بعد اقتراحها إقامة قاعدة عسكرية في البحرين، أعلنت بريطانيا الاثنين أنها ستفتح قاعدة تدريب عسكري مشتركة في سلطنة عمان في مارس 2019. يأتي الإعلان الذي جاء على لسان وزير الدفاع البريطاني، جافين وليامسون، بعد فترةٍ قصيرةٍ من مناورات عسكرية بريطانية عمانية باسم "السيف السريع 3". استمرت شهراً وكلفت بريطانيا نحو 100 مليون إسترليني، أي ما يعادل نحو 130 مليون دولار أمريكي. ويقول مراقبون إن النفوذ القوي لروسيا في الشرق الأوسط جعل دولاً غربية تضع خططاً للتواجد بمعداتها العسكرية في دول حليفة لها، وبريطانيا واحدةٌ من هذه الدول. ولا يمكن الفصل بين الإعلان عن القاعدة المشتركة الجديدة وبين افتتاح بريطانيا في وقت سابق من هذا العام قاعدةً عسكرية دائمة في البحرين. وبحسب ما نشرته رويترز الاثنين، أعلن وزير الدفاع البريطاني افتتاحَ قاعدة التدريب البريطانية العمانية أثناء زيارته السلطنة لمتابعة ختام تدريباتٍ عسكريةٍ مشتركة واسعة النطاق شارك فيها آلاف الأفراد الذين تدربوا على القتال في الصحراء. وقال وليامسون عن القاعدة: "هذا أكثر أهميةً الآن منه في أي وقتٍ مضى، حيث تسعى الأنشطة الخبيثة لدول معاديةٍ ومنظماتٍ متطرفة عنيفة لتقويض الاستقرار وتخريب النظام القائم على المبادئ، الذي نعتمد عليه جميعا"، ونقلت الوكالة عن بيانٍ لوزارة الدفاع البريطانية أن "علاقاتنا مع عمان مبنيةٌ على قرون من التعاون ونحن نعمل على تعزيزها لتستمر في المستقبل بافتتاح قاعدتنا المشتركة الجديدة". وقالت وزارة الدفاع إن وليامسون أشار في اجتماعاته مع القادة العمانيين إلى رغبته في توقيع اتفاقٍ ثنائي جديد مطلعَ العام القادم يشمل تعزيزَ العلاقات الدفاعية والتعاون الأوسع نطاقاً. ويبدو أن الانتصاراتِ التي حققها الجيش الروسي في الحرب السورية وقدرته على حسم المعركة لصالح النظام السوري مستخدماً أسلحة قوية وحديثة، أمرٌ يؤرق بريطانيا، ويجعلها تتخوف على مصالحها في الشرق الأوسط. وفي الثامن من أكتوبر الماضي كشفت صحيفة "تايمز"، أن بريطانيا تجري مناوراتٍ وتدريبات عسكرية في سلطنة عمان استعداداً لمعارك عسكرية مع جيوش أقوى وأكثر تسليحاً، من "ضمنها الجيش الروسي". وأشار بحث نشره مركز "كاتيخون" للدراسات نهاية العام الماضي إلى أن بريطانيا تعيش مرحلةَ "حربٍ فاترة" مع المدّ الروسي. وفي يناير الماضي ذكرت صحيفة "ذي تليغراف" البريطانية، أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البريطاني، نيك كارتر، جهز خطاباً حمل تحذيراً واضحاً مما أسماه تراجعَ قوة وقدرات الجيش البريطاني أمام تنامي قوة وقدرات الجيش الروسي بشكل ملحوظ. وكانت بريطانيا قد افتتحت، أبريلَ الماضي أول قاعدةٍ عسكرية دائمة لها في الشرق الأوسط منذ أكثر من أربعين عاماً، في ميناء سلمان بالعاصمة البحرينية المنامة. وأعلنت وزارةُ الدفاع البريطانية آنذاك في بيان أن القاعدة في المنامة "ستصبح قاعدة استراتيجية أساسية شرقي قناة السويس بالنسبة لبريطانيا وحلفائها وشركائها.. وستغدو مركزاً لعمليات البحرية الملكية في منطقة الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي".
وبحسب تصنيف موقع Global Fire Power السنوي حول أقوى جيوش العالم لعام 2018، فإن الجيش الروسي يأتي في المرتبة الثانية بعد جيش الولايات المتحدة الأمريكية. بينما يأتي الجيش البريطاني في المركز السادس.
بريطانيا تعلن أنها ستفتح قاعدة تدريب عسكري مشتركة في سلطنة عمان في مارس 2019.. ووزير الدفاع البريطاني: هذا أكثر أهميةً الآن منه في أي وقتٍ مضى، حيث تسعى الأنشطة الخبيثة لدول معاديةٍ ومنظماتٍ متطرفة عنيفة لتقويض الاستقرار وتخريب النظام القائم على المبادئ
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...