تبيّن أن القنبلة التي استهدفت حافلة مدرسية تقلّ أطفالاً في اليمن، في محافظة صعدة، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات الأطفال، أمريكية الصنع.
فقد كشفت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأمريكية أن القنبلة التي أحدثت الكارثة موجهة بالليزر وهي من نوع MK-82 وتزن حوالي 227 كيلوغراماً، وتنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لصناعة الأسلحة، وذلك استناداً إلى شهادات جمعتها من صحافيين ميدانيين وتحليلات لخبراء في الأسلحة والذخائر، واعتماداً على رقم وُجد على إحدى شظاياها.
وفي آخر الأرقام التي أعلنتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تسبب قصف الحافلة الذي وقع في التاسع من أغسطس بمقتل 51 شخصاً، بينهم 40 طفلاً، إضافة إلى إصابة 79 آخرين، بينهم 56 طفلاً.
ونقلت "سي أن أن" عن شهود عيان أن الكارثة نجمت عن غارة مباشرة على وسط سوق مكتظ، ضربت الحافلة، فتناثرت الجثث والأشلاء وامتزجت ببعضها إلى حد جعل تحديد هوياتها مستحيلاً.
"ذنب أميركا الأخلاقي"
بسبب المجازر التي تتسبب بها القنابل الأمريكية في اليمن، يتساءل مراقبون ومجموعات حقوقية عما إذا كانت الولايات المتحدة "تتحمل أي ذنب أخلاقي"، بحسب تقرير "سي أن أن". ويستخدم "التحالف العربي" بقيادة السعودية في اليمن هذا النوع من القنابل الذي سبق أن تسببت بكوارث كما في حالة استهداف سوق، في مارس 2016، أودى بحياة 97 شخصاً، وفي حالة قصف صالة عزاء، في أكتوبر 2016، أسفرت عن مقتل 155 شخصاً وجرح مئات آخرين. ونتيجة لذلك، اتخذ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في ديسمبر 2016، قراراً بحظر بيع الذخائر الدقيقة والموجّهة إلى السعودية، بناء على "مخاوف على حقوق الإنسان". ولكن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ألغت هذا الحظر عام 2017، وضغطت على الكونغرس للسماح بإعادة تزويد السعودية بالذخائر الموجهة والدقيقة، ذلك مباشرة بعد زيارة ترامب للسعودية وتوقيعه اتفاقات دفاعية بقيمة 110 مليارات دولار. وبين أمريكا والسعودية اتفاق على تزويد الأخيرة بالذخائر، وُقّع عام 2015، ويتضمن تزويد القوات الجوية السعودية بأكثر من 8000 قنبلة موجهة بالليزر، و5000 منظومة تُستخدم لتحويل قنابل "عمياء" إلى قنابل موجهة بالليزر أو بالـ"جي بي أس"، إضافة إلى 10 آلاف قنبلة لاستخدامات مختلفة.بسبب المجازر التي تتسبب بها القنابل الأمريكية في اليمن، يتساءل مراقبون ومجموعات حقوقية عما إذا كانت الولايات المتحدة "تتحمل أي ذنب أخلاقي" عمّا يجري
القنبلة التي قتلت وجرحت عشرات الأطفال اليمنيين موجهة بالليزر وهي من نوع MK-82 وتزن حوالي 227 كيلوغراماً، وتنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لصناعة الأسلحةوتقول واشنطن إنها لا تعمل مع "التحالف العربي" على تحديد الأهداف التي تقصفها طائراته في اليمن، ولكنها تزوّده بأسلحة بمليارات الدولارات وتزوّد طائراته بالوقود في الجو كما تتشارك معه بعض المعلومات الاستخباراتية. وبحسب وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس "نساعدهم في التخطيط لما نسمّيه نوعاً من الاستهداف" و"لكننا لا ننفّذ ضربات لصالحهم". وفي ميزانية الدفاع التي وقّعها ترامب في 13 أغسطس، هناك مادة تطلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) ووزارة الخارجية التأكد من أن السعودية والإمارات تقومان بما يكفي من الجهود للحد من الخسائر في صفوف المدنيين. ويجب على الوزارتين أن تقدما تقريراً إلى الكونغرس في غضون 180 يوماً، كما عليهما أن يقدّما تقريراً سنوياً مماثلاً، خلال العامين المقبلين. وقال الأدميرال المتقاعد جون كيربي الذي شغل منصب الناطق باسم وزارة الخارجية والبنتاغون، في إدارة أوباما، أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت تعتبر أن السعودية لا توازن بشكل جيّد بين حاجتها للدفاع عن نفسها ضد خطر الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على أراضيها وبين ضرورة حماية حياة المدنيين في اليمن.
ضغوطات لإجراء تحقيق
يُذكَر أنه بعد الغارة مباشرة، قال التحالف العربي في بيان إن الهجوم "عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خطّطت ونفّذت استهداف المدنيين ليلة أمس في مدينة جازان" في جنوب السعودية، جرى تنفيذه "بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني". ولكن مواقف كثيرة عكست قلقاً دولياً مما جرى، منها دعوة وزارة الخارجية الأمريكية التحالف إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادث"، ومنها دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق "موثوق به" و"شفاف". ونتيجة لذلك، أعلن التحالف أنه أحال القضية على الفريق المشترك لتقييم الحوادث للتحقق من ظروف وملابسات العملية. وأعلن البنتاغون لاحقاً أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس طالب المملكة بإجراء تحقيق شفاف حول الغارة بسرعة، وكشفت المتحدثة باسمه ريبيكا ريباريتش أن جنرالاً أمريكيا "بثلاث نجوم" زار السعودية وطالبها بإجراء تحقيق شفاف وفوري في الحادث. وعام 2015، تدخل "التحالف العربي" في اليمن وراح يشنّ عمليات عسكرية ضد الحوثيين، في سياق الحرب التي بدأت عام 2014، وأوقعت أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تهدد المجاعة ملايين اليمنيين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين