تصاعدت حدة التوتر في لبنان بعد تسريب فيديو للوزير السابق وئام وهاب وهو يتلفظ بشتائمَ بذيئةٍ واتهاماتٍ أخلاقية مشينة، فُهمت أنها موجهةٌ لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، ولوالده الراحل رفيق الحريري، رغم عدم ذكر اسميهما صراحة.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=79&v=IU_bWGSuIxM
بدأت الأزمة قبل أيام حين اتهم وهاب، رئيسُ حزب التوحيد العربي، سعدَ الحريري بأنه "غير كفء، ولا ينبغي أن يكون رئيس الحكومة"، ما دفع أنصار تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري إلى تنظيم وقفاتٍ احتجاجية وغلق الطرقات وتعليق لافتات ضد وهاب.
وازداد الوضع سوءاً، عقب انتشار فيديو لوهاب، عبر مواقع التواصل، وهو يوجه اتهاماتٍ مشينة وسباباً لسعد الحريري ووالده، متشفياً منه في اغتياله.
ثم قدم عدد من المحامين اللبنانيين شكوى قضائية للنيابة العامة التمييزية ضد وهاب، بتهمة إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي سنداً للمادة 317 من قانون العقوبات.
وتصاعدت الأحداث سريعاً، بعد توجه قوة أمنية كبيرة تابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى قرية الجاهلية بمنطقة الشوف في جبل لبنان، لتطويق قصر وهاب، بهدف اعتقاله، على خلفية حديث عن رفضه الاستجابةَ لطلب استدعائه للتحقيق معه بتهمة التشهير بالحريري.
وهاب يصعد والأمن يتدخل
واستنفر أنصار الوزير السابق وهاب مع حضور القوة الأمنية إلى بلدته، وأغلقوا الطرقات المحيطة بمنزله، وحدث إطلاق نار. وزعم وهاب أن القوة الأمنية أطلقت النيران صوب "متظاهرين سلميين" وفق تعبيره، ما تسببت بإصابة أحد رفاقه ووفاته لاحقاً ويدعى محمد أبو ذياب. ورغم أن مصدراً أمنياً خرج لينفي تطويق منزل وهاب في الجاهلية، مشدداً على أن أنصاره أغلقوا الطرقَ المؤدية لمنزله ومنعوا وصول دورية من فرع المعلومات، إلا أن وهاب الموالي للنظام السوري ولحزب الله اللبناني قال في "رسالة صوتية" تم تداولها عبر "الواتس آب" إن فرقةً من الملثمين من فرع المعلومات اقتحمت منزله وكان غرضها "قتله" على حدّ زعمه، بقرار من الحريري "وتواطؤ من مدعي عام التمييز سمير حمود، ومدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان" على حد زعمه. ويبدو أن الوزير السابق المنتمي لطائفة الدروز سعى لتحويل الخلاف لصراع "طائفي" إذ قال في رسالته: "بلّغوا الكل، إن مكتب المعلومات ينتهك حرماتنا. إذا الدروز بيقبلوا هيك ما عندي مانع. إذا كرامة الدروز صارت بيد سعد الحريري أنا ما عندي مانع". وأضاف: "نحن في بيتنا، والشباب (أي أنصاره) كانوا قدها، وكل نقطة دم سقطت برقبة سعد الحريري وعماد عثمان وسمير حمود وخليهن يحلوها". وفي تصريحات صحافية متزامنة، قال وهاب: "لا يمكنني دعوة حزب التوحيد للتهدئة، فالمسألة أصبحت قضية كرامة" ولمح إلى إشراك حزب الله بالقصة قائلاً: "التعاطي مع التطورات لم يعد فردياً إنما لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله". وتابع: "حزب الله لا يقبل أن يعتدي أحد على حلفائه وما خلق اللي بدو يعتدي علينا… ما حدا يلعب بالدم، بموضوع الدعوى القضائية من اليوم وصاعداً احكوا مع السيد نصر الله". وخرجت قوى الأمن الداخلي في بيان لتؤكد أنها استدعت الوزير السابق بشكل رسمي إلا أنه رفض الحضور وأغلق هواتفه وهرب من منزله قبيل وصول القوة المرسلة لإحضاره، وأن القوة عقب تأكدها من عدم وجوده بالمنزل وإثر انسحابها تعرضت لإطلاق نار "مكثف" من مجهولين بالمنازل المحيطة، جاري تحري هوياتهم لاتخاذ اللازم قانوناً بحقهم، مع تأكيدها فرضَ حظر السفر على وهاب.تصاعدت حدة التوتر في لبنان بعد تسريب فيديو للوزير السابق، وئام وهاب، وهو يتلفظ بشتائمَ بذيئةٍ واتهاماتٍ أخلاقية مشينة، فُهمت أنها موجهةٌ لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، ولوالده الراحل رفيق الحريري، رغم عدم ذكر اسميهما صراحة.
حرب أخرى على تويتر
وفي العالم الافتراضي، دارت مناوشاتٌ أخرى، فعبر حسابه الخاص على تويتر، غرد وهاب بكثافة منذ بداية التوتر. وفي ردّ فعل أولي، بادر وهاب بالاعتذار عما تضمنه الفيديو المسرب من شتائم واتهامات تمس الشرف، متذرعاً بأنها جاءت "في لحظة غضب ورداً على شتائم قاسية"، لكنه لم يتراجعه عن اتهاماته للحريري بـ"الفساد المالي والسياسي" على حد تعبيره. كما لفت إلى أنه تقدم بشكوى ضد سعد الحريري وأنصاره، على خلفية تعليق لافتاتٍ تتضمن شتائمَ وتهديداتٍ بالقتل قبل الفيديو المسرب لكنه لا يزال ينتظر مدعي عام التمييز ليثبت "توازن القضاء". وشدد في أكثر من تغريدة أنّ الخلاف ليس شخصياً إنما مع الفساد، مناشداً الحريري التعاون معه في ظل القيادة اللبنانية لدحر الفاسدين. لكن وهاب سرعان ما عاود كيلَ الاتهاماتِ للحريري وللأمن اللبناني، عقب وفاة مرافقه محمد أبو ذياب الذي قضى متأثراً بإصابته في الاشتباكات مساء أمس، واعداً بالقصاص له مما وصفه بـ"مثلث الإجرام"، قاصداً سعد الحريري والقاضي سمير حمود واللواء عماد عثمان، الذين اتهمهم بالتواطؤ. بدوره أدان النائبُ الدرزي السابق، وليد جنبلاط، تصريحاتِ وهاب، عقب مقابلته الحريري، وغرد قائلاً: "باسمي وباسم الحزب التقدمي الاشتراكي وباسم عموم أهل الجبل أشجب وأدين الكلامَ الذي صدرَ من قبل السيد وهاب الذي تعرض فيه للشيخ سعد الحريري والذي خرج عن كل الأعراف والقيم الأخلاقية، إن هذا الكلام يذكّرنا بالكلام والتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات وما نتج عنه من مآسٍ بحق اللبنانيين". رفض وهاب هذه التصريحات وردَّ على جنبلاط في عدة تغريدات، وذكّره بخلافٍ سابق له مع الراحل رفيق الحريري، مشيراً إلى استفادته وتعاونه القديم مع حزب البعث السوري. واتهمَ كثيرون وهابَ بمحاولة إثارة الفتنة والزجّ باللبنانيين في حرب أهلية. في حين هدد أنصاره بالتصعيد في حال استمرار ملاحقته. وفي لبنان لا يمكن تشكيل الحكومة دون توافق القوى الكبرى لأن النظام السياسي قائمٌ على تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف والأحزاب.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...