بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية إدراج لوائَيْ "فاطميون" و"زينبيون"، المدعومَيْن من قبل "الحرس الثوري الإيراني"، ضمن قائمة العقوبات الأمريكية، عاد الاسمان إلى دائرة التداول، فما قصة اللوائين ولمَ وقعت العقوبات بحقهما؟
أوضحت الوزارة الأمريكية أنه تم "تحديد (فاطميون) و(زينبيون) عملاً بالأمر التنفيذي رقم 13224 الذي يستهدف الإرهابيين ومن يقدمون الدعم للإرهابيين أو لأعمال الإرهاب".
ولفتت إلى أن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية قام بإدراج اللواءين لمساعدتهما أو دعمهما لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو الخدمات الأخرى له".
وكان "فيلق القدس" قد أُدرج على لائحة العقوبات في 25 أكتوبر عام 2007.
لواء "فاطميّون"
بحسب المعلومات المتداولة عن لواء "فاطميون"، الذي يقوده "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإسلامي، فقد ظهر أنه معني باستهداف المهاجرين واللاجئين الأفغان غير الشرعيين في إيران، وجرّهم إلى القتال (لصالح إيران) في سوريا تحت التهديد بالاعتقال أو الترحيل، ومن بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً.
وتعود جذور الفيلق الأفغاني إلى بداية الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات، حيث جنَّد الحرس الثوري الإيراني المئات من الأفغان للقتال في صفوفه، مستغلاً وجود الكثير منهم كلاجئين على أرضه (تُقدّر هيئة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين وجود ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني على الأراضي الإيرانية) بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979.
وتؤكد مصادر أفغانية مقتل وجرح 3 آلاف مقاتل أفغاني خلال الحرب العراقية - الإيرانية من مقاتلي لواء "فاطميون"، والذي كان يُعرف في البداية بلواء "أبي ذر"، بينما بلغ عدد القتلى الأفغان في الحرب السورية قرابة 600 مُقاتل، حسب تقرير تقرير لـ"نيويورك تايمز".
وتوضح صحيفة كيهان الفارسية أن علي رضا توسلي أسّس اللواء مع 25 من رفاقه، بعد لجوئه إلى إيران إثر الحرب الأفغانية عام 1984، وأن "أبي ذر" كان يتبع للحرس الثوري الإيراني مباشرةً، وأنه شارك في الحرب العراقية - الإيرانية قائداً للواء، كما شارك في قتال "حركة طالبان" الأفغانية في التسعينات، قبل أن يتجه إلى لبنان للقتال في صفوف "حزب الله".
ورغم اختفاء لواء "أبي ذر" عقب انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية، تؤكد مصادر أفغانية أن مقاتليه اكتسبوا خبرة عسكرية كبيرة تم توظيفها في لواء "فاطميون" الذي برز اسمه للمرة الأولى في نوفمبر عام 2012، خلال قتاله ضد قوات المعارضة السورية المسلحة.
بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية إدراج لوائَيْ "فاطميّون" و"زينبيّون" السوريين، المدعومين من قبل الحرس الثوري الإيراني، ضمن قائمة العقوبات الأمريكية، عاد الاسمان إلى دائرة التداول، فما قصة اللواءين ولم وقعت العقوبات بحقهما؟
مهاجرون ولاجئون من أفغانستان وباكستان في أساس تشكيلة "فاطميّون" و"زينبيّون"... عن دور "الحرس الثوري" والقتال في سوريا وصولاً إلى العقوبات
وزعمت وزارة الخزانة الأمريكية أن "مقاتلين سابقين في لواء فاطميون أفادوا بأنهم اعتُقلوا من قبل الأمن الإيراني وخُيّروا بين السجن أو الترحيل مقابل التطوع للقتال في سوريا مع وعد بإقامة قانونية"، مشيرةً إلى أن "المجندين الأفغان يتلقون تدريباً قصيراً (4 إلى 5 أسابيع) قبل إرسالهم إلى سوريا، كما يتم توجيه العديد منهم للقيام بأدوار قتالية خطرة في الخطوط الأمامي، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح".
واعترف بعض أسرى اللواء، عقب القبض عليهم في سوريا، أنهم تعرضوا لـ "حملة دعائية" لتجنيدهم مع مغريات متنوعة، وكشف بعضهم عن رغبة عقائدية ومذهبية للقتال بعيداً عن الدوافع والحوافز المالية والدنيوية، وكان أغلبهم من اللاجئين الشيعة المقيمين في إيران بينما قلة فقط من "الشيعة الهزارة" قدمت من داخل أفغانستان.
وقد لعب فيلق "فاطميون" دوراً مهماً في الحرب السورية منذ عام 2012 حين أُدخل الساحة السورية بذريعة حماية المزارات الشيعية، لكن هدفه سرعان ما تحول إلى حماية النظام السوري ومنع الأسد من السقوط.
وتحرص القيادة الإيرانية على "تكريم" قتلى اللواء والاهتمام بذويهم؛ إذ يزور المرشد خامنئي، وكذلك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ذوي القتلى في بيوتهم في إيران ويعرض عليهم الجنسية الإيرانية.
لواء "زينبيّون"
تصف الوزارة الأمريكية لواء "زينبيون" بأنه "ميليشيا تتخذ من سوريا مقراً لها. وتتألف من مقاتلين يتمّ تجنيدهم بشكل رئيسي من المهاجرين الشيعة الباكستانيين غير الشرعيين والفقراء الذين يعيشون في إيران"، بالإضافة إلى أعداد من "الشيعة الهزارة" المقيمين في باكستان.
ويُعتبر لواء "زينبيون" أقل حجماً من "فاطميون"، وقد بدأ القتال في سوريا عام 2013 و كان مكلفاً بحماية الأماكن الشيعية المقدسة في سوريا.
ازداد حجم اللواء عام 2015 ليُصبح فرقةً عسكريةً قادرةً على خوض المعارك بصورة مستقلة في مدن درعا وحلب، وهو يتبع بدوره لـ"الحرس الثوري الإيراني".
وكانت الحكومة الباكستانية أعلنت، في مايو 2018، أن تجنيد الشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا دعماً للرئيس بشار الأسد باتت تسير بوتيرة أبطأ مقارنةً بذي قبل.
وأوضح مسؤولون باكستانيون أن الشيعة الأفغان والباكستانيين في إيران كانوا يتلقون تدريباً لمدة خمس أسابيع فقط في منطقة يزد الإيرانية وفي غيرها من الأماكن البعيدة عن الأعين قبل إرسالهم إلى الحرب السورية.
وأكدوا أن السلطات الباكستانية تراقب حركة الحجاج الشيعة في البلاد وتقبض على أي شبكات لحشد وتهريب الباكستانيين بهدف ضمّهم للواء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...