في الـ11 من سبتمبر، فتحت السلطات التركية تحقيقاً مع مغني البوب الشهير مابيل ماتيز بسبب "فيديو كليب" أغنيته التي تحمل عنوان "ما الذي يجري؟".
قد يدخل الفنان التركي السجن والسبب: ظهرت في الفيديو أوراق نقدية من فئة الدولار الواحد، كما ظهر الفنان وهو يرمي بعضها.
للسلطات التركية مع أوراق الدولار الواحد النقدية قصة طويلة، فهي تربط بينها وبين "مؤامرة" تحيكها جماعة الداعية فتح الله غولن، وتعتبر أن هذه الأوراق تحمل كودات سرّية.
بدأت القصة مع تقديم شخص مجهول بلاغاً ضد ماتيز (33 عاماً) اتهمه فيه بأنه أراد التعبير عن دعمه لجماعة غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء مخطط الإنقلاب الفاشل عام 2016 والذي تشنّ حملة أمنية واسعة ضد أتباعه في تركيا، من خلال "فيديو كليب" الأغنية المذكورة، رغم أنه مرّ على إطلاقه أكثر من سنة، وحظي بأكثر من 68 مليون مشاهدة حتى الآن.
نفى النجم التركي التهم الموجهة إليه، وقال إن فكرة الدولارات اقترحها المنتج وليس هو، كما نفى ارتباطه بأية صلة بجماعة غولن، ولكن التحقيق لا يزال جارياً.
قصة الكود السرّي
يتطرّق إلى "مؤامرة الدولار" تقرير أصدرته مؤسسة "نسمات" للدراسات الاجتماعية والحضارية بعناون "مقصلة مراسيم الطوارئ في تركيا" عرض كيف استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "مقصلة الطوارئ"، أي قانون الطوارئ، لـ"القضاء" على معارضيه (اعتقال الآلاف، فصل آلاف الموظفين، إغلاق جمعيات ووسائل إعلام...). ففي فقرة بعنوان "حيازة دولار واحد"، روى التقرير أن "امتلاك دولار واحد أصبح دليلاً على ارتباط الشخص بحركة غولن، فالحكومة تدعي أن أعضاء الحركة يستخدمون كوداً سرياً موجوداً في الأرقام التسلسلية المسجلة على الدولار".للسلطات التركية مع أوراق الدولار الواحد النقدية قصة طويلة، فهي تربط بينها وبين "مؤامرة" تحيكها جماعة الداعية فتح الله غولن، وتعتبر أن هذه الأوراق تحمل كودات سرّية
"نظرية مؤامرة" غريبة: تدّعي الحكومة التركية أن أعضاء حركة فتح الله غولن يستخدمون كوداً سرياً موجوداً في الأرقام التسلسلية المسجلة على الدولارويشير التقرير إلى أنه "ليس من الواضح كيف توصلت الحكومة إلى نظرية المؤامرة هذه أو إلى أي أدلة تستند، وإنْ اعتقد الكثيرون أنه تم إعدادها من قبل نظام أردوغان لتقديم مؤامرة غامضة تبرر الحكومة من خلالها ما تقوم به من اضطهاد لأعضاء حركة غولن". ويؤكد التقرير أنه "تم القبض على العديد من الأفراد لمجرد أنهم كانوا يحملون دولاراً في حقائبهم أو احتفظوا به في منازلهم". ويورد أمثلة يصفها بأنها "صارخة" وهي اعتقال عالم الفيزياء سيركان غولج الذي يعمل في وكالة ناسا، وهو مواطن أمريكي من أصل تركي، يبلغ من العمر 36 عاماً واعتُقل بعد الانقلاب الفاشل عندما كان في المطار ينتظر طائرة عودته إلى ولاية هيوستن الأمريكية، وقد اتُهم بأنه عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) و"كانت الأدلة عبارة عن الدولار الموجود معه". أيضاً، تم اعتقال الطالب ياووز سليم يايلا البالغ من العمر 19 عاماً، بسبب وجود دولار معه في 22 يوليو 2016، حيث كان في طريقه لقضاء بعض الوقت مع والده الذي يعيش في الولايات المتحدة. وفي تفاصيل "نظرية المؤامرة" المرتبطة بالدولار، تزعم الحكومة التركية في لوائح الاتهام المقدمة ضد المدعى عليهم من قبل النيابة العامة أن كبار الإداريين في حركة غولن يستخدمون الدولار من فئة F، في حين أن المدراء يستخدمون فئة C، ويستخدم باقي الأعضاء الدولار فئةJ . وبحسب التقرير المذكور، "ينتفي أي دليل على صحة هذا الكلام".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...