شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"اذهبي والمسي الشمس"... مركبةٌ فضائيةٌ لناسا تقترب من الشمس بشكل غير مسبوق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 12 أغسطس 201806:33 م
يمكن القول إن اليوم الأحد هو تاريخٌ مهمٌ جديد في حياة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إذ أطلقت فيه مركبةً فضائية ستقترب من الشمس بشكل غير مسبوق. وانطلقت المركبة التي حملت اسم "باركر سولار بروب" من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية صباح الثاني عشر من أغسطس. ولإطلاق "باركر سولار بروب" احتاجت "ناسا" إلى مركبةٍ، مكونة من 23 طابقاً. وبحسب خطة "ناسا" فستقترب المركبة 24 مرة من الشمس خلال السنوات السبع القادمة، ولم يسبق لأية مركبة فضائية الاقتراب من الشمس لمثل هذه المسافة. وقالت "ناسا" عبر حسابها الرسمي على تويتر إن المركبة نجحت بالفعل في الوصول إلى الفضاء، وقامت بنشر ألواحها الشمسية. وأظهر فيديو نشرته الوكالة الأمريكية انفصال "باركر" عن الصاروخ الذي حملها إلى الفضاء بنجاحٍ تام. ونشرت عالمة الفضاء الأمريكية المشاركة في المشروع نيكولا فوكس من جامعة جونز هوبكنز تغريداتٍ عدةً على تويتر تعبر عن سعادتها بانطلاق المركبة، قالت في إحداها "نحن نحبك "باركر سولار بروب" هيا اذهبي والمسي الشمس". ومن المتوقع أن تحلق المركبة، التي يحميها درعٌ حراريٌ ابتكرته "ناسا"، فوق كوكب الزهرة في أكتوبر المقبل. أما أولُ لقاء شمسي لها فسيكون في نوفمبر. وتكلَّفت هذه المهمة التي يضع علماء "ناسا" عليها آمالاً عديدةً في اكتشافٍ أوسعَ لما يخص الشمس، 1.5 مليار دولار. ويأمل علماءُ أن تنجح المركبة المزودة بأجهزةٍ علمية حديثة، في توفير معلومات جديدة حول سير العمليات في الأجواء المحيطة بالشمس والتي تؤثر بدورها بدرجة كبيرة على حياتنا على كوكب الأرض. وتسعى "ناسا" من المهمة أيضاً إلى معرفة إجاباتٍ أوضح بشأن أسئلةٍ محيرة عن فيزياء النجوم وآلية عملها. كما تتمنى الوكالة أن تصبح بعد هذه العملية قادرةً على التنبؤ بشكل أفضل بأحداث الطقس الفضائي التي تؤثر في حياتنا على الأرض، وعلى الأقمار الصناعية ورواد الفضاء. وفي نهاية رحلتها ستكون المركبة قد اقتربت من الشمس مسافةً تقدرها "ناسا" بنحو 6 ملايين كيلومتر. لسنواتٍ طويلة حلم العلماء بإرسال مركبة فضائية إلى الغلاف الجوي الخارجي للشمس، في محاولةٍ لفهم أعمق وأفضل للرياح الشمسية وللمواد التي تحملها إلى نظامنا الشمسي. والشمسُ هي مصدرُ الرياح الشمسية، التي بدورها تحدث نتيجة تدفق الغازاتِ المنبعثة من الشمس، وتتدفق قرب الأرض بسرعة أكثر من مليون ميلٍ في الساعة. وكان من المفترض أن تنطلق المهمة العلمية صباح الحادي عشر من أغسطس، لكن بسبب مشكلة فنية تم تأجيل الإطلاق إلى صباح اليوم.
يعود لباركر الفضل في الإعلان عن وجود رياح شمسية، وهي مصطلح علمي المقصود به تيارٌ مستمرٌ من الجسيمات التي أدت إلى تفجير الشمس قبل 60 عاماً من اليوم.
لم يتم اختيار اسم المركبة عشوائياً، فناسا أرادت من إطلاق اسم "باركر" على المركبة تكريم عالم الفيزياء الفلكية يوجين باركر البالغ من العمر 91 عاماً.

لماذا اسم "باركر"؟

لم يتم اختيار اسم المركبة عشوائياً، فناسا أرادت من إطلاق اسم "باركر" على المركبة تكريم عالم الفيزياء الفلكية يوجين باركر البالغ من العمر 91 عاماً. ويعود لهذا العالم الفضل في الإعلان عن وجود رياح شمسية، وهي مصطلح علمي المقصود به تيارٌ مستمرٌ من الجسيمات التي أدت إلى تفجير الشمس قبل 60 عاماً من اليوم. وتعد المرة الأولى التي تطلق فيها ناسا اسمَ شخصٍ لا يزال على قيد الحياة على مركبة فضائية تابعة لها. وحضر "باركر" إلى موقع الإطلاق بولاية فلوريدا، ليشاهد الحدث المهم مع آلاف المتفرجين. قبل أن تقرر "ناسا" إطلاق اسم "باركر" على المركبة، كان اسمها سولار بروب بلس Solar Probe Plus. وعام 1958 نشر باركر، الأستاذ الفخري في قسم الفيزياء الفلكية وعلم الفلك بجامعة شيكاغو حالياً، مقالاً في مجلة أستروفيزيكال جورنال Astrophysical Journal تحت عنوان "ديناميكا الغازات والحقول المغناطيسية بين الكوكبية". كان وقتها أستاذاً شاباً في معهد إنريكو فيرمي التابع للجامعة. وملخص مقال باركر أن هناك موادَ تتحركُ بسرعةٍ كبيرة إضافة إلى حقول مغناطيسية منبعثة من الشمس، ما يؤثر بدوره على الكواكب والفضاء في كامل أنحاء نظامنا الشمسي. وتكمنُ أهمية ما كشفه "باركر" في إثباته وجود ظاهرة الرياح الشمسية التي مكنتنا من معرفة كيفية تفاعل النجوم مع العوالم الأخرى التي تدور حولها. وأقرب مسافة للشمس جرى الوصول إليها من قبل كانت عن طريق المسبار "هيليوس 2"، الذي وصل عام 1976 إلى مسافة 43 مليون كيلومتر من سطح الشمس. ويعد هذا المشروع العلمي، أول مهمةٍ رئيسية من نوعها ضمن برنامج "الحياة مع نجم" الذي أطلقته إدارة ناسا. بهدفِ معرفة أمورٍ تتعلق بالشمس والبيئة الفضائية التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة والمجتمع.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image