شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
سجينةٌ وشاعرةٌ وحزينة.. السعوديون يحاولون فكَّ لغز هدو أو هديل

سجينةٌ وشاعرةٌ وحزينة.. السعوديون يحاولون فكَّ لغز هدو أو هديل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 4 أغسطس 201811:18 ص
في يومٍ وليلة، تحوّل السعوديون لمحققينَ ومحللي جرائم، بهدف فكِّ لغز السجينة "هدو"، التي انتشر اسمها على " تويتر"، كما النار في الهشيم. لا أحد يعرفُ من هي، وما قصتُها الحقيقة، وماذا كان مصيرُها. بدأت القصة عندما نشر أحدُ النشطاء مقطع فيديو لمنزلٍ قديم كان ينوي شراءَه. ظهرت فيه غرفةٌ صغيرة جداً بُنيت خارج المنزل، بدت كسجنٍ تلطختْ جدرانهُ بكتاباتٍ كثيرة، كان واضحاً أنها لفتاة سُجِنَت في الغرفة ذات الباب الحديدي، والنافذة الصغيرة جداً. لا أحد يعلم من هي، وما قصتها الحقيقة، سوى أنها حُبِسَت في هذا السجن "الحقير" لأكثرَ من ثماني سنواتٍ كما تدلُّ عليه كتاباتُها الحزينة، التي وُقِعَت باسم "هدو" ثم انقطعت أخبارها. يعجُّ الجدار المهترئ بأشعارٍ حزينة، وعباراتٍ مؤلمة مثل "خُذلتُ حدَّ التبلد"، "الجميلات دائماً ذوات حظٍّ سيّء"، ورسومٍ تؤكد أن من شكَّلها لا يعاني من خللٍ عقلي. ربطَ مغردون عبر "تويتر" بين هدو، وبين الأديبة والكاتبة هديل الحضيف، التي عانتْ هي الأخرى من ظروفٍ صعبة، وكتبت مراراً أنها تخاف من الموت على يد أقرب الناس لها. توفيت قبل عشرةِ أعوام بسكتةٍ قلبية، وطويت قصتُها حينها، قبل أن يُعادَ فتحُها من جديد، خاصةً أنَّ الحضيف عنونت كتابهاَ الأخير بـ"غرفة خلفية".. هل الأمر مجردُ صدفة؟ سؤالٌ شَغَلَ السعوديين طوالَ الساعاتِ الماضية. دشَّن ناشطون على "تويتر" وسم #انقذو_هدو، ظهر في أكثر من 290 ألفَ تغريدةٍ خلال الساعات الماضية، عجّت بالتساؤلات حولَ مصير هدو، والربط بينها وبين الراحلة هديل الحضيف. المغردة لمياء السويلم، أكدت ألَّا ربط بين هدو المفقودة، وبين هديل الحضيف التي توفيت منذ فترة طويلة، مشددةّ على أن معرفةً شخصية تربطها بهديل "هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها قصةُ وفاة هديل، هناك كِذبات تتوالد لسنين من طرفٍ ما لتكريس فكرة التعنيف من قبل والدها، مضى عقدٌ على وفاتها ولم أفكر بالمشاركة قط بالرد على جوقة الكذبة، لكن هنا سأكتب الحقيقة التي أعرفها، أولاً كصديقة وثانياً لصلة قرابتي العائلية".
أضافت سويلم في سلسلة تغريدات "لم تكن هديل محبوسة، كانت لها حياة اجتماعية لم تغب، ولم تغب يوماً أو ساعة عن التواصل مع أحد. قبل الحالة المرضية التي تعرضت لها بأسبوع، التقينا في مقهى مع صديقة أخرى، وكان مشوارنا بسيارة عائلتها التي أقلتنا جميعاً، قبل أن نعود لمنزلي لاستخدام الانترنت لإتمام عملها وإرساله للصحيفة". مشيرةً إلى أنها تعرف هديل وأخواتِها ووالدتها وبقيةَ العائلة "معرفةً تسمحُ لي بالقول إنها ولدتْ وعاشتْ وتوفيت في بيتٍ لم يعرفِ التعنيف الأسريّ". نظرياتٌ كثيرةٌ، هدفها تحليلُ مقطع الفيديو، وعلاقتِه بالحضيف، بين نفيٍّ قاطعٍ من الذين عرفوها جيداً، ومحاولاتٍ لإيجاد وجه شبهٍ بين ما كتبته هدو على جدران سجنها، وما كانت تكتبه الحضيف عبر حسابها على "تويتر"، أو في المنتديات. غير أنَّ لا أحد يمتلك الحقيقة، أو يزعم أنه يدركها تماماً. لمى آل ياسر، ممن يصرون على هذا الربط، مغردةً "أتوقع أنها كانت مخطوفة لفترة ولمن طلعت قررت تكتب قصتها، لأن لو تلاحظون كانت كاتبة ع الجدار، أحبني، وفيه رواية لوحده اسمها هديل كاتبة كلام بديت أوسوس صراحة". وفي ذات الاتجاه ذهبت روح، ربطت بين غلاف رواية الحضيف والغرفة التي سُجنت بها هدو، مؤكدةً أن هناك تشابهاً كبيراً بين الغرفة التي سُجنت فيها هدو وغلاف كتاب الحضيف الذي نُشر بعد وفاتها.
الناشطة رغد عبد العزيز، الخبيرة في تفسير اللغة، تؤكد أن هدو التي سكنتْ زنزانتها الصغيرة لسنواتٍ طويلة، كانت مثقفةً وواعية لِما تكتب، مضيفةً "لغةُ الكتابات التي على الجدران، هي لغة واعية وراقية وناضجة.. تشكيل الحروف وانتقاء المفردات يحكي أنَّ الضحية كانت بعقليةٍ تقرأ". تتابع "حجم التطابق بين قصة هدو وهديل مرعب، مع ذلك لابدَّ من التأني،  لأن الخطأ في ذلك ثمنه بشعٌ، قد يكلف سمعةَ العائلة".
لا أحد يعلم من هي، وما قصتها الحقيقة، سوى أنها حُبِسَت في هذا السجن "الحقير" لأكثرَ من ثماني سنواتٍ كما تدلُّ عليه كتاباتُها الحزينة، التي وُقِعَت باسم "هدو" ثم انقطعت أخبارها.
نظرياتٌ كثيرةٌ، هدفها تحليل مقطع الفيديو، وعلاقتِه بالحضيف، بين نفيٍّ قاطعٍ من الذين عرفوها جيداً، ومحاولاتٍ لإيجاد وجه شبهٍ بين ما كتبته هدو على جدران سجنها، وما كانت تكتبه الحضيف عبر حسابها على "تويتر"، أو في المنتديات.
يستغرب كثيرون من صمت الجهات الرسمية عن قصة هدو، وعدم التحرك لمعرفة مصيرها، مؤكدين أن جريمةً قد وقعت، سواء كانت في حق هدو المجهولة أو الحضيف. أحدهم ضباب الحجاز الذي يتحيّر من سماع الجيران صراخَ هدو لسنوات دون تحريكِ ساكنٍ "ثماني سنوات والجيران يسمعونها تتعذب ولا أحد فيهم فكر خلال هذه المدة الطويلة إبلاغ الشرطة، هناك مع الأسف حاضنة شعبية لقبول تعنيف المرأة والتحرش،  بل والدفاعُ عنه وتبريره، ولولا القبضة الأمنية لشاهدنا الكثيرين يحرضون ويبررون الإرهاب".
فاطمة العيسى تقول في دهشة أيضاً "فتاة الكيكي واللي ضمت ماجد المهندس عملوا لهم أزمة وصارت قضية رأي عام، لكن فتاة معنفة، امرأة معلقة، امرأة مهجورة، ماذا يعني؟ يقولون أن كل العالم يعاني من ذلك وليس ضرورياً أن يوقف معهم".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image