شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
باكستان تلغي حكم الإعدام بحقٰ مسيحية أُدينت بـ

باكستان تلغي حكم الإعدام بحقٰ مسيحية أُدينت بـ"سبَ النبيّ"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 31 أكتوبر 201806:01 م
ألغت محكمة في باكستان الأربعاء، حكم الإعدام بحق مواطنة مسيحية أمضت ثمانية أعوام في انتظار تنفيذ الحكم بتهمة “شتم النبي”. وفيما استقبلت أسرتها الخبر بفرح عارم، اجتاحت الشوارع الباكستانية احتجاجات إسلاميين متشددين غاضبين من حكم البراءة وسط أنباء عن صدامات بين الأمن والمتظاهرين في كراتشي، ولاهور، وبيشاور، ومولتان. وأمرت المحكمة العليا في باكستان بإطلاق سراح آسيا بيبي، فيما قال مدافعون عن حقوق الإنسان إنه "حكم تاريخي للحرية الدينية" بعدما دانتها محكمة سابقة وسبق أن دانتها محكمة في عام 2010 بسب النبي محمد.

كوب مياه وراء ما حدث!

آسيا بيبي (47 عامًا)، أم لأربعة أطفال وعاملة في قطف الفاكهة في قرية "إيتان والي" في إقليم البنجاب. كانت المرأة قد أغضبت زميلاتها العاملات المسلمات، حين ارتشفت ماء من دلو يشربن منه، باستخدام كوب، وضعته بالدلو بعد استخدامه. حينذاك، رفضت النسوة لمس الدلو بدعوى أنه أصبح نجسًا بسبب ديانتها، وطالبنها باعتناق الإسلام. وعندما رفضت ذلك، اتهم هؤلاء المرأة بسب النبي محمد بثلاثة تعليقات مُسيئة. ولاحقاً أعتُدي عليها في منزلها، ثم حُكم عليها بالإعدام في 2010.
محكمة في باكستان تلغي حكم الإعدام بحق مواطنة مسيحية أمضت ثمانية أعوام في انتظار تنفيذ الحكم بتهمة "شتم النبي"
أمرت المحكمة العليا في باكستان بإطلاق سراح آسيا بيبي، فيما قال مدافعون عن حقوق الإنسان إنه "حكم تاريخي للحرية الدينية"
بينما تقول عائلة "بيبي" إنها لم تُسء إلى النبي يوماً. وفي جلسات استماع سابقة أشار محاميها إلى تناقضات في شهادات الشهود.

"خبر عظيم لباكستان"

أثارت القضية جدلا عالميًا، وكانت مصدرًا للانقسام داخل باكستان، حيث تم اغتيال اثنين من السياسيين الذين حاولوا مساعدتها، حسب ما قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وفي عام 2011  قُتل حاكم البنجاب الليبرالي، سلمان تاسير، ووزير شؤون الأقليات، شاهباز بهاتي، بسبب حديثهما نيابة عن "بيبي" والدعوة إلى إصلاح قوانين التجديف الديني (ازدراء الدين أو الرموز الدينية أو المقدسات) وجرى إعدام الحارس الشخصي الذي قتل تاسير، ممتاز القادري، لكنه أصبح بطلاً بعد موته في نظر المتشدّدين. وفي الحكم الأخير، الذي ألغى حكم الإعدام بحق بيبي، استند رئيس المحكمة، ميان ساقب نزار، إلى القرآن، فكتب في نص حكمه "التسامح هو المبدأ الأساسي للإسلام"، مُشيرًا إلى أن الدين لا يقبل بعدم العدالة والظلم، وذكّر بحديث نبوي يؤكد معاملة غير المسلمين بالحسنى.
ومن المتوقع أن تغادر "بيبي" البلاد، بعد إطلاق سراحها من سجن شايكوبورا قرب مدينة لاهور. و ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أنه منذ صدور الحكم العام 2010 أمضت "بيبي" العقوبة في زنزانة قذرة مساحتها 6 في 9 أقدام، حيث عاشت في خوف من الاعتداء عليها من قبل نزلاء آخرين. ولدى صدور الحكم، قالت آسيا: "لا أصدق ما أسمعه، هل يطلق سراحي الآن؟ هل يدعونني أخرج، حقيقة؟"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وأشاد زوجها أشيك مسيح بالحكم: "أنا سعيد جداً، أطفالي سعداء أيضاً، نحن ممتنون لله، إننا ممتنون للقضاة لإعطائنا العدالة. كنا نعلم أنها بريئة".
ووصف محاميها سيف مولوك حكم المحكمة بأنه "خبر عظيم" لباكستان. وأضاف: "لقد تم أخيراً إنقاذ آسيا بيبي... المحكمة العليا في باكستان يجب أن تكون موضع تقدير لأنها أيدت القانون ولم تخضع لأي ضغط". في المقابل، دعت قوى إسلامية إلى خروج الناس إلى الشوارع، وطالبوا بقتل القضاة الذين شاركوا في إلغاء الحكم. وجرى إغلاق الشوارع في المدن الكبرى حيث تجمهر المحتجون لرفض الحكم، وشلوا أجزاءً من إسلام أباد ولاهور وكراتشي وبيشاور ومدن أخرى. وأفادت تقارير بحدوث اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image