تعتزم الولايات المتحدة سحب منظومات دفاع جوي أمريكية (باتريوت) من أراضي عدد من حلفائها العرب، في أكتوبر المقبل، في وقت تتصاعد حدة التوتر مع إيران.
وكشفت "وول ستريت جورنال" أن هذه الخطوة من شأنها إضعاف القدرات الدفاعية لحلفاء واشنطن في الخليج.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وزير الدفاع، جيم ماتيس، أمر بسحب أربعة أنظمة صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين في إطار إعادة تنظيم القوات والقدرات بينما يحوَل البنتاغون تركيزه إلى التهديدات القادمة من الصين وروسيا.
لا نية لعودتها
وقالت "وول ستريت جورنال" إن أنظمة باتريوت الأربعة توقف عملها بالفعل وسيتم تفكيكها في أكتوبر، وإن البنتاغون لا ينوي استبدالها أو عودتها، وإنها سُترسل إلى الولايات المتحدة لتطويرها، بحسب مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية. وتتضمن الخطة سحب نظامي باتريوت من الكويت، وآخرين من الأردن والبحرين، في حين لا يقتصر عملها على حماية المنشآت الأمريكية لدى حلفائها، لكنها تستخدم في الدفاع عن هذه الدول ضد الأخطار المُحتملة. وتعتبر "باتريوت" منظومة الصواريخ الدفاعية المتحركة الأكثر تطورًا حتى الآن، وهي قادرة على إسقاط الأهداف والصواريخ المعادية والطائرات.تهديدات إيرانية وتغير في أولويات إستراتيجية البنتاجون
وبثت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية الجمعة الماضي فيلمًا دعائيًا تضمن تهديدات من طهران بمهاجمة حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات، بعد هجوم بالرصاص على عرض عسكري الأسبوع الماضي في مدينة الأهواز، أدى إلى مقتل 24 شخصًا على الأقل، بينهم أفراد من الحرس الثوري.يأتي قرار سحب أنظمة الباتريوت رغم جهود حثيثة تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على إيران منذ انسحابها من اتفاق 2015 النووي. وهي صفقة عقدتها الدول الكبرى مع طهران لكبح أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الغربية عليها.
تعد الدول العربية الثلاث، التي توجد بها أنظمة باتريوت، نقاط تمركز رئيسية للقوات الأمريكية. وتضم البحرين قاعدة بحرية حيث يتم إسناد الأسطول الخامس الذي يقوم بدوريات في الخليج العربي والشرق الأوسط، في حين يجري نشر الآلاف من العسكريين الأمريكيين في الكويت وبعض القوات الخاصة العاملة في الأردن.كما أطلق الرئيس الإيراني حسن روحاني ومرشد الثورة علي خامنئي تهديدات مماثلة ضد "دول خليجية صغيرة مدعومة من أمريكا" ردًا على الهجوم. ويوم الثلاثاء، أصدرت الخارجية الأمريكية تقريرًا عن برامج طهران الصاروخية، كشف أن لديها مخزونًا من مئات الصواريخ القادرة على تهديد أمن جيرانها في المنطقة. يأتي قرار الباتريوت رغم جهود حثيثة تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على إيران منذ انسحابها من اتفاق 2015 النووي. وهي صفقة عقدتها الدول الكبرى مع طهران لكبح أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الغربية عليها. ومن المتوقع دخول الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية التي تم تخفيفها بموجب الاتفاق، حيز التنفيذ في أوائل نوفمبر. وقال ترامب إنها لن تكون الأخيرة، بينما شدد روحاني في خطبته على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عدم خضوع إيران للضغوط الأمريكية. وقالت "وول ستريت جورنال" إن نقل أنظمة باتريوت يكشف تحولاً في الإستراتيجية الأمريكية بعيدًا عن صراعات الشرق الأوسط وأفغانستان. وستبقى بعض الأنظمة في المنطقة، لكن عمليات الإزالة تعد بمثابة عملية سحب رئيسية، وفقًا للصحيفة نقلًا عن مسؤولين. وترى واشنطن أن أهدافًا جديدة أصبحت ذات أولوية بالنسبة لها، كالصين وروسيا، خاصة مع الخلافات المستمرة حول استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم في 2014 من أوكرانيا، وتورطها في الأزمة السورية، وما يثار عن تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. وتقول تقارير إن روسيا والصين تعملان على تطوير صواريخهما الباليستية باستخدام أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وبإمكانها التفوق على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية.
أسطول البنتاجون الخامس في الخليج العربي
"القيادة المركزية الأميركية ملتزمة بقوة العمل مع حلفائها وشركائها في المنطقة... قواتنا ما زالت متأهبة للقيام بأي عمليات والرد على أي طارئ"، يقول بيل أوربان، المُتحدث باسم القيادة في فلوريدا. وتعد الدول العربية الثلاث، التي توجد بها أنظمة باتريوت، نقاط تمركز رئيسية للقوات الأمريكية. وتضم البحرين قاعدة بحرية حيث يتم إسناد الأسطول الخامس الذي يقوم بدوريات في الخليج العربي والشرق الأوسط، في حين يجري نشر الآلاف من العسكريين الأمريكيين في الكويت وبعض القوات الخاصة العاملة في الأردن.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...