ملاحظة قبل القراءة: أسماء الشخصيات هي أسماء رمزية وليست أسماء الأشخاص الحقيقية. أحتفظ بالأسماء الحقيقية لأن أخلاق العمل الصحفي تمنع نشر معلومات شخصية عن الملفات الطبية.
يشير القانون إلى أن نشر التفاصيل يتم بعد مئة عام من تاريخ ميلاد الشخص. 2 ليس كل الأطفال الذين رأيتهم شعرهم مفقود، البعض منهم فقط، خاصة أولئك الذين أجروا عمليات جراحية مؤخرا بعد أن تعرضوا لجلسات علاجية كيميائية. مشيت قليلا داخل البهو ليعترضني صوت رضع لا ينقطعون عن البكاء.. كان بكاء كثيفا ومسترسلا وعاليا، وقد جذب انتباهي أحد الممرضين أو الأطباء الذين يقفون وسط قاعة للرضع وهو يبحث عن شيء ما داخل هاتفه الجوال. تجاوزت قسم الرضع بأن فتحت النصف الأيسر من باب أزرق سماوي عريض جدا، تجاوزت الباب ودخلت جزءًا آخر من الممر له روح خاصة وأكثر برودة... كان صديقي السيف البتار يقوم بعملية مناورة بسيفه، وهو عبارة عن عصى بلاستيكية خفيفة بيضاء اللون جعلها سيفا له، يرفعه إلى الأعلى بيمناه ويطلق ساقيه للريح وهو يجوب غرف الرواق. لم يكن يرفع صوته ولم يصرخ ومن النادر سماعه يضحك بقهقهة.. لقد كان السيف البتار يعرف جيدا قوانين هذا المكان الكئيب والصامت والبارد. وبينما كنت أتقدم في الممر، قطع السيف البتار عليّ الطريق وهو يجري بسرعة، وعندما أحس أنني غريب عن المكان قام باصطناع صوت فرامل السيارة كالذي نسمعه في الأفلام. قام بالمشي إلى الوراء خطوتين ثم استدار ونظر في عيناي وقال "عسلامة. تفكرس على الطبيبة؟ مشات تحط في الزريقة لـ"توليب".. إيجا نهزك". لم أفكر من قبل في الحديث إلى طبيب في هذا المكان. كنت مركزا على الملاحظة بدقة فقط، لكن لا بأس ما دام مقترح هذا الصغير مفيدا لم لا نلتقي مع الطبيبة. قادني صديقي الصغير الجديد السيف البتار إلى غرفة يقيم فيها أطفال يتراوح سنهم على الأرجح بين 6 سنوات و12 سنة. أدخلني السيف حاملا عصاه البيضاء نافخا صدره كأنه يقود الجيش العرمرم. كنت وراءه غير قادر على كتمان ضحكتي لكن رهبة المكان تفقدني نصف انتشائي بهذا الصغير المتقد بالطاقة والحياة وكلما تقدمنا نحو الطبيبة كلما زاد انتفاخ صدره وعنفوانه وقد كان ذلك ظاهرا في خطواته الملتوية. نظرت إليّ الطبيبة واسمها "مارغيريتا بارودي" مبتسمة بخجل خفيف وقالت له: "صبحت عامل جو إنت.. بش اتعبني معاك"، وقد أنهت لتوها حقن أحد الأطفال.
لم يكن صديقي الصغير الجديد السيف البتار يرفع صوته ولم يصرخ ومن النادر سماعه يضحك بقهقهة.. لقد كان يعرف جيدا قوانين هذا المكان الكئيب والصامت والبارد.
نظرت إليّ بأعين غائرة خلف نظاراتها وقالت "ملازمش يغيب على عيني برشة.. تاعب برشة مسكين"... وكانت تقصد صديقي الصغير السيف البتار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ يوماتمنى الرد يا استاذ ?
Apple User -
منذ يومهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ 3 أيامشخصية جدلية
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامأن تسخر التكنولوجيا من أجل الإنسان وأن نحمل اللغة العربية معنا في سفرنا نحو المستقبل هدفان...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياملم تسميها "أعمالا عدائية" وهي كانت حربا؟
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعnews/2025/03/12/nx-s1-5323229/hpv-vaccine-cancer-rfk في هذا المقال بتاريخ لاحق يشدد الأطباء على...