في الفن والإعلام وغيرها من القطاعات الثقافية المؤثرة، تغيب أسماء شهيرة عن التداول أو الذاكرة لفترة حتى يأتي موت أصحابها مذكراً بأثر هؤلاء في رسم المشهد الثقافي خلال مرحلة معينة، أو كاشفاً مستوى التراجع الذي طال تلك القطاعات لأسباب اجتماعية وسياسية وأمنية مختلفة. نادية صالح هي واحدة من هؤلاء. بعد صراع مع المرض، توفيت المذيعة المصرية عن عمر يناهز الـ78، ليعيد غيابها تذكيرنا بما أنجزته منذ بدأت مسيرتها في ستينات القرن الماضي بعد تخرجها من كلية الإعلام في جامعة القاهرة. نعود في زيارة إلى تلك المسيرة الغنيّة بلقاءات قيّمة أجرتها صاحبة الصوت المميّز والأناقة في التقديم مع فنانين وشخصيات ثقافية واجتماعية في سبعينيات القرن الماضي. كان من بين ضيوفها الموسيقار محمد عبد الوهاب، الفنان عبد الحليم حافظ، الأديب نجيب محفوظ (الذي تحدث معها عن مكتبته الثرية قبل وقت قصير من فوزه بـ"نوبل للآداب")، جيهان السادات، الملحن عمار الشريعي، الروائي يوسف إدريس والموسيقار سيد مكاوي مع الشاعر صلاح جاهين... في أحد أكثر برامجها شهرة "زيارة لمكتبة فلان"، والذي بقي يُذاع لسنوات طويلة تاركاً لصالح بصمة خاصة في مبنى ماسبيرو الشهير. لم تكن بداية صالح في الإعلام والإذاعة، فقد درست في كلية التجارة قبل انتقالها إلى الإعلام. كما كانت قد كشفت في إحدى مقابلاتها التلفزيونية أن والدها كان قاضياً محافظاً، وكانت دخلت كذلك كلية الطب قبل التجارة لكن في يومها الأول هناك أُغمي عليها، فتركت الكلية على الفور. وكشفت أيضاً أنها تزوّجت في السابعة عشر من عمرها.
بعد صراع مع المرض، توفيت المذيعة المصرية الشهيرة نادية صالح عن عمر يناهز الـ78، ليعيد غيابها تذكيرنا بما أنجزته منذ بدأت مسيرتها في ستينات القرن الماضي بعد تخرجها من كلية الإعلام في جامعة القاهرة...
إن كان "زيارة لمكتبة فلان" أكثر برامجها شهرة، لكن صالح تركت وراءها العديد من الأعمال الإذاعية مثل "صباح الخير"، "يوميات امرأة عصرية"، "بعيداً عن السياسة"، "وطني حبيبي"، "ألف مثل ومثل" و"أسماء وشخصيات"حصلت صالح كذلك على دبلوم الاتصالات الجماهيرية من جامعة كورنيل الأمريكية عام 1984، وعلى دبلوم في الإدارة من اليابان عام 1996، قبل أن تبدأ العمل في الجهاز المركزي للمحاسبات لمدة 6 أشهر، ثم تلتحق بالإذاعة في البرنامج العام. تولت في الإذاعة العديد من المناصب، أهمها إدارة برامج الشباب، إدارة البرامج الثقافية، رئيسة لشبكة الشرق الأوسط عام 1995، وظلت في هذا المنصب حتى أحيلت للتقاعد عام 2000. وفي عام 2016، في العيد الـ82 للإذاعة، ظهرت صالح بكامل أناقتها وطاقتها لتتحدث عن تحديات الإعلام المصري، آسفة لحجم التوتر والانفلات الذي شهدته الساحة الإعلامية المصرية، بينما أكدت على الحاجة إلى "ميثاق شرف" إعلامي. إن كان "زيارة لمكتبة فلان" أكثر برامجها شهرة، لكن صالح تركت وراءها العديد من الأعمال الإذاعية مثل "صباح الخير"، "يوميات امرأة عصرية"، "بعيداً عن السياسة"، "وطني حبيبي"، "ألف مثل ومثل" و"أسماء وشخصيات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 8 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...