أدرجت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والمجتمعة حالياً في جمهورية موريشيوس تسعة عناصر تراثية عالمية من بينها ثلاثة عناصر عربية، على قائمة التراث الثقافي غير المادي، الذي "يحتاج إلى الصون العاجل” وهي الأراجوز المصري، ومسرح خيال الظل من سوريا، ومهارات "كيالو الماء" من الجزائر.

وتعرف اليونسكو عناصر قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى الصون العاجل بأنها التراث الحي المعرض لخطر الاندثار. وتهدف المنظمة إلى القيام بالتعاون والدعم الدوليين اللازمين لتعزيز تناقل هذه العناصر الثقافية بالاتفاق مع المجتمعات المحلية المعنية. ما مميزات العناصر التراثية العربية التي أدرجتها يونسكو على قائمتها؟ ولماذا تريد اليونسكو حمايتها؟

"الأراجوز" من مصر

Puppets-Egypt عرض الأراجوز هو أحد أشكال عروض الدمى المسرحية التقليدية في مصر، تعتمد على استخدام دمية يدوية تقليدية تعرف محلياً باسم "الأراجوز"، وقد استمد هذا النوع من العروض المسرحية اسمه من هذه الدمية التي تعتبر العنصر الرئيسي فيه. ويستخدم الشخص الذي يؤدي صوت الأراجوز عنصراً مساعداً لجعل صوته مميزاً وهذا العنصر هو "الزمارة" التي صنعت خصيصاً من أجل تغيير صوت المؤدي وجعله صوتاً كوميدياً غريباً يحبه الأطفال والكبار. وتعتبر اليونسكو أن عروض الأراجوز مهددة اليوم بسبب انتشار التكنولوجيا الحديثة التي أنتجت عروضاً منافسة أكثر إبهاراً، ما جعل بعض مقدمي عروض الأراجوز يتراجع جداً في مصر في السنوات الأخيرة، وأغلبهم من كبار السن.

"مسرح خيال الظل" من سوريا

يعتبر مسرح خيال الظل أحد أهم الفنون التقليدية في سوريا، يعتمد على الدمى يدوية الصنع لسرد سيناريو مقروء على أنغام الموسيقى الخفيفة، ويجري تحريك الدمى من وراء ستار أو شاشة من القماش الأبيض المسلط عليه الضوء، ما يجعل ظلها هو الذي يبرز للمتفرجين. وتستخدم مسرحيات الظل لنقد المجتمع بصورة فكاهية ساخرة على شكل حوار بين الشخصيات الرئيسية في العرض. وفي الماضي كانت تقام هذه العروض في المقاهي الشعبية حيث يجتمع الناس لمشاهدة قصص تتناول مواضيع مختلفة من الحياة اليومية. وتسببت التكنولوجيا الحديثة إضافة إلى تردي الوضع الأمني بفعل النزاع في سوريا  بانخفاض الإقبال على مسارح خيال الظل في السنوات الماضية.

مهارات "كيالو الماء" في الجزائر

المقصود بهذا العنصر هو كل المعارف والمهارات التي يتمتع بها "كيالو الماء"، وهم العاملون في قنوات الري المعروفة باسم الفقارة في المجتمعات المحلية في مناطق قصور وتوات وتيديكلت في الجزائر. ويمتلك "كيالو الماء" مهارات عديدة ويتميزون بعادات خاصة، حيث يتولون حساب الحصص التي تحق لكل فرد أو عائلة من الماء وتولي مهام ترميم وصيانة القنوات المستخدمة لتوزيع الماء والمعروفة باسم "القصرية" والتحكم باتجاه سير الماء في القنوات. وتتعرض هذه المهارات لخطر الاندثار بسبب عوامل عدة منها نقص التواصل بين الأجيال المتقدمة في العمر التي تجيد مهاراتها والأجيال الشابة، والقوانين الحكومية الجديدة بخصوص حقوق الملكية، إلى جانب التوسع الحضري على حساب الأراضي الزراعية والقنوات.