تستمر حملة "خليه يغني وحدو" التي أطلقها العديد من الناشطين في الجزائر بهدف مقاطعة الحفلات الغنائية التي تنظمها السلطات في أماكن متفرّقة من البلاد.
ودعا المشاركون في الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحسين ظروف معيشتهم بدلاً من إقامة المهرجانات التي تتكلف الكثير من الأموال من خزائن الحكومة.
وقالت مغرّدة: "شعب ميت من الجوع. هل يُسكت المغنّي جوع الناس؟".
وكتب شاب على حسابه على فيسبوك: "ما دامت بطوننا خاوية فلا حاجة لنا إلى الغناء".
وفي محاولة لتحجيم هذه الحملة، بدأت السلطات في 12 أغسطس التحقيق مع ناشطين قالت إنهم قادوا احتجاجات عارمة في ولايات الجنوب.
وتقول السلطات الجزائرية إنها تخشى من أن يكون التفاعل الإيجابي الواضح مع الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤشراً على انتشار التطرف في بعض المدن، خصوصاً الفقيرة منها.
ويعتبر مراقبون أن خطاب السلطة هذا قد يكون محاولة معتادة منها لتخويف الناس من التظاهر بفزّاعة عودة التطرّف العنيف الذي أدمى البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
وكان مشاركون في تظاهرات مختلفة في أنحاء متفرّقة من الجزائر، وفي تكتيك لتجنّب قمع الأمن لتحركاتهم، قد قرروا إقامة صلوات جماعية في أماكن الحفلات، بدلاً من التظاهر التقليدي وإطلاق هتافات معارضة للحكومة.
وفي 12 أغسطس، أعلن وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي الاستمرار في إحياء الحفلات الغنائية والبرامج الفنية الصيفية عبر الولايات وحتى في المناطق النائية.
واتهم جهات تنشط على منصات التواصل الاجتماعي، بالتحريض على إلغاء الحفلات الغنائية التي كان من المقرر إحياؤها في عدة مدن جزائرية.
ويقول المعارضون للحفلات إن الحكومة تنفق عليها أموالاً من خزينتها كان من الأفضل أن تُستخدم في تحسين الظروف الاقتصادية للمدن النائية، ويعتبرون أن ما يجري "إهدار للمال العام".
شرارة الاحتجاج بدأت في ورقلة
وظهرت الحملة مباشرة بعد أن أطلق الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (حكومي)، فاعلية فنية بشعار "لنفرح جزائرياً" في عدة محافظات، وخاصة في جنوب البلاد. وتجوب الفاعلية التي انطلقت في 12 يوليو الماضي، وتستمر حتى 18 أغسطس الجاري، عدة ولايات جزائرية. لكن السلطات اضطرت بعد حملات المقاطعة إلى إلغاء بعض الحفلات. وأبرز الأماكن التي نشطت فيها الحملة وتم إلغاء حفلات كان من المقرر أن يحييها فنانون محليون فيها هي ولاية بشار (جنوب غرب)، ووادي سوف (جنوب شرق)، والجلفة (وسط)، وبجاية (شمال شرق). وفي يوليو، كان من المفترض إقامة حفل في ولاية ورقلة، في جنوب الجزائر، لكن السكان المحليين عارضوا ذلك وقالوا إن هناك أولويات أخرى تحتاجها الولاية منها تخفيض قيمة فواتير الكهرباء وبناء المستشفيات. واضطرت السلطات المحلية إلى إلغاء الحفل إثر الاحتجاجات التي شارك فيها مئات المحتجين في الولاية الصحراوية الغنية بالنفط، والتي يقول سكانها إنها تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ومن تردي الخدمات. وتجمع المحتجون في مكان إقامة الحفل، واعتصموا إلى وقت متأخر ليلاً، ثم أقاموا صلاة العشاء جماعة على مرأى من أفراد الأمن الذين كانوا يطوقون مكان الاحتجاج. ورفع المحتجون لافتات كتبوا عليها شعارات: "سكان ورقلة يطالبون بخفض فواتير الكهرباء، وتوفير المياه، وبناء المستشفيات، بدل صرف الأموال في حفلات الغناء"، و"السيد الوالي، ورقلة بحاجة للطرق وليس للسهرات". واعتقلت الشرطة عدداً من المحتجين، لكن سرعان ما أفرجت عنهم بعدما كثرت أعدادهم، ولم تسجل أية اشتباكات أو صدامات بين المحتجين وأفراد الأمن.جزائريون يقاطعون مهرجانات فنية بصلوات جماعية... ويدعون حكومتهم إلى تحسين ظروف معيشتهم بدلاً من إقامة مهرجانات تتكلف الكثير من الأموال من خزائن الدولةواعتبر ناشط جزائري أن الاحتجاجات "رسالة مفعمة بالوطنية المتجدرة في عمق سكان ورقلة من خلال سلوك حضاري وسلمي موجه للحكومة الجزائرية"، مضيفاً "لا يمكننا أن نرقص ونحن بحاجة ماسة إلى تنمية محلية حقيقية شاملة وعادلة". وتكرر المشهد نفسه في مناطق أخرى، كما في تجمع أعداد كبيرة في صلاة جماعية أمام دار الثقافة الجزائرية (حكومية) في ولاية سيدي بلعباس.
خوف من "التطرّف"
في المقابل، تتخوّف أصوات مقرّبة من السلطة وأخرى ليبرالية من أن تكون الحملة مؤشراً على خطر كامن في الجزائر. فقد كتبت مديرة صحيفة الفجر الجزائرية، حدة حزام، في مقال أن المتظاهرين في ورقلة "عندما أقاموا صلاة العشاء في الشارع، لم يعرقلوا فقط الحركة، بل الرسالة كانت واضحة للسلطات وهي أنكم همشتم الجنوب وتركتموه فريسة للسلفية التي ستتحول عما قريب إلى سلفية جهادية مثلما عشناها أثناء سنوات الدم". وفي تصريح سابق، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، "إنه ليس من حق أي شخص منع تنظيم حفلات فنية مهما كانت الظروف والدواعي، خاصة في مناطق الجنوب التي لم تنظم فيها حفلات منذ نصف قرن". كما خاطب رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، المحتجين قائلاً إن "الفوضى ليست حلاً للمشكلات سواء اقتصادية أو اجتماعية"، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي عقده في 30 يوليو الماضي في العاصمة أن البطالة ليست حجة لرفض حفل فني. أما وزير الداخلية، نورالدين بدوي، فقد قال إن "تعليمات رئاسية صدرت للاهتمام بولايات الجنوب، وحل مشكلات التنمية فيها".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع