يبدو أن نظام طهران انزعج من تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي قال فيه إن بغداد ستلتزم بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، ولذلك خرجت تصريحات لبعض المسؤولين فيه فتحت دفاتر الحرب العراقية-الإيرانية، مطالبةً بغداد بمئات مليارات الدولارات من التعويضات.
ففي الثامن من أغسطس، غرّد النائب الإصلاحي ورئيس مجلس الشورى الايراني محمود صادقي مطالباً الحكومة العراقية بدفع نحو 1100 مليار دولار كتعويضات عن خسائر الحرب التي أطلقها نظام صدام حسين ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي، "وفقاً للمادة 6 من القرار الأممي المرقم 598".
وقال صادقي إن "الحكومة الإيرانية كانت تؤخر المطالبة بالتعويضات عن خسائر الحرب بسبب المحنة التي يمر بها الشعب العراقي، والآن الحكومة العراقية توافق على العقوبات القمعية ضد الشعب الإيراني بدلاً من التعويض".
وبعده بيومين، أتى دور مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة معصومة إبتكار، والتي غرّدت بدورها مطالبةً الحكومة العراقية بدفع تعويضات عن الأضرار البيئية لحرب الخليج الأولى.
وكتبت على حسابها على تويتر: "يجب إضافة التعويضات البيئية لحرب العراق والحرب الكويتية والأضرار التي لحقت بالخليج، وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات".
وكشفت ابتكار أن حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي تقدّمت بشكوى أمام لجنة في الأمم المتحدة للمطالبة بتعويضات.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في السابع من أغسطس أن العراق "لا يتعاطف" مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إلا أنه سيلتزم بها لحماية مصالحه، وذلك تعليقاً على بدء سريان الحزمة الأولى من العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران.
وقال العبادي عن العقوبات: "نعتبرها خطأ جوهرياً واستراتيجياً وغير صحيحة لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها لكن نلتزم بها".
ولكن يبدو أن هذا الموقف "المعتدل" أثار امتعاض الإيرانيين الذين يبدو أنهم كانوا ينتظرون موقفاً يدعمهم بقوة.
الرد العراقي
أثارت المطالبات الإيرانية المذكورة امتعاض بعض العراقيين، منهم النائب السابق فائق الشيخ علي، الذي ردّ بمطالبة الحكومة الإيرانية بدفع 11 مليار دولار تعويضاً عن "دعم طهران لتنظيم القاعدة، وإدخاله إلى العراق". وكتب الشيخ علي على حسابه على تويتر: واعتبر القيادي في ائتلاف الوطنية حيدر الملا أن دعوات المسؤولين الإيرانيين هي "أوراق" ضغط تستخدمها إيران لدفع العراق "للتخندق معها في محورها ضد المحور الأمريكي".سجال المليارات بين إيرانيين وعراقيين... إيرانيون يطالبون بغداد بمئات المليارات تعويضاً عن أضرار حرب الخليج الأولى، وعراقيون يطالبون طهران بمليارات الدولارات تعويضاً عن "دعمها لتنظيم القاعدة"وبعد إشارته إلى أن موقف العبادي يجسّد سياسة العراق القاضية بعدم الدخول في "سياسة المحاور في المنطقة"، توقع ألا تتعدى التصريحات الإيرانية كونها "أوراق ضغط يتم إطلاقها عبر وسائل الإعلام لكنها لن تأخذ أي مدى تطبيقي على الأرض". ولكن بعض المواقف التي أطلقها عراقيون موالون بشدّة لإيران تكشف ما كان ينتظره نظام طهران. فقد دعا الأمين العام لحزب الدعوة ورئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي "الحكومة العراقية إلى أن لا تكون طرفاً في هذه العقوبات"، كما دعا "الحكومات في العالم والمنظمات الإنسانية إلى إيقاف تلك الإجراءات العقابية ضد الشعب الايراني الصديق". وطالب رئيس كتلة الصادقون في البرلمان السابق والقيادي في تحالف الفتح حسن سالم الحكومة العراقية بالوقوف إلى جانب إيران "من باب الوفاء ورد الجميل... لمساندة الشعب الإيراني الذي قدم الأرواح والمال والسلاح في محنة العراق الأمنية بدخول عصابات داعش". واعتبر أن "الواجب الأخلاقي أن يكون موقف الحكومة العراقية موقفاً مضاداً أو معارضاً للعقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران". كما ناشدت منظمة بدر "الشعب العراقي العزيز والحكومة العراقية أن تقف مع الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...