صديقتي: الحقي الريس بيتكلم علينا في مؤتمر الشباب.
أنا: اتكلم علينا إحنا ليه؟
صديقتي: بيقول إن الشباب لازم يخسوا النُص، عشان ينظر لهم بالبنان.
أنا: هي ينظر لهم بالبنان، ولا يشار إليهم بالبنان؟
صديقي: إحنا في إيه ولا في إيه.. هتهزري.
أنا: لا أنا بس خايفة على اللغة.. اللغة بتضيع كده.
صديقي: قال لازم اختيار شباب الجامعات يبقى بالوزن.
أنا: طيب وأنتي زعلانة ليه.. الحمد لله إحنا خلصنا جامعة محدش هيوزننا، وإلا عمرنا ما كنا هندخل جامعة.
أنهيت مع صديقتي المكالمة بسخرية تغمسها المرارة ربما، لكن ما دار بذهني وقتها، بصرف النظر عن ممارسة الرياضة، وكل المصطلحات والعبارات "اللطيفة"، التي تبارت الفضائيات المصرية لمباركة توجيهات السيد الرئيس بضرورة خفض أوزاننا إلى النصف، هو السؤال لماذا يحدثنا الرجل، الرئيس، دائمًا عن الطعام، وأن نقتصد في الطعام، وضروة إعطاء دورات تدريبية لربات البيوت لكيفية الاقتصاد في تناول الطعام، ومرة أخرى يذهب لأبعد من ذلك ليقول "كلوا طقة واحدة عشان مصر"، وغيرها من التصريحات الغريبة التي لا أعرف حقيقة أسباب وجودها في سياق حديث رئيس دولة.
ما علينا، في الحقيقة أنا وأصدقائي وصديقاتي يا ريس نحاول جاهدين العمل على إنقاص أوزاننا لكي ينهض الاقتصاد المصري وتوفير ثمن رغيف الخبز، الذي زاد سعره ليصل إلى 75 قرشًا، وهو بحجم قبضة اليد، لكن عندما حاولنا أن نشتري التونة، وهي مكون أساسي من مكونات "الدايت"، وجدنا أن سعرها وصل لأكثر من 20 جنيهًا (دولار)، ناهيك بارتفاع أسعار اللحوم والخضار والفاكهة والدواجن والأسماك بشكل مبالغ فيه، حتى الجبنة القريش زاد سعرها ثلاثة أضعاف.
أنا أفكر ربما لو استطعت وأمثالي السيطرة على شهيتنا كما تطلب منا دائمًا، يمكن أن يناسبنا أكثر ريجيم الماء، الماء متوفّر طبعًا، حتى الآن في مصر بوجه عام، وبالنسبة لي حتى نهاية الشهر، عندما تأتي فاتورة الاستهلاك مرتفعة كالعادة.
لو سألتني كم من الوزن أريد خسارته، سأجيبك بكل بساطة: وأنت مالك؟أحب أن ألفت نظرك يا ريس إلى أن طاولة الطعام، التي نُظمت على شرف شباب شرم الشيخ لم تحوِ التونة الدايت والجبنة القريش ولا حتى الماء الذي نشربه نحن، هل هم الشباب ونحن فصيلة أخرى؟ أعتقد أنني رأيت في الصور المتداولة أصنافًا من الطعام لا أعرفها، ولا أعتقد أنني وأمثالي سنعرفها يومًا، ربما كانت كافية لإطعام الآلاف من الفقراء، الذين يأكلون يوميًا من القمامة، وتنتشر صورهم بشكل كبير، ربما سمعت عنهم يا ريس، أو هؤلاء الذين يشترون بقايا الطعام ومرتجعات المطاعم والفنادق ليحسوا أنهم بشر عاديون يذقون الطعام، لكن لما يأكلون ما تأكلونه أنتم؟ لماذا نشغل بالنا بكم؟ نحن فقط من عليه بناء الاقتصاد واحتمال الغلاء وتقليل الطعام وتناول "طقة" واحدة. كل هؤلاء وأنا وأمثالي معهم ندعو لمصر بالسلامة ولاقتصادها بالازدهار، ونحن بالمناسبة نفعل ذلك دائمًا.
ماذا عن تناول الطعام والاكتئاب؟
لو سألتني كم من الوزن أريد خسارته، سأجيبك بكل بساطة: وأنت مالك؟ لأنني لو حسبت كم الوزن الذي أريد خسارته يمكن أن أصاب بانهيار عصبي، دعوني أنسى، وآكل وآكل، لا أدري ما العلاقة بين حالتي النفسية والطعام، خاصة الكنافة، ولا أعرف لماذا فتح محل الحلوى في الشارع الذي أسكنه تحديدًا، سامح الله من قام بذلك، تصيبني علاقة طردية بين زيادة معدل النكد وحرق الدم وزيادة تناولي للطعام، خاصة الحلوى، أجد نفسي لا أهدأ قبل تناول قطعة أو قطعتين أو ثلاثًا وربما أكثر، أشعر أني مدمنة في نفس الوقت، لكن هذه المرة "مدمنة كنافة". لا أعرف سبب ذلك، لكن إحدى الدراسات الحديثة، والتي أظن أنها تتحدث عني، وعلى عكس المتداول بأن النكد "يسد الشهية"، قالت إن تناول الطعام، وخاصة الأكلات التي تعتمد على أطعمة نباتية من الفاكهة والخضار والحبوب والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك، تساعد في تحسين المزاج ومعالجة الاكتئاب.لماذا يحدثنا الرجل، الرئيس، دائمًا عن الطعام، وأن نقتصد في الطعام، وضروة إعطاء دورات تدريبية لربات البيوت لكيفية الاقتصاد في تناول الطعام، ومرة أخرى يذهب لأبعد من ذلك ليقول "كلوا طقة واحدة عشان مصر"
في الحقيقة أنا وأصدقائي وصديقاتي يا ريس نحاول جاهدين العمل على إنقاص أوزاننا لكي ينهض الاقتصاد المصري وتوفير ثمن رغيف الخبز
أحب أن ألفت نظرك يا ريس إلى أن طاولة الطعام، التي نُظمت على شرف شباب شرم الشيخ لم تحوِ التونة الدايت والجبنة القريش ولا حتى الماء الذي نشربه نحن، هل هم الشباب ونحن فصيلة أخرى؟
الدايت دائمًا يبدأ باليوم الفري
منذ أكثر من شهرين، أحاول أن أبدأ نظامًا غذائيًا، لكن ما يحدث دائمًا هو أنني أبدأ بالـ free day، آكل كل ما أحب، وهي عادة غريبة يتبعها الجميع. ناهيك بطقوس بداية الدايت التي تتبعها أي أنثى مصرية أصيلة بوجه خاص، فقبل بداية اليوم الموعود لا بد أن ننقض على كل ما لذ وطاب من مأكولات، وتبدأ العملية الانتقامية الشاملة للقضاء على خزين الثلاجة، فالمرحلة القادمة مرحلة حرمان، فلا بد من صواني المحشي والمكرونة بالباشميل والفراخ المحمرة وحتى منتصف الليل نرفع حالة الاستعداد القصوى بتحمير مزيد من البطاطس (رغم ارتفاع سعرها طبعا)، وحديث الرئيس شخصيًا عن الأمر، لكن الدول لا تُبنى بالبطاطس، كما قال سيادته، ولذلك لن أتحدث عن أمر البطاطس وغلاء سعرها، فلا بدّ من مساندة الاقتصاد وإن كان الأمر متعلقًا بالبطاطس، نشتري بطاطس غالية، وماله! ثم تأتي مرحلة تعبئة المعدة بالنوتيلا ومشتقاتها، حالة الطوارئ تظل قائمة حتى مطلع الفجر، وحتى حالة الإغماء أو النوم وسط انتفاخات حادة وحموضة عالية تقتضي تناول مشروبات غازية للهضم.العنصرية تجاه البدينات
بيّنت دراسة عن نفسية البدناء ولماذا يفشلون في خفض أوزانهم، أن لوم المجتمع للبدناء حتى من أطبائهم المعالجين يجعلهم شديدي الحساسية تجاه أجسامهم ويفقدهم الدافع لخفض الوزن، حتى أن الإعلام يلعب نفس الدور في السخرية من البدناء وبعض البدناء يستخدمون السخرية من أجسامهم وسيلة للتربح والشهرة. ووفقًا لدراسات أجراها عالما النفس "برميستر" و"كارليس"، فإن التليفزيون والأفلام يستهدفان الأشخاص أصحاب الأوزان الزائدة على نحو غير متناسب، وتوصل العالمان إلى أن الأشخاص أصحاب الموقف المعادي للبدناء كانوا أكثر متعة وضحكاً من أولئك الرافضين للتمييز عندما عُرضت عليهم فيديوهات تحمل نكاتاً ضد البدناء، وأشاروا إلى أن الإدراك المسبق يساهم بشكل كبير في موقف الإنسان تجاه ما يعرض له.العنصرية تجبر ملكة جمال البدينات على خفض وزنها
في حديث خاص لرصيف22 مع ملكة جمال البدينات لبنى بن إسماعيل، قالت إنها أجرت عملية جراحية لخفض وزنها، لتتخلى عن اللقب كملكة جمال للبدينات، وأضافت: "لا أعتقد أن هناك أنثى قد تكون سعيدة ببدانتها، خاصة أن الأمر متعلق بأمور صحية مثل عدم القدرة على الإنجاب، أنا متصالحة مع نفسي للغاية، ولا تهمني نظرة المجتمع، لكن في النهاية الأمر مرتبط بالصحة والتخلص من الشحوم". في النهاية رسالتي موجهة إلى سيادة الرئيس، بصرف النظر عن العنصرية تجاه البدناء أو أحاديث البطاطس والرياضة والصحة، أود لفت نظر سيادتكم إلى أن كُلفة الدايت في مصر قد تتخطى مرتب موظف/ة، لذا نرجو من سيادتكم رفع الأجور لكي نستطيع الحفاظ على رشاقتنا ونأكل غذاءً صحيًا، داعمًا لصحتنا ولاقتصاد الدولة، وغالبًا إن الدول لا تُبنى بالبطاطس ولا بالدايت.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون