شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ماذا يحدث للخليجيين في جورجيا؟ معاملة سيئة وطرد بالبنادق وبلا حقائب

ماذا يحدث للخليجيين في جورجيا؟ معاملة سيئة وطرد بالبنادق وبلا حقائب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 21 يوليو 201812:34 م

أن كنت تنوي زيارة جورجيا للسياحة، فعليك أن تعيد النظر في هذا الخيار، فدخولك للبلاد التي تقع عند ملتقى أوروبا الشرقية بأسيا سيكون مرهوناً بتقييم موظف الجوازات لهيئتك، إن كنت رث الثياب أو ترتدي الثوب الخليجي التقليدي، أو تربي لحية طويلة، فسيكون مصيرك المنع من عبور بوابة الدخول، دون توضيح الأسباب، ولن يكون ذلك بطريقة مهذبة، ستجد البنادق مصوبة نحو رأسك وعائلتك، وستجر جراً نحو ذات الطائرة التي أوصلتك لمطار بليسي الدولي، هذا لا يحدث للجميع، ولكنه قد يحدث لأي مسافر خليجي، فيما السوريون واليمنيون والفلسطينيون ممنوعون من دخول البلاد.

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بقصص لخليجيين تم منعهم من دخول البلاد بطريقة مهينة، قبل نحو أسبوع، تعرض 12 سائحاً سعودياً، لموقف مذل بعد أن رفضت السلطات الجورجية دخولهم لأسباب غير معلومة، ولم تأبه سلطات المطار لوجود حجوزات فنادق مؤكدة لهم، بل لم يسألوهم عن هذا الأمر، لا يعرف عابد المالكي السبب حتى اليوم، تحدث لعدة صحف سعودية عما حدث لهم، كاشفاً عن أنهم فوجئوا بسوء الاستقبال، بعد أن قامت سلطات المطار بعزل الرجال عن العائلات في صالات سيئة وبلا دورات مياه، يضيف المالكي :"بعد فترة استدعونا للتحقيق وكان أسلوبهم فظاً، ثم أمرت الشرطة بإعادتنا للطائرة التي وصلنا على متنها بعد تفتيشنا، واحتجزونا في باص المطار نصف ساعة، ثم ركبنا الطائرة دون حقائبنا".

إماراتيون وعمانيون

لم تقتصر المعاملة السيئة على السعوديين فقط، ففي التوقيت ذاته تعرضت عائلة إماراتية لممارسة مماثلة، من موظفي الجوازات في مطار جورجيا من دون سبب، وتمت مطالبتهم بالعودة إلى بلادهم، ودفعت هذه المعاملة السيئة وغير المبررة السفارة الإماراتية لتؤكد أنها :"تتابع ما تم تداوله حول تعرض عدد من مواطنيها لسوء معاملة في مطار جورجيا، وإجبارهم على الرجوع إلى البلاد". لاحقاً، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية والتعاون الدولي أن المعلومات تشير إلى أن الحالات التي تم إرجاعها تعود في مجملها لبعض الجنسيات الأجنبية المقيمة في الدولة والمرافقة لمواطنين، مبينةً أن العائلة التي جرى إرجاعها كان السبب وجود إمرأة من الجنسية السورية من ضمنها.
"لا يمكن للسائح أن يرهن إجازته على مزاجية موظف، حتى وأن كان بعض السواح تسببوا في تشويه صورة الخليجيين بتصرفات غير مسؤولة"
"سعوديون يشتكون من معاملة موظفي المطار : حجزونا في صالة ضيقة، واقتادونا بالبنادق للطائرة، ولم يسمحوا لنا باستعادة حقائبنا".
"سيعيدونك لو كانت لك لحية طويلة". هكذا يلخص محمد عبدالكريم، المختص في السياحة، ما يتعرض له عدد من السياح الخليجيين في مطار تبليسي"
أكثر من عائلة عمانية تعرضت للإبعاد القسري فور الوصول، دون سبب واضح. في إبريل الماضي، تم إرجاع ستة عمانