دعاء وأحمد قصة حب عنيفة جمعتها أسوار الجامعة، تعرفا عن طريق الصدفة في أحد الأنشطة الطلابية وبدأت شرارة الحب بينهما ومن ثم توجت بالزواج فور تخرجهما، مرّ عام والآخر ولم يحدث حمل، لم يتخل أحمد عن حبيبته وبدأت رحلة العلاج التي استمرت 5 سنوات أخرى، حدث الحمل في النهاية، لتنجب دعاء بنتًا جميلة، لكن التعطش للإنجاب دفع أحمد بكل حب لإخبار زوجته أنها لا بد أن تنجب مرة أخرى، تعاطفت معه وقدرت مشاعره فهو الزوج الذي حُرم من الإنجاب سنوات عدة، لماذا لا تستجيب؟
"دول ولاد لو بنات كنا نزلناهم"
"لم أكن أعرف تحديدًا السبب في لهفته على الإنجاب، فيما بعد عرفت ذلك لماذا العجلة، إنه حلم إنجاب الذكر، لم أكن أتخيّل أن عقليته تصل لهذا الحدّ"، تتنهد وتواصل: "بالفعل حدث الحمل وأنجبت فتاة أخرى، ليظهر الوجه الآخر لحبيبي، أصبح إنساناً آخر لا أعرفه، خيرني بين الحمل مرة ثالثة لإنجاب الولد أو الزواج بأخرى، ولأوّل مرة تدب الخلافات بيننا". وتتحسر: "كيف له بعد كل هذا الحب أن يخيرني بين زواجه من أخرى أو الحمل مرة ثالثة لينجب الذكر، أين الحب، وكيف يمكن أن أُنجب بعد 3 أشهر فقط من الولادة؟".
هوس إنجاب الذكور
إنجاب الذكور ليس مرتبطًا بطبقة اجتماعية دون أخرى، فهند فتاة تدرس الطب، وهي أيضاً تنتمي لأسرة مرموقة كادت أن تفقد حياتها بيد زوجها بسبب حبه لإنجاب الذكور، بدأت القصة عندما أحبها أستاذها في الجامعة، وحدث الزواج، وحملت، كانت المفاجأة أنها حملت بتوأم "صبيين"، لكن في شهرها الخامس أحست بتعب شديد شخصه الأطباء على أنه أنيميا حادة وانخفاضًا شديدًا في كرات الدم الحمراء، وارتفاعًا في ضغط الدم، وهو ما يستوجب الإجهاض حفاظًا على صحة الأم. ثار الزوج وهاج ورفض الإجهاض رغبة منه في استكمال الحمل مهما كانت العواقب حتى وإن كانت حياة زوجته. "طب وأنا وحياتي؟" سألته، أجابها: "دول ولاد لو بنات كنا نزلناهم" تقول لرصيف22.
وتتابع: "لم يكن يأبه بأي شيء سوى أن يمسك الولدين بين يديه، منع عني كل الاتصالات حتى مع أهلي بحجة مرضي، وفي يوم من الأيام طلب مني الذهاب معه لمستشفى خاص، هناك أدخلني غرفة خاصة مستغلًا علاقاته كطبيب معروف، طالب أن أبقى تحت المراقبة الشديدة حتى لا أهرب، لم يشفع لي عنده أي شيء". تضيف: "ترأفت إحدى الممرضات بحالتي وأعطتني تليفونها المحمول، اتصلت بأهلي وجاءوا لأخذي عنوة من المستشفى، وذهبت إلى أحد المستشفيات لأقوم بعملية الإجهاض رغمًا عنه، وبكل بساطة طلقني".
وقام زوج بمنطقة دار السلام بمصر بإلقاء زوجته من الدور الرابع بعد أن أنجبت 4 بنات، وقال المتهم في اعترافاته للنيابة: "مكنتش عاوز أموتها، وهي وقعت من البلكونة، أيوة ضربتها علقة علشان تجيبلي الولد، وخلفت ليا 4 بنات".
وفي أسيوط اتهمت سيدة زوجها بقتل ابنتيهما الرضيعة البالغة من العمر 8 شهور فقط، خنقًا، لأنه "يكره خلفة البنات" كما أشارت الأم في التحقيقات.
وكشفت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن 12 ألف حالة طلاق تحدث سنويًا بسبب إنجاب الفتيات، وملل الزوجة من الاستمرار في الإنجاب إلى ما لا نهاية حتى تحقق رغبة الزوج في إنجاب الذكر، وتشير نفس الدراسة إلى أن 92% من الرجال المصريين يفضلون إنجاب الذكور على الإناث.
وفي السعودية تعيش بعض الزوجات حالة من القلق والترقب بعد كل حالة حمل خاصة إذا كانت لا تنجب سوى الإناث خوفًا من الطلاق وهو ما حدث بالفعل مع بعضهن.
امتد الأمر إلى صفحات "السوشيال ميديا" ليقوم البعض بتأسيس صفحات للنصب على الراغبين في إنجاب الذكور بحجة تقديم نصائح لإنجاب الذكور بغية الحصول على مقابل مادي، في حين ينشر آخرون على صفحات اجتماعية عدة تدوينات يفصحون فيها عن رغبتهم في تطليق زوجاتهم أو الزواج بأخرى لإنجاب الذكور.
خرافات وحيل شعبية لإنجاب الذكور
ارتبط إنجاب الذكور في حياة المجتمعات الشرقية بسرمدية بقاء اسم الأب على الأرض، فالولد يحمل اسم أبيه أما الأنثى فليس لها نسل يخلد اسم أبيها، لكن بطبيعة الحال فهو يخلد اسم زوجها فقط، وقديمًا كانت الشعوب الوثنية دائمًا في حالة حرب، لذلك كانت تفضل إنجاب الذكور، وكان إنجاب الإناث بالنسبة لهم عارًا إذ يمكن سبيهن، وكانوا يلجأون إلى السحر والشعوذة لإعداد المرأة لإنجاب الذكور وفي حال إنجاب المرأة لأنثى يكون القتل حدًا يُقام على الساحر، وكان الرجل يُنصح في ليلة يكون القمر فيها بدرًا بشرب خليط من الخمر ودم الأسد بالتزامن مع صلاة يؤديها الكهنة على مقربة من منزله فيما يجامع زوجته.
ارتبط إنجاب الذكور في حياة المجتمعات الشرقية بسرمدية بقاء اسم الأب على الأرض
وفي مقابل القول بأن إنجاب الإناث رزق، هناك أمثال شعبية كثيرة تسخر من إنجاب الإناث مثل: "البنت الحلوة نص مصيبة"، "يا جايبة البنات يا شايلة الهم للمات"، "موت البنات سترة"، "خلف البنات يحوج لنسب الكلاب"، "عقربتين فى حيط ولا بنتين فى بيت"، "يا أبو البنت ما تعوزها مسيرها لبيت جوزها"، وقالوا في المثل: "ولما قالوا غلام انسند ضهري وقام، ولما قالوا بنيّة انهدت حيطة عليّ".
وتعتقد بعض النساء العربيات أن هناك وصفات شعبية قد تمكنهن من إنجاب الذكور، كما فعلت المغربية ريم الطاروسي، وبحسبها فإن الأمر يتطلب أن يقوم الزوج بالقذف قبل يوم كامل من الجماع ثم يغسل خصيته بالماء البارد، بعدها يحدث الجماع بوضعية السجود.
وسرى اعتقاد قديمًا أن الخصية اليمنى لدى الذكر هي المسؤولة عن إنجاب الذكور بينما اليسرى هي المسؤولة عن إنجاب الإناث لذلك كان يتم إخصاء الذكور خاصة بين الطبقات النبيلة أو وضع شيء بارد على الخصية اليسرى قبل الجماع باعتبار أنها المسؤولة عن إنتاج الحيوانات الأنثوية ويتم قتلها بالبرودة عليها.
