في أغسطس الماضي افتتح الرئيس المصري متحف سوهاج القومي، بصعيد مصر، تكلف تطويره نحو 72 مليون جنيهاً مصرياً (4 ملايين دولار)، بحسب بيان حكومي آنذاك، لكن يبدو أن هذه الملايين لم تخصص لتحديث طرق عرض القطع الأثرية في المتحف، حيث قامت إدارته الأيام الماضية بتثبيت قطع أثرية مهمة بمسامير حديدية في الحائط، الأمر الذي أثار سخرية لاذعة من قبل المصريين على مواقع التواصل منذ يومين وجدوا أن الطريقة بدائية لا تليق بآثار مصر أو بالزمن الحديث الذي نعيشه.
من جانبه أكد إبراهيم الشريف، مدير عام البحث العلمي لمتاحف مصر العليا لوسائل إعلام محلية، صحة الصور، قائلاً إن القطع الأثرية المثبتة بمسامير تتمثل في رأسين لتمثال رمسيس الثاني، ولوحتين حجريتين جنائزيتين كان يقدمها المتوفي للإله أوزوريس بأبيدوس.
وبرر الشريف طريقة العرض البدائية هذه قائلاً إنه لا يوجد حل لتثبيت القطع الأثرية إلا بهذه الطريقة لتجنب سقوطها على الأرض من أعلى القواعد الموضوعة أعلاها، مؤكداً أنهم كانوا مثبتين بنفس الطريقة والوضع منذ افتتاح المتحف في 12 أغسطس الماضي.
المثير للتعجب أكثر أن الشريف أكد أن وزير الآثار المصري خالد العناني، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار، مصطفى الوزيري كانا حاضرين أثناء تثبيت القطع الأثرية بالمسامير قبل افتتاح المتحف رسمياً من قبل الرئيس المصري، معتبراً أنه "لا توجد مشكلة أو خطر على الآثار من تثبيتها بالمسامير".
لكن في المقابل نشرت صفحة تاريخ مصر القديم على الفيسبوك، المعنية بالآثار المصرية صوراً لعرض القطع الأثرية معتبرة أنها "طريقة عرض لا تليق بمتحف حديث مثل متحف سوهاج، والأدهى إتلاف الأثر"، وطالبت الصفحة المسؤولين في مصر "بتعديل تلك الطريقة البدائية القديمة في العرض بما يليق بآثار مصر وفتح تحقيق في ذلك الإهمال المتعمد".
إجراء متبع حول العالم؟
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن إلهام صلاح الدين، رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية، قولها إن "هذا الإجراء متبع في العرض المتحفي ولا توجد أي مشكلة في تثبيت بعض القطع الأثرية الضخمة والثقيلة بهذه الطريقة".
وأضافت المسؤولة المصرية أن "رأس التمثال المثبت بهذه القطعة المعدنية يزن أكثر من ربع طُن، 250 كيلوغراماً، وأن المعدن المستخدم في التثبيت هو معدن الرصاص ويتم استخدامه بطريقة فنية معينة"، مضيفة أن بعض مسؤولي العرض المتحفي يلجؤون إلى استخدام المسامير المعدنية بمواصفات معينة تتضمن تثبيت المسمار داخل جراب بلاستيكي مع طلاء الجزء الظاهر بمادة مطاطة عازلة لا تتغير بعوامل الرطوبة والتعرية".
لكن من جانبها أعلنت الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى، أن وزارة الآثار تعتبر أن تثبيت التمثال بهذه الطريقة يعد تشويهاً للتمثال، مؤكدة أنه كان يجب تثبيت القطع الأثرية "بخوابير معدنية" دون إظهار ذلك في الشكل العام أمام الجميع، لأن ظهورها أمام الزائرين أمر غير جيد.
كما نقلت بي بي سي عن الدكتور خالد شاهين الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، قوله إن تثبيت التمثال بهذه الطريقة يعد تشويهاً للأثر ما يخل بسيناريو العرض المتحفي وقد يؤدي بمرور الوقت إلى تهشم بعض أجزاء الرأس، بحسب قوله.
ولفت شاهين إلى أن المعدن المستخدم في التثبيت قد يصدأ ويتآكل بمرور الوقت وقد تؤدي عوامل التعرية المصاحبة لظاهرة الصدأ إلى تهشم الأجزاء الملاصقة للمعدن.
ثبيت قطع أثرية مهمة بمسامير حديدية في الحائط، أثار سخرية لاذعة من قبل المصريين على مواقع التواصل منذ يومين وجدوا أن الطريقة بدائية لا تليق بآثار مصر أو بالزمن الحديث الذي نعيشه.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أثار انتشار صور رأس رمسيس مثبتة بالمسامير موجة سخرية وحزن في الآن ذاته على الحال الذي بلغه التعامل مع الآثار المصرية، وعلق مستخدم: " منظر محزن ومحبط ومخجل، كانوا عملوا له ستاند من الخشب أو البلاستيك أو على الأقل تركوه نائم على ظهره بدلاً من تشويهه بهذا المنظر".
المثير للتعجب أكثر أن الشريف أكد أن وزير الآثار المصري خالد العناني، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار، مصطفى الوزيري كانا حاضرين أثناء تثبيت القطع الأثرية بالمسامير قبل افتتاح المتحف رسمياً من قبل الرئيس المصري.
سخرية.. وحزن
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أثار انتشار صور رأس رمسيس مثبتة بالمسامير موجة سخرية وحزن في الآن ذاته على الحال الذي بلغه التعامل مع الآثار المصرية، وعلق مستخدم: " منظر محزن ومحبط ومخجل، كانوا عملوا له ستاند من الخشب أو البلاستيك أو على الأقل تركوه نائم على ظهره بدلاً من تشويهه بهذا المنظر".
وعلقت مستخدمة أخرى: "والله العظيم شئ مؤلم ومحزن للغاية، المفروض المسؤول اللى عمل كده يتحاسب، وفين مدير المتحف ده، وكيف قبل على نفسه يدير المتحف بهذا المنظر الفاضح أمام العالم".
وتساءل مستخدم: "كيف سيكون الحال لو قررنا نشيل التمثال من مكانه مثلاً، وأحد السياح سأل سبب الثقبين اللي في رأس التمثال هيكون إيه الرد عليه".
وافتتح متحف سوهاج القومي رسمياً أمام الجمهور في شهر أغسطس 2018، لينضم إلى قائمة المزارات المهمة في منطقة صعيد مصر، وسعت الحكومة المصرية إلى زيادة التدفق السياحي على المتحف عن طريق إقامته على الضفة الشرقية لنهر النيل في طريق البواخر النيلية السياحية، على مساحة 5 آلاف متر مربع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...