ظلامٌ سيجتاح العالم لـ 100 سنة إن تجرّأ أحدٌ، وفتح التابوت الذي عُثر عليه بالإسكندرية، لأنه يحمل "لعنة الفراعنة". ليس فيلماً للثلاثي "شيكو" و"أحمد فهمي"، و"هشام ماجد"، أو إحدى قصصهم في "سمير وشهير وبهير"، و"الحرب العالمية الثالثة"، بل احتمال موجود ربما يهدد "العالم".
أسئلةٌ لا بد من طرحها: من صاحبُ التابوت؟ ما بداخلِه؟ وهل فعلاً يحمل لعنةَ الفراعنة معه؟
تم العثور على التابوت ذي الـ30 طناً صدفةً من قبل مقاولٍ مصري خلال أعمال حفرٍ تسبقُ استخراج رخصة بناء عقار، بدايةَ الشهر الحالي.
وصرّح أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهدُ فتح التابوت، نافياً أنه للإسكندر الأكبر، موضحاً "التابوت بحسب ملامحه البسيطة يرجَّح أن يكون لأحد الكهنة أو الموظفين، وليس لإمبراطور أو ملك".
وأكد بيانٌ لوزارة الآثار المصرية أن التابوتَ المغلق منذ فترة تصل إلى 2000 سنةٍ "يعد من أضخم التوابيت التي عُثِرَ عليها في الإسكندرية، بارتفاعٍ بلغ 185 سم وطولِ 265 سم وعرضِ 165 سم"، كاشفاً العثورَ أيضاً على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر عليه تآكلٌ، يبلغ ارتفاعُه 40 سم، من المرجح أنه يخصُّ صاحب المقبرة.
وبعكس "وزيري" الذي لم يبدو قلقاً، علّق رواد التواصل بـ"ألم تشاهدوا أفلام هوليوود، لتعرفوا عواقب فتح التابوت؟"
ما هي لعنة الفراعنة؟
لم تُعرف "لعنة الفراعنة" بصورةٍ واضحة إلا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون المصرية عام 1922، وُجدت بداخلها مومياءُ الملك الفرعوني توت عنخ أمون، علماً أن المقبرة كانت الأكثر إثارةً للجدل في الحضارة الفرعونية القديمة. توفي جميع مكتشفيها، كان من بينهم علماء انجليز ومصريون، بعد ذلك "نهاياتٌ مأساوية" لاحقت كل من يقترب من المقابر سواء كانوا علماء آثار، أو سارقيها، فيموتون إما بطريقة غامضة، أو نتيجةَ الإصابة بمرض خطير. اعتقد بعض العلماء أن موتَ هؤلاء يعود إلى قيام الفراعنة قديماً بنشر الفطريات والسموم القاتلة في مقابرهم لحمايتها من تدخل الغرباء واللصوص. كما لعبتْ البكتيريا دوراً في الحمّى المفاجئة التي أصابت من دخلها، إضافةً أن الهواء في هذه المقابر يُصبح ملوثًا بفطرياتٍ قاتلةٍ بسبب عدم تهوية المكان لمئات السنين.أشهر ضحايا لعنة الفراعنة
ممول الاكتشاف "اللورد كارنارفون" هو أشهر ضحايا لعنة الفراعنة. آخر كلماته كانت "إنني أشعر بالجحيم" قبل أن تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية، أدت إلى وفاته بعمر الـ 57، في 1923. وبحسب كتاب "لعنة الفراعنة" لـ "فيليب فاندبرغ"، قال ابنه: "لقد مات أبي في الساعة 12 بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة، وفي نفس الوقت فقدت كلبتنا التي كان يحبها أبي مخلبها الأمامي، ودون مقدمات سقطت وفقدت الحياة". وأوضح أيضاً أن زوجة اللورد كارنارفون لحقت به عام 1929، وكان سبب الوفاة لدغة حشرة، كما أن أحد مساعدي كارتر وهو رتشارد بيثيل مات في نفس العام أيضاً.بحسب كتاب "لعنة الفراعنة" لـ "فيليب فاندبرغ"، قال ابنه: "لقد مات أبي في الساعة 12 بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة، وفي نفس الوقت فقدت كلبتنا التي كان يحبها أبي مخلبها الأمامي، ودون مقدمات سقطت وفقدت الحياة".
لم تظهر "لعنة الفراعنة" بصورة واضحة إلا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون عام 1922، وتوفي جميع مكتشفيها. بعد ذلك "نهايات مأساوية" لاحقت كل من يقترب من المقابر، فيموتون إما بطريقة غامضة، أو نتيجةَ الإصابة بمرض خطير.أشار "فاندبرغ" في كتابه إلى أن مع حلول عام 1929، كان قد توفي 22 شخصاً من الذين لهم علاقات مباشرة وغير مباشرة بتوت عنخ آمون ومقبرته، وكان 13 منهم قد اشتركوا في فتح المقبرة. "أنا ببساطة لا أؤمن بهذا. انظروا إليّ فأنا منهمك في قبور ومومياء الفراعنة طيلة حياتي ومع ذلك فأنا برهان حي على أن كل هذه اللعنات هي من قبيل الصدفة"، هذا ما قاله الدكتور جمال محرز مدير عام مصلحة الآثار في المتحف المصري سابقاً، قبل أن يتوفى في نفس اليوم الذي نزع فيه قناع توت عنخ آمون للمرة الثانية، بحسب "فاندنبرغ". فهل سيُفتَحُ التابوت؟ أم سيبعدون عن الشرِّ، ويغنون له؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...