والسُكْر، فقد مثلت الخمر للشعراء رمزاً قوياً للجنون المشوب بالحكمة، كما عبرت بقوّة عن الحاسّة الإنسانيّة الإبداعيّة التي تتلازم دائماً مع التهوّر والاندفاع.
فالعديد من الشعراء الأفذاذ في تاريخ الحضارة الإسلاميّة، عُرفوا بقصص أنّهم لم يقدروا على ترك كؤوس الخمر والشراب، كما اشتهروا بأن أفضل قصائدهم وأكثرها عمقاً هي التي حاولوا فيها توظيف الخمر كنوع من التجديد، وكأنها من تجليات التركيبة المعقّدة التي مثلها سيلانوس من قبل عند الإغريق.
من هؤلاء الشعراء، أبو نواس (تـ.198هـ)، أعظم شعراء العصر العباسي الأول قاطبةً، وأكثرهم قدرة وتمكناً من قرض الشعر. ألّف أبو نواس الخمريات، لأنّ التغني بالخمر والثناء عليها والتلذذ بشربها والتفنن في إعدادها هي أبرز مواضيع هذه القصائد.
ازدواجية السكر/ الوعي، تظهر في أوضح صورها في شعر أبي نواس، من خلال تناوله لبعض من أهم الموضوعات العقائديّة والوجوديّة والفلسفيّة التي شغلت عقول مثقفي عصره، فكأنما كانت الخمر الرمز الرئيس في تحرير أدوات الإبداع الكامنة عند الشاعر العباسي، ودفعه دفعاً للصدام مع أعدائه من المحافظين.
أيضا كان الشاعر العربي أبو العلاء المعرّي (تـ.449هـ)، تجلياً أخر من تجليات السكر المحرّر للطاقات الإبداعيّة في الثقافة الإسلاميّة، فالشاعر الكفيف الذي وصفه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في كتابه "مع أبي العلاء في سجنه"، بأنه "صاحب خيال نفّاذ، يصعد إلى أرقى ما يستطيع الخيال أن يبلغ، وينفذ إلى أعمق ما يستطيع الخيال أن ينفذ"، قد وجد في الخمر وسيلته التي حرّرته من سجونه الضيقة، لينشد واصفاً إياها بقوله:
تمنّيت أن الخمر حلّت لنشوة . . . تجهلني كيف اطمأنت بي الحال فأذهل أني بالعراق على شفا. . . رزي الأماني لا أنيس ولا مال
أما الشاعر والفيلسوف الفارسي عمر الخيام (تـ.526هـ)، فكان أشهر الشعراء ارتباطاً بالخمر والسكر، وكان دائم الحديث عن الخمر ومحاسنها، فقال في رباعياته:
ربي افتح لي باب رزق وأرسل ... لي قوتي من دون من الأنام وأدم نشوة الطلا لي حتى ... تذهلني ما عشت عن آلامي
الفيلسوف محمد بن نصر الفارابي (تـ.334هـ)، كان أيضاً ممن عبّروا عن حالة التلازم الجدلي بين الخمر والإبداع، فبحسب ما يذكر أحمد بن علي الدلجي في كتابه "الفلاكة والمفلوكون"، أنه قال:
بزجاجتين قطعت عمري... وعليهما عوّلت أمري فزجاجة ملئت بحبر... وزجاجة ملئت بخمري فبذي أدون حكمتي... وبذي أزيل هموم صدري رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...