الأفكار كما فراشات حرة، تداعبنا طوال الوقت وتظل مُحلقة في أذهاننا، إذا تجاهلنا طيفها طارت من حيث أتت، حينذاك قد يطول الانتظار لحين موعد طوافها المفاجىء من جديد.
"مرحبًا، ناسا لدي فكرة مُدهشة، لا أريد مقابلاً لها، لكنها عبقرية"، هكذا كانت بداية قصة المصرية سارة أبوالخير مع وكالة ناسا للفضاء قبل أن تتلقى عروضًا من الوكالة ومنافساتها وعلامات تجارية وعالمية كبرى.
سارة تدرس حاليًا في المعهد الأمريكي للهندسة المعمارية في واشنطن، بعدما أنهت دراستها في نفس المجال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد مسيرة ناجحة لعبت خلالها أدوارًا قيادية طلابية.
"حفلة باربكيو" بصواريخ ناسا!
وقائع القصة حدثت قبل بضعة أيام حين استخدمت الفتاة، التي تتمتع بروح مرحة على انستجرام، خاصية الـ Stories لإطلاع ناسا على فكرتها "العبقرية". أوجزت سارة فكرتها عبر تساؤل وجهته إلى الوكالة: "ماذا لو وضعنا قبل إطلاق الصواريخ (إلى الفضاء) أطناناً من الدجاج واللحم، ومع الإطلاق سيمكننا شيّها لتصبح أكبر حفلة باربكيو”؟"مرحبًا، ناسا لدي فكرة مُدهشة، لا أريد مقابلاً لها، لكنها عبقرية"، هكذا كانت بداية قصة المصرية سارة أبوالخير مع وكالة ناسا للفضاء قبل أن تتلقى عروضًا من الوكالة ومنافساتها وعلامات تجارية وعالمية كبرى.
أوجزت سارة فكرتها عبر تساؤل وجهته إلى الوكالة: "ماذا لو وضعنا قبل إطلاق الصواريخ (إلى الفضاء) أطناناً من الدجاج واللحم، ومع الإطلاق سيمكننا شيّها لتصبح أكبر حفلة باربكيو”؟الفتاة رأت أن فكرتها يمكن أن توفر الطعام للجميع حول العالم دون الحاجة إلى مزيد من التكلفة. وساقت سارة أسبابًا أخرى، ستكون نتيجتها أن يكون موظفو ناسا سعداء وتتفوق إنتاجيتهم على إنتاجية مؤسسة "سبيس إكس" للفضاء الخاصة، المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك. وواصلت سارة بث الـStories، قائلةً "مزيد من إطلاق الصواريخ مزيد من الشواء.. هل على ناسا توظيفي للعمل معهم كونها ستصبح أول مركز عالمي ضخم للباربكيو؟" ثم كانت المفاجأة إذ خاطبتها ناسا بالفعل، وكتبت لها: "نعتقد أنها فكرة عبقرية وأحببناها كثيرًا، وقررنا دعوتك لحضور موعد الإطلاق المقبل، وربما يمكننا مناقشة التحضيرات اللوجيستية لقاعدة الباربكيو. رجاء أرسلي لنا رقمك وبريدك الإلكتروني، نحن سنرسل لك دعوة شاملة جميع التكاليف التي سنجنيها من قاعدة الباربكيو". إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فتبعها عرض مماثل من منافس ناسا (سبيس إكس)، إذ تلقت دعوة إلى زيارة المؤسسة لاتخاذ خطوات عملية لتنفيذ فكرتها. ثم جاء دور موقع "BUZZFeed" الأمريكي، ليعرض عليها أن يكون صاحب التغطية الحصرية للقصة وإجراء مقابلة معها خلال زيارتها لوكالة ناسا. ولحقت بهم الإعلامية المعروفة إيلين ديجنرز لتعرض عليها لقاءها، وأرسل حساب برنامجها صورة تعبيرية لديجنرز وهي تطعم سارة الباربكي، وتلتها دعوات من مطاعم أمريكية، وصولاً إلى شبكة نتفلكس التي عرضت عليها مرافقتها توثيق رحلتها، التي قد تمتد 30 يومًا، إذا ذهبت إلى محطة إطلاق "سبيس إكس".
"وركبت أول موجة في سكة الأموال"
مفاجأة العروض المتوالية على سارة جعلتها في حالة ذهول، وقالت إنها لا تصدق ما حدث، وأضافت ساخرة "لا أصدق، هل هذا حلم. أصبحت مشهورة الآن". أما مستخدمو تويتر فأعربوا عن دهشتهم مما حدث، وكتبوا تغريدات مصحوبة بعبارات ساخرة، وقال أحدهم: "دي ركبت أول موجة في سكة الأموال"، ليقاطعه محمد نعيم الذي أشار للقصة في حسابه، قائلاً "دي ركبت أول موجة في سكة ميزانية دول حضرتك مش أموال عادية". وأضاف نعيم، وهو مُسوق إلكتروني: "المستفيد من القصة اللطيفة دي.. احلم واتجنن وشارك جنونك العالم ماتعرفش هتضرب معاك امتى .. هزار كلنا هزرناه قبل كدا بس ولا واحد فينا جرب فعلا يبعت لناسا يقولها أي حاجة بس هي عملت وخدت خطوة وزي ماقلت أول تويت الهزار قلب جد.. والبنت بين يوم وليلة أصبحت حديث الإعلام الأمريكي❤". وعن سبب اهتمام الشركات الأمريكية بالتواصل مع سارة أبو الخير، أوضح نعيم أنه "هزار وقلب جد... هالتفاهة، ممكن يعملوا بيها أقوى حملة تسويق... هما كشركة (يقصد ناسا) هيستغلوها إنهم مجانين.. وخاصة في وجود منافس دلوقتي مبقوش محتكرين السوق اللي بيترمي فيه مليارات سنويًا كتمويل".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...