شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
أكاديمي سعودي:

أكاديمي سعودي: "خاشقجي حي يرزق"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 19 يناير 201904:44 م

أثار أكاديمي سعودي موجة سخرية على تويتر بعد أن زعم أن الصحافي الراحل جمال خاشقجي، لا زال حياً يرزق، وأن ما يحدث ليس سوى "مؤامرة ضد المملكة"، ما دفع بالكثيرين لاتهامه بفقدان العقل والمنطق معاً.

وقتل الصحافي السعودي الذي عرف بمعارضته سياسات ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد أن شوهد للمرة الأخيرة وهو يدخل قنصلية بلاده في إسطنبول فيما بقيت خطيبته التركية بالخارج تنتظره لكنه لم يظهر ثانيةً أبداً.

وتعددت روايات المملكة التي زعمت خروج خاشقجي من القنصلية في البداية، حتى اعترفت بعد مضي أسبوعين على اختفائه بأنه "قتل على يد جماعة مارقة" ونفت ولا تزال تصر على أن ولي العهد والعائلة المالكة لا دخل لهم البتة بالحادث وأعلنت تحقيقاً "داخلياً" مع المتهمين بقتله تشكك منظمات حقوقية دولية في نزاهته.

"معلومات مذهلة"

وفي تغريدة عبر حسابه في تويتر، أعلن الأكاديمي صالح السعدون، رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بكلية المعلمين بعرعر، والأستاذ السابق في جامعة الحدود الشمالية، أنه سيكشف حقائق مثيرة توصل إليها باحث أمريكي في قضية مقتل الصحافي السعودي المعارض.

وتابع السعدون الذي يعرف نفسه على أنه "مؤرخ وشاعر وأستاذ جامعي ومحلل" في تغريدة أخرى قائلاً : "الخائن جمال خاشقجي حي يرزق، ولم يمت ولم تحدث أي جريمة بالأصل إلا إن كان سيقتل مستقبلاً وتقطع جثته في الأسابيع القادمة" لافتاً إلى أن ما يقدمه هو "تحليل قد يبدو على البسطاء غريباً".

وأضاف السعدون أن قصة اغتيال خاشقجي لم تكن سوى "مؤامرة فشلت في حينها" حسبما تؤكد شخصية أمريكية لم يسمها "أتت بتفاصيل مدهشة" عن القضية على حد زعمه.

لكن الأكاديمي السعودي أوضح أنه "مراعاة ليس كل ما يعرف يقال، وخضوعاً للحساسيات الوطنية العليا" فإنه لن يكشف جميع الحقائق الخاصة بالقضية الآن.

وأشار السعدون في سلسلة تغريداته إلى أن "عدنان خاشقجي ابن عم المأفون (يقصد جمال خاشقجي)" هو من خطط للمؤامرة "قبل إفلاسه وعودته إلى جدة" موضحاً أن هدف "تلك الشخصية الغبية كان الإطاحة بولي العهد المحبوب والأكثر شعبية في البلاد" على حد وصفه.

سخرية واستنكار

تغريدات السعدون عرضته لسخرية واسعة من المغردين، حتى أولئك الموالين للسعودية لم يجدوا ما يدافعوا به عنه معتبرين أن ما يفعله يثير القضية من جديد.

واعتبر ناشطون سعوديون ما أقدم عليه الأكاديمي السعودي مجرد "مزايدة" على الحكومة نفسها في الوطنية، من خلال نفي الجريمة التي اعترفت هي (الحكومة السعودية) بها مرغمةً  الحكومة عقب افتضاح أدلتها.

في حين، سخر آخرون من الأكاديمي ووصفوه بـ "مدرسة التحليل السياسي" متسائلين عمّا "يتعاطاه من مذهبات العقل" ولفت بعضهم إلى أنه "أدمن متابعة السعدون بعد أن أبهره بمعلوماته وتحليلاته".

الموالون للحكومة السعودية بدورهم لم تعجبهم نظرية السعدون فقالوا إنه يسيء إلى المملكة، وإن ما فعله يثير البلبلة أكثر بشأن قضية "هدأت إلى حد كبير" على حد وصفهم.

وقبل سنوات، زعم السعدون أن السلطات السعودية قامت بسجنه خمسة أيام، بسبب هجومه على قطر وتركيا، مشيراً إلى أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين كانوا مسيطرين آنذاك على وزارة التعليم وضيقوا عليه وأوقفوا ترقيته عدة مرات، وكثيراً ما أثار اللغط بشأن "أطروحاته وتحليلاته" حول ما يشغل الرأي العام السعودي.

جمال خاشقجي حي يرزق...هذا ما يزعمه أكاديمي سعودي قائلاً إن البسطاء لا يفهمون نظريته.

اتهامات وضغوط

وأدى مقتل خاشقجي الذي اختارته صحيفة التايم الأمريكية شخصية العام 2018 مع صحافيين آخرين، إلى موجة من الانتقادات والضغوط الدولية غير المسبوقة ضد السعودية وبشكل خاص ولي عهدها الذي وجهت له تركيا ومنظمات حقوقية دولية وحتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية اتهامات مباشرة بالتورط في القضية.

وبينما تفيد الرواية السعودية بأنه جرى تقطيع جثة خاشقجي داخل مقر القنصلية، وسُلمت أشلاؤه إلى "متعاون تركي محلي" خارج المبنى للتخلص منها، ترجح رواية أخرى أنه تم تذويب الجثة في حامض الأسيد، ولم تعثر السلطات التركية حتى الآن على أي أثر للجثة عقب تفتيش مقر القنصلية السعودية، ومنزل القنصل وأماكن أخرى.

وبدأت محاكمة 11 شخصاً مشتبه بتورطهم في مقتل خاشقجي مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، في العاصمة الرياض، وطالبت النيابة العامة السعودية بإنزال عقوبة الإعدام، بحق خمسة منهم، قبل أن يتم تأجيل المحاكمة إلى جلسة قادمة.

وتطالب تركيا المملكة بتسليم المشتبه بهم لمحاكمتهم على أرضها التي كانت مسرح الجريمة، الأمر الذي ترفضه السعودية.

وتعليقاً على المحاكمة المحلية التي تعقدها السعودية، قالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن "هذه الإجراءات ليست كافية، لا بد من إجراء تحقيق مستقل".

وأضافت: "إذا لم نكن حاضرين في السعودية فلا يمكننا تقييم مصداقية المحاكمة، لقد طالبنا بتحقيق دولي مستقل منذ أشهر طويلة. كما أننا ضد تنفيذ عقوبة الإعدام تحت أي ظرف كان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image