حثّ قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جيفري هاريجان قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، بالمزيد من الشفافية بخصوص التحقيقات حول الضربات الجوية التي استهدفت حافلة مدرسية تقل أطفالاً في اليمن، تحديداً في محافظة صعدة، مما أسفر عن مقتل 40 في 9 أغسطس الجاري.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تعليق هاريجان يعكس حالة الغضب المتزايدة لدى مسؤولي الولايات المتحدة على إثر النزاع الذي تحول إلى كارثة إنسانية.
"هناك إحباط يجب الاعتراف به". هذا ما قاله هاريجان في مكالمة مع الصحيفة، مضيفاً "عليهم أن يخرجوا.. ويعلنوا ما حدث هناك بالضبط".
وذكرت الـ "نيويورك تايمز" بأن تعليقاته تعتبر الأحدث فيما يتعلق بالحرب التي تقودها السعودية ضد الميليشيات الحوثية باليمن، في الوقت الذي يحاول فيه كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين في البنتاغون ومسؤولي الدبلوماسية الأمريكية إلى عدم إقحام أمريكا في النزاع، خاصة بعد أن شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من التساؤلات، تحديداً بعد كل ضربة خاطئة.
"ما يحدث في اليمن يفوق الخيال، ولا يمكن تصوره". هذا ما قالته منسقة الأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي بعد أن دانت الأمم المتحدة غارة جوية أخرى في مدينة الحديدة، غرب اليمن، يوم الخميس الماضي، أسفرت عن مقتل 27 مدنياً، من بينهم 22 طفلاً.
"لا أعلم كيف أو لماذا قصفت الحافلة"
يتنحى الجنرال هذا الأسبوع، بعد عامين من قيادة العمليات الجوية F-22، وهو طيار سابق للطائرات الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، ولعب دوراً مهماً في إقناع أو الضغط أحياناً على مسؤولين سعوديين، من أجل تجنب وقوع إصابات بين المدنيين، بحسب الصحيفة. يقول إنه لا يعلم كيف أو لماذا قُصفت الحافلة المدرسية، لافتاً إلى أن التركيز سيتمحور حول ذلك في التحقيق. "ما يقلقنا هو إصابات المدنيين.. وهم يعلمون ذلك.. علينا اتخاذ الإجراءات المناسبة". جاءت تصريحاته بعد زيارة مسؤول القوات البرية في التحالف الدولي الجنرال مايكل غاريت إلى الرياض قبل أسبوعين لحث المسؤولين هناك على اتخاذ إجراء مفصل حول الحادثة."لا نقدم موافقة حول البقعة المستهدفة"
تشعر القيادة الأمريكية بحسب الصحيفة بإحباط إثر الغارات التي نتجت عن مقتل مدنيين في الأسواق وحفلات الزفاف والجنازات. وقد منحت الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2015 الدعم الكامل للسعودية لتزويدها بالوقود في الجو، والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية، ومع ذلك يعترف مستشارون أمريكيون بأنهم لا يقدمون موافقة مباشرة أو غير مباشرة على البقعة المستهدفة لتنفيذ الضربات الجوية، بل يقدمون قائمة المناطق التي يجب عدم الاقتراب منها مثل المساجد والأسواق. وأكد رئيس القيادة المركزية في "البنتاغون" الجنرال جوزيف فوتيل أيضاً أن الجيش الأمريكي لا يتتبع الغارات التي تشنها الطائرات السعودية.تقول منظمات حقوق الإنسان إن على أمريكا ألا تنكر دورها، خاصة بعد قيامها ببيع أسلحة بمليارات الدولارات لدول التحالف، وطالب مشترعون في البنتاغون بتوضيح دوره في الغارات الجوية التي تشهدها اليمن، والتحقيق ما إذا كان دعم تلك الهجمات عرّض الأفراد العسكريين الأمريكيين لخطر قانوني أم لا.
وصفت الأمم المتحدة ما تشهده اليمن بأنه من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم خاصة مع انتشار أمراض سوء التغذية ومرض الكوليرا، لافتةً إلى أن الحرب وحدها قضت على 10 آلاف شخص عام 2016.
أسوأ الأزمات
تقول "نيويورك تايمز" إن الهجوم الذي استهدف الحافلة المدرسية سلّط الضوء على ضحايا الحرب الذين يكون من بينهم أبرياء، وفي تلك الحادثة أطفال أيضاً. ووصفت الأمم المتحدة ما تشهده اليمن بأنه من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وخاصة مع انتشار سوء التغذية ومرض الكوليرا، لافتةً إلى أن الحرب نتجت عن مقتل 10 آلاف عام 2016. وتقول منظمات حقوق الإنسان إن على أمريكا ألا تنكر دورها، خاصة بعد قيامها ببيع أسلحة بمليارات الدولارات لدول التحالف، وطالب مشترعون في البنتاغون بتوضيح دوره في الغارات الجوية التي تشهدها اليمن، والتحقيق ما إذا كان دعم تلك الهجمات قد عرض الأفراد العسكريين الأمريكيين لخطر قانوني أم لا. وقامت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بتحليل 17 من أصل 75 حادثاً متعلقاً بقتل المدنيين، وقالت في تقرير بعنوان "التخفي خلف مسمى التحالف" إن عمل هيئة التحقيق التابعة للتحالف "لم يرق إلى المقاييس الدولية فيما يتعلق بالشفافية والنزاهة والاستقلالية"، كما أن التحقيقات "فشلت في توفير سبل الإنصاف للضحايا المدنيين". بينما يقول التحالف بقيادة السعودية إنه يعمل على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين، متهماً الحوثيين باستخدام المدنيين دروعًا بشرية. يذكر أن الصراع قد بدأ عام 2014 إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، ولذلك قادت السعودية تدخلاً عسكرياً لدعم الحكومة اليمنية وإعادتها للسلطة من جديد، ولكنها حتى الآن لم تحقق غايتها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا