شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
وئام شوقي.. صرخة شابة

وئام شوقي.. صرخة شابة "مطلوقة" هزت "عمائم الإسلاميين" في السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 27 سبتمبر 201811:22 ص
وقعت شابة سودانية في مرمى انتقادات وصلت حد التهديد بالقتل، بعد انتفاضتها ضد عادات رجال بلادها "المريضة"، وفق تعبيرها، في برنامج تلفزيوني كان يبث على الهواء مواجهة مع أحد كبار رجال الدين في السودان. هذه الشابة هي وئام شوقي، 28 عامًا، وقد أثارت عاصفة من الجدل لم تزل تداعياتها متواصلة منذ ظهورها في برنامج "شباب توك” الذي تبثه القناة الألمانية الناطقة بالعربية "دويتشه فيله"، وكانت حلقتها الأخيرة من السودان. ورغم مشاركة فتيات أخريات في البرنامج، فإن وئام تحدثت ثوانيَ قليلة فخطفت اهتمام السودانيين، لحماستها وجرأتها، اللتين بلغتا حدّ مهاجمة رئيس كبار العلماء محمد صالح عثمان.

"اللباس حريتي لا يخضع للعادات المريضة"

في السودان تشيع الاتجاهات المحافظة المُتسقة مع حكومة "الإنقاذ" للرئيس عمر البشير، وهي تحظى بدعم الإسلاميين منذ عقود. "أمي حتى الآن، وعمرها 65 عامًا، تتعرض للتحرش في الشارع. كون أني ماشية في الشارع يتعامل معي زول (رجل) كجسم ما كبني آدم لديه الحق إني يتحرش بي، هو المريض ما أنا المريضة، ما أنا اللي بلبس، أنا الآن اللبس اللي بلبسه يحترم إنسانيتي ويخضع لحريتي في الاختيار، ما بيخضع لمجتمع بكل عاداته المريضة وبكل التقاليد اللي شايله فوق ضهره عشان إنه يفتكر إن دي شريعة"، قالت وئام شوقي في البرنامج. قبل أن يأتي تعليق رئيس هيئة علماء السودان: "المرض واحد من أسباب (التحرش)، لكن فيه رجال مرضى ونساء مرضى أيضًا".
شابة سودانية تقع في مرمى انتقادات وصلت حد التهديد بالقتل، بعد انتفاضتها ضد عادات رجال بلادها "المريضة"
"أمي حتى الآن، وعمرها 65 عامًا، تتعرض للتحرش في الشارع. كون أني ماشية في الشارع يتعامل معي زول (رجل) كجسم ما كبني آدم لديه الحق إني يتحرش بي، هو المريض ما أنا المريضة..."
وعلى الفور قاطعته وئام: "هذه ليست عدالة، طالب بالعدالة والمساواة قبل ما تقول إن الاتنين مرضى وإن الاتنين متحرشين... العدالة أن تطالب بحقي عشان لما بتاع السواري ما يوقفني ويقولي انتي بنت مطلوقة عشان راجعة الساعة 2 بالليل، طالب بالعدالة والمساواة في حقي العصمة وقانون الأحوال الشخصية". https://www.youtube.com/watch?time_continue=3&v=dDj_JTBX-pQ أما "دويتشه فيلله" فنقلت عن مُقدم البرنامج جعفر عبد الكريم قوله إنه يعتبر ردود الفعل الإيجابية أهم من الهجمات الكلامية، وأوضح: ""ممثلو الدين يلجأون إلى لغة الكراهية. لكن من المشجع رؤية جيل الشباب يدعو لفرض حقوق المرأة ويدعمنا".

هدر دم وئام ووالدها يستميت في الدفاع عنها

حظي تعليق وئام بتفاعل كبير في أوساط السودانيين إذ انتقل من شبكات التواصل الاجتماعي إلى الصحف المحلية والمساجد التي وجه خطباؤها انتقادات لوئام بدعوى أنها ظهرت كاشفة الرأس وتحدثت بـ"وقاحة" ورفعت صوتها أمام شيخ كبير. وردت وئام في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنها تلقت تهديدات بالقتل، موكدةً أنها لا تخشاها وستمضي قدمًا في الدفاع عن قضايا المرأة في السودان. افتراضيًا، انقسم سوادنيون بين من وصف وئام بأنها "مَطلُوقة"، وهي كلمة عامية شائعة في السودان ومصر، تطلق على الشخص المتحرر من القيود.
وبين من رأوا أنها عبّرت عن موقف الفتيات السودانيات، واعتبروا أنها كشفت "الشيخ الوهمي".
  في غضون ذلك، انضم شوقي حسن، والد وئام، إليها ودافع عن موقفها، قائلاً: "الحملة الشرسة المنظمة التي يشنها أشباه الرجال لتشويه صورة وئام شوقي (غلامة) على صفحات الميديا تعكس بوضوح الضحالة الفكرية والمعرفية لدى كثير من أبناء الشعب السوداني ومدى البؤس الذي يخيم على عقولهم، كما تعكس صورة جلية لتغلغل الفكر الداعشي في كثير من هذه العقول الصدئة".  
 

إسلاميون يطلقون حملة لـ"هداية" الفتاة والزواج منها

علمًا أن ردود الفعل السلبية على أقوال وئام لم تتوقف عند هذا الحد، بل دعا البعض إلى احتجاجات أمام مقر قناة "سودانية 24" الشريك الإعلامي لـ"دويتشه فيله". واستدعى الأمن رئيس القناة لاستجوابه بشأن ما حدث.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image