كشفت وسائل إعلام دوليّة عن موجة مُطالبات حقوقية تهدف للضغط على كل من شركتي "آبل" و"غوغل" لإلغاء تطبيق سعودي يُقيّد سفر النساء السعوديات. والتطبيق، الذي يحمل اسم "أبشر"، كان قد ظهر في الأساس على متجري "غوغل بلاي" و"آب ستور" باعتباره بوابة إلكترونية للحكومة السعودية وبرنامج خدمات عامة لوزارة الداخلية في المملكة، لكنه يسمح أيضاً للرجال بفرض نظام الولاية السعودي على المرأة. وانطلاقاً من فرض القانون السعودي على النساء الحصول على إذن من ولي الأمر لمغادرة البلاد، يتيح "أبشر" للرجال في السعودية اختيار السماح أو عدم السماح للنساء بمغادرة البلاد، كما يُمكّنهم من اختيار التواريخ والأماكن المسموح للنساء بالسفر إليها. ويتلقى ولي الأمر الرجل إخطاراً من التطبيق إذا ما حاولت سيدة هو مسؤول عنها مغادرة البلاد.
11 مليون مستخدم للتطبيق
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن السيناتور رون وايدن تأكيده أنه طالب كلاً من "آبل" و"غوغل" بالتوقف فوراً عن توفير التطبيق على "طبق من فضّة" للحكومة السعودية التي تقمع النساء، مُطالباً بضرورة منع المملكة من الحصول على مثل هذه التطبيقات التي تسعى للمراقبة والسيطرة "الكريهة" على النساء.تقول وزارة الداخلية السعودية إن تطبيق "أبشِر" متوفر على أجهزة أكثر من 11 مليون مستخدم، وسط مُطالبات دوليّة لـ"غوغل" و"آبل" بحذفه
وسط المخاوف المتصاعدة من مخاطر التطبيق على حرية السعوديات وسلامتهن... أعلنت شركتا "غوغل" و"آبل" بدء عملية تقييم "أبشر" لتحديد مدى تطابقه مع المعايير المعتمدةوفي رسالة مفتوحة إلى الشركتين قال وايدن: "يجب ألا تعمل الشركات الأمريكية على تمكين أو تسهيل نظام السلطة الأبوية للحكومة السعودية، الذي يسعى إلى تقييد النساء السعوديات وقمعهن". ولا تعطي شركة "آبل" أرقاماً بخصوص عدد التنزيلات للتطبيقات المختلفة على متجرها، ولكن بحسب "غوغل بلاي" تمّ تحميل "أبشر" أكثر من مليون مرة، بينما تقول وزارة الداخلية السعودية على موقعها الإلكتروني إن التطبيق متوفر على أجهزة أكثر من 11 مليون مستخدم. من جانبها، أعلنت شركة "آبل" أنها بدأت بإجراء تحقيق بخصوص التطبيق، وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة في حديث مع شبكة "إن بي آر" الأمريكية، إنه لم يكن على دراية بتطبيق "أبشر" المستخدم في السعودية، لكنه سيبحث في الأمر. وقال متحدث باسم "غوغل" إن الشركة بدأت بعملية تقييم التطبيق، لتُحدّد مدى تطابقه مع المعايير التي تعتمدها.
منظمات حقوقيّة تُحذّر
كان تحقيق أجراه موقع "بيزنس إنسايدر"، الأسبوع الماضي، قد كشف كيفية استخدام أولياء الأمور الذكور التطبيق لتسجيل الزوجات والأخوات والبنات إما لتقييد سفرهم للخارج أو السماح بذلك. وذكر التحقيق أن بعض النساء استخدمن التطبيق لتغيير الإعدادات سراً على هاتف أولياء أمورهن الذكور حتى يتمكّن من السفر. بدورها، كانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أكدت أنه "يمكن لتطبيقات كهذه أن تُسهّل انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التمييز ضد المرأة". وقالت المنظمة الدولية إن المرأة السعودية ما زالت بحاجة لأخذ إذن ولي الأمر في كثير من الشؤون الحياتية، مثل الزواج والسفر والتوظيف بالشركات الخاصة، بل حتى بعض أنواع الرعاية الصحية، لافتة إلى أن "على من يوفرون هذا التطبيق التأكد من أن تطبيقهم يتوافق مع شروط الخدمة الخاصة بهم، وربما حتى النظر في دعوة السعودية لتغيير قوانينها من أجل تغيير التطبيق". وطالبت منظمة العفو الدولية في بيان لها، صدر يوم الثلاثاء، الشركتين المعنيتين بتقييم مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان التي يسببها هذا التطبيق، وأيضاً العمل على تخفيف الضرر الذي يلحق بالمرأة. ويأتي الحديث عن التطبيق بعد فترة قصيرة من قضية الفتاة السعودية رهف القنون التي فرّت من المملكة وتمّ منحها حق اللجوء في كندا، فيما أعاد هروبها وانتقادها للحكومة السعودية الحديث مجدداً عن وضع النساء في المملكة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...