في بیروت، داخل حي متفرع من شارع فرن الشباك، تنتشر على جانبیه البیوت العتیقة والجمیلة، یقع غالیري Tree of Art. ما هو؟
في الأسطر التالیة حدیث مع صاحبه، زیاد توبة.
زیاد، اخترت اسم "Tree of Art" للغالیري. نلاحظ وجود عنصر الشجر بشكله "البري" في الكثیر من المعروضات، هل هذا هو المفهوم لدیك؟
بدأت الفكرة كهوایة في صناعة بعض الأشیاء من الخشب، ثم تطورت مع التعلم والمتابعة على مدى سنة كاملة لتصبح شغلاً حرفیاً یحاول إعادة بعض الاعتبار لعمل یتلاشى یوماً بعد یوم لأسباب كثیرة. بعد تراكم العدید من القطع المنجزة لدي، والتي استعملت في تصمیمها وتنفیذها الخشب، الحدید ومواد أخرى، مستعیناً بكوني رساماً، أرسم أو أحفر علیها، قررت تحویل الهوایة إلى مهنة فكان الغالیري في بیروت خطوة أولى.الأشیاء هنا من صنعك، هل تخلیت عن شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من أجل الحرفة؟
لا أرى أي هامش بین الاثنین، العمل الیدوي هو عمل فكري، فقط یتیح للیدین قدراً أكبر من حریة الحركة. كما أنني لم أتخلى عن شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع، بل لم ُتتح لي الفرصة للتعلیم في "الجامعة اللبنانیة" لأسباب تتعلق بتركیبها والقوى المسیطرة علیها. الاستفادة من التحصیل العلمي أمر آخر، هو حاصل في كل إنتاج ُممارس. لا تنفك الأشیاء أو الحقول عن بعضها... على الأقل لدي.ما هي الأقسام الموجودة؟ حدثنا عن نوعیة النشاطات، مع من تتعاون من الفنانین ومن هي الشریحة المهتمة؟
المختلف في هذا الغالیري والمشغل-الورشة التابع له یكمن في رؤیة بسیطة ومختلفة لطریقة استعمال بعض القطع المنزلیة و/ أو الفنیة. بمعنى أننا نقدم فرصة تشاركیة مع الزبون لتصمیم وتنفیذ المنتج المطلوب. نساعد في وضع ما یراعي العملانیة في الاستخدام والبعد الجمالي في آن. لا یقتصر دور هذه المساحة على بیع الأثاث واللوحات فقط، بل تقدم أیضاً فرصة تعاون لعرض أعمال متنوعة لأي فرد یحب أن یتشارك تجربته مع الجمهور، ضمن شروط متواضعة، بعیدة عن كل التعقیدات التي تضعها "المؤسسات الحاكمة" وسط جماعات الفنانین والحرفیین. الدعوة مفتوحة لأي نشاط تدریبي یطال أي نوع من الحرف كالرسم، والتخطیط، وصناعة السیرامیك، والتصویر الفوتوغرافي أو إلى ما هنالك من أنشطة أخرى تشكل إضافة في عالم هذا العمل.ماذا عن صناعة "الأسماء الكبیرة". كیف ولماذا تتم؟
لا أعرف ما معنى الأسماء الكبیرة في ظل غیاب أصلا لمفهوم "جماعة الفنانیین" أو "الحركة الفنیة اللبنانیة" لأسباب یتحمل مسؤولیتها "تجار الفن" بالدرجة الأولى. هم یشكلون تواطؤ بات معروفاً في الأوساط الثقافیة، قائماً بین الفنان نفسه، صاحب الغالیري، الناقد والزبون...تصنع هذه الحلقة ما تقولین عنه "الأسماء الكبیرة" وقد یكون أول ضحایاها الفنانیین المشاركین فیها أو حتى غیر المشاركین.كلمة أخیرة؟
الطموح هو خلق مكان ولو صغیر نلتقي فیه مع الحرفیین والفنانین، نراكم تجاربنا بنجاحاتها وإخفاقاتها، علّنا نساهم في فتح نقاش حقیقي حول الفن في مدینة متهالكة مثل بیروت.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...