كما تعتقد بعض النساء أن إقبال الرجال بشهوانية جامحة غير مسبوقة بشكل أقرب للاغتصاب دون مقدمات ستكون ثمرته ذكرًا، وهو ما تطبقه بعض العربيات فتقول لينا الجار الله، وهي مُعلمة سورية: "من منطلق وجع ساعة ولا كل ساعة، تقبل بعض السيدات القيام بالأمر ومجاراة الزوج في ذلك، "فخضة" الزوجة بحسب تعبيرها تكون سببًا في إنجاب الذكور".
وتضيف الجار الله: "لم أكن أعرف أن زوجي سيقوم بذلك فقد فاجأني وأصابتني حالة صراخ هيستري، لأنه قام بذلك في الظلام، كنت على وشك الطلاق، لكني تراجعت بعد حملي، ثم اكتشفت أنه ذكر، فكانت فرحتنا كبيرة".
كما كانت هناك بعض الطقوس الشعبية الأخرى لتحقيق الحمل بذكر رغم عدم وجود دليل علمي أكيد على صحتها، فبحسب كتاب موسوعة المرأة فإن انتعال الرجل لحذائه أو تعليقه لسرواله على الجهة اليمنى من سريره يؤديان لإنجاب الذكور، كما أن الجماع وقت نزول المطر أو مع بزوغ القمر ولبس المرأة ملابس زوجها وقت الجماع يؤديان للأمر ذاته. كذلك أن مضاجعة الزوجة وهي نائمة على جنبها الأيمن وشرب الزوج فنجانًا من القهوة قبل لقاء الزوجة تعتبر طريقة أخرى يعتقد البعض أنها فعالة لإنجاب الذكور.
"لم أكن أعرف تحديدًا السبب في لهفته على الإنجاب، فيما بعد عرفت ذلك لماذا العجلة، إنه حلم إنجاب الذكر، لم أكن أتخيّل أن عقليته تصل لهذا الحدّ"
وقام زوج بمنطقة دار السلام بمصر بإلقاء زوجته من الدور الرابع بعد أن أنجبت 4 بنات، وقال المتهم في اعترافاته للنيابة: "مكنتش عاوز أموتها، وهي وقعت من البلكونة، أيوة ضربتها علقة علشان تجيبلي الولد، وخلفت ليا 4 بنات".
هناك أمثال شعبية كثيرة تسخر من إنجاب الإناث مثل: "البنت الحلوة نص مصيبة"، "يا جايبة البنات يا شايلة الهم للمات"
وتعتقد بعض النساء العربيات أن هناك وصفات شعبية قد تمكنهن من إنجاب الذكور
حسب بعض المعتقدات: فإن انتعال الرجل لحذائه أو تعليقه لسرواله على الجهة اليمنى من سريره يؤديان لإنجاب الذكور
ويخص أرسطو الخصية اليمنى بأنها تحتوي على بذور تعطي حرارة كامنة أكبر، ودعا لقطع الخصية اليسرى لإنجاب الذكور.
الطرق اليونانية القديمة وتأثيرها على المعتقد الشعبي العربي
بحسب دراسة بحرانية فإن أقدم الطرق اليونانية التي وصلت لنا والتي كانوا يعتقدون أنها فعالة في الحصول على مولود ذكر فلا نعرف هل أثرت الطرق اليونانية فينا "كعرب"، أم نحن قد أثرنا فيهم واقتبسوها منا، ومن أشهر النظريات اليونانية هي نظرية أرسطو وتتمحور فكرته في أن بذور الرجل (أي ماء الرجل أو الحيوانات المنوية) هي الأساس في تكوين المولود، والمرأة مجرد وعاء بارد، ويعتمد تحديد جنس المولود على الحرارة الكامنة التي يزودها الذكر للأنثى، ويخص أرسطو الخصية اليمنى بأنها تحتوي على بذور تعطي حرارة كامنة أكبر، ودعا لقطع الخصية اليسرى لإنجاب الذكور.
أما جالينيوس فقد جاء لتأكيد نظريات من سبقوه في أن الجزء الأيمن أكثر حرارة من الأيسر، وقد تأثر عدد كبير من النبلاء في فرنسا بأفكار أرسطو وقاموا بقطع الخصية اليسرى بالرغم من أن أرسطو نفسه لم ينفِ احتمال حدوث الحمل بأنثى من الخصية اليسرى أيضًا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون