شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"احترس هناك غارة قادمة"... كيف يمكن للتكنولوجيا إنقاذ حياة آلاف المدنيين السوريين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 17 أغسطس 201805:05 م
"احترس هناك غارة جوية ستستهدف منطقتك بعد قليل". تحذير بسيط لكن لو أوصله نظام تكنولوجي إلى المدنيين في مناطق الحروب، في وقت مناسب، لن يكون الأمر بسيطاً وسيساعد في حفظ أرواح الآلاف. عملت إحدى شركات ريادة الأعمال في السنوات الأخيرة بجد على بناء نظام يوصل إلى المدنيين في سوريا تحذيراً مماثلاً، بهدف تنبيههم إلى خطر غارات جوية وشيكة على أماكن إقامتهم.

إرسال تنبيهات

يمكن للتقنية الجديدة التعرّف على نوع الطائرة الحربية التي ستقوم بالغارة وسرعتها واتجاهها، وذلك عن طريق أجهزة استشعار عن بعد قادرة على الكشف عن الأصوات. بعد ذلك، ترسل تلك التقنية تنبيهات عبر تطبيقات المراسلة مثل تليغرام، وواتس آب، وفيسبوك، إلى أفراد الإغاثة والمدنيين، بالإضافة إلى إطلاق صفارات الإنذار الجوية في المناطق التي من المحتمل أن تتأثر بتلك الغارات. ويمكن لهذا التنبيه أن يُخبر السوريين بتفاصيل دقيقة، منها مثلاً من أين انطلقت الطائرات الحربية التي ستقوم بالغارات، والمكان المحدد الذي ستقصفه، وكم من الوقت ستظل موجودة في هذا المكان، إلى درجة تحديد ما إذا كانت تلك الطائرات روسية أم سورية. وطورت هذه التقنية "Hala Systems"، وهي شركة ريادة أعمال هدفها تقديم حلول متقدمة لحماية المدنيين والمنشآت، في مناطق الصراع. وتقول الشركة إن التقنية ساهمت في إيصال تحذيرات إلى أكثر من مليوني شخص، منذ إطلاقها قبل عامين. وبحسب تقديرات الشركة، فإن هذه التقنية خفّضت عدد الإصابات بنسبة تصل إلى 27% في المناطق التي تواجه قصفاً كثيفاً. ومن المتوقع أن تنقذ هذه التقنية حياة الآلاف في محافظة إدلب الواقعة في شمال سوريا، والتي قد يقوم الجيش السوري بمساعدة حليفته روسيا بشن حرب لاستعادة السيطرة عليها، بحسب تصريحات سابقة للرئيس السوري بشار الأسد. وفي الغالب تصل التحذيرات التي توفّرها هذه التقنية قبل وقت كافٍ يتيح للسكان حماية أنفسهم وأطفالهم من الغارات الجوية.
عملت شركة Hala Systems على بناء نظام يوصل إلى المدنيين في سوريا تنبيهات تحذّرهم من خطر غارات جوية وشيكة على أماكن إقامتهم
"احترس. هناك غارة جوية ستستهدف منطقتك بعد قليل". تحذير بسيط لكن لو أوصله نظام تكنولوجي إلى المدنيين في مناطق الحروب، في وقت مناسب، لن يكون الأمر بسيطاً وسيساعد في حفظ أرواح الآلاف
لكن يظل وجود خدمات إنترنت معقولة وأجهزة هواتف ذكية مع أكبر عدد من المدنيين في المنطقة هو الضمانة الوحيدة لإنجاح الأمر. ولضمان وصول التقنية الحديثة إلى أكبر عدد من المدنيين السوريين وعمال الإغاثة في إدلب، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستنضم إلى الولايات المتحدة وكندا والدنمارك في تمويل المشروع.

معركة قد تشرّد مئات الآلاف

ويوم 26 يوليو، أعلن الرئيس السوري أن ما أسماه "تحرير محافظة إدلب" يمثل أولوية بالنسبة إلى الجيش السوري في المرحلة المقبلة، وأضاف أن واجب حكومته "تحرير كل شبر من الأرض السورية"، وتابع: "الآن هدفنا هو إدلب". ويتوقع مراقبون أن تكون معركة إدلب هي الأشد، خصوصاً أنها تأتي بعد نجاحات كبيرة حققها النظام السوري على الأرض بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين. وللمحافظة أهمية خاصة في الصراع السوري الذي بدأ منذ نحو سبع سنوات، إذ أن الكثير من المعارك انتهت باتفاقات تقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم ومدنيين إلى إدلب، ما تسبب بتدفق النازحين إليها فتضاعف عدد سكانها ليبلغ نحو 2.5 مليون نسمة. وتصف الأمم المتحدة إدلب بأنها أصبحت أرضاً يتكدس عليها النازحون. ويوم 8 أغسطس، حذّر تقرير صادر عن مجموعة وكالات إغاثة تقودها الأمم المتحدة من أن معركة إدلب المرتقبة قد تشرد مئات الآلاف من السوريين. وجاء في تقرير "هيلث كلستر" الشهري الذي تنشره مجموعة وكالات إغاثة معنية بالصحة، في مقدمتها منظمة الصحة العالمية، أن عمال الإغاثة يتأهبون لمعركة إدلب. ويتوقع التقرير أن يسفر تصاعد الأعمال القتالية في شمال غرب سوريا خلال الفترة المقبلة عن تشريد ما بين 250 و700 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة بها. ويحذّر التقرير من أن هذا الأمر ستنتج عنه حاجة متزايدة إلى المساعدات الإنسانية للمعرضين للخطر وللمجتمعات المضيفة، خاصة خدمات الطوارئ الصحية. وتتخوف منظمات دولية من أن يعرّض الهجوم المرتقب على إدلب حياة عمال الإغاثة إلى خطر كبير، نظراً لأن النظام السوري يتعامل مع الكثير منهم باعتبارهم أعداء له. وكان الأسد قد وصف مؤخراً "الدفاع المدني السوري"، المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، بأنه يمثل غطاء للإرهابيين من "جبهة النصرة"، مهدداً بتصفيتهم إذا لم يوافقوا على التصالح مع الحكومة الروسية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image