نشر خالد بن سلمان، سفير السعودية في واشنطن مقطع فيديو "يظهر"، بحسب قوله، عمليات تجنيد جماعة الحوثي في اليمن للأطفال في القتال الذي تخوضه الجماعة ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وعلّق الأمير على الفيديو الذي بثه عبر حسابه الرسمي على تويتر: "المليشيا الحوثية الإيرانية مستمرة في خرقها لكافة المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية من خلال تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك وتغذيتهم بأفكار النظام الإيراني المتطرف".
ويظهر في الفيديو رجل، يفترض أنه ينتمي للحوثيين، يقول وهو يشير إلى عدد كبير من الأطفال: "هؤلاء طلاب مدرسة الناصر، وهم يتدربون، وهم من سيخوضون القتال في سبيل الله"، قبل أن يصرخ هاتفاً والأطفال يرددون من خلفه " الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الموت لليهود، النصر للإسلام".
التغريدة التي نشرها الأمير السعودي باللغتين العربية والإنجليزية، تأتي في توقيت دقيق بالنسبة للسعودية، في ظل تزايد الضغوط عليها لوقف حربها في اليمن والتلويح بمقاضاة بعض مسؤوليها بتهم ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى قضية الصحفي جمال خاشقجي المعقدة التي كان لها دور كبير في تزايد هذه الضغوط.
سفير السعودية في واشنطن خالد بن سلمان ينشر مقطع فيديو "يظهر"، بحسب قوله، عمليات تجنيد جماعة الحوثي في اليمن للأطفال في القتال الذي تخوضه الجماعة ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
اتهامات دولية للسعودية بسبب اليمن
وقد غادر السفير خالد بن سلمان الولايات المتحدة عقب اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في تركيا، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأثيرت شائعات حول مخاوف الأمير من الملاحقة القانونية واعتبر البعض عودته إلى بلاده مؤشراً على التورط بمقتل خاشقجي الذي كان يقيم بأمريكا أيضاً.
ويبدو أن الأمير سعى لتحويل دفة الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحقوق الاطفال في اليمن، ولو قليلاً، تجاه الحوثيين، في ظل سخط دولي على السعودية بسبب دورها في وفاة أكثر من 85 ألف طفل يمني جوعاً منذ بدء "عاصفة الحزم".
ووصل الأمر حد مطالبة هيومن رايتس ووتش بمحاكمة دولية لوزير الدفاع السعودي وولي العهد، محمد بن سلمان، إبان حضوره قمة العشرين التي تنعقد في بيونس آيرس بالأرجنتين، الجمعة 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
الأطفال والحروب
وتدين المنظمات الدولية المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان، بشكل مستمر، تجنيد الأطفال واستغلالهم في الحروب ما تعتبره "انتهاكاً صارخاً لبراءتهم".
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، كان 2017 "عاماً مروعاً" على الأطفال الذين أشركوا في الحروب، كمقاتلين وانتحاريين، لافتةً إلى "تزايد اختطاف الأطفال في مناطق الصراعات، وتجنيدهم في الحروب، وإجبارهم على تنفيذ عمليات انتحارية، واستخدامهم كدروع بشرية، كما أجبر نحو 27 مليون طفل بمناطق الصراع على ترك مدارسهم". فتم تجنيد قرابة 1800 طفل في الصومال، أجبروا على المشاركة في المعارك خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2017، وأكثر من 19 ألف طفل في جنوب السودان على يد الجماعات المسلحة منذ عام 2013.
كذلك أجبرت جماعة بوكو حرام الإرهابية زهاء 135 طفلاً على القيام بعمليات انتحارية، وخلّفت ثلاث سنوات من الحرب في اليمن نحو 5 آلاف طفل بين قتيل وجريح، ولا تُعرف بالضبط أعداد الأطفال الذين جنّدهم الحوثيون أو الحكومة أو جماعات أخرى مقاتلة على الأرض اليمنية، إلا أن الرقم الثابت هو أن الجوع في اليمن يهدد حياة 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية بحسب أرقام الأمم المتحدة، كما قُتل قرابة 700 طفل أفغاني خلال 9 أشهر من المواجهات المسلحة في أفغانستان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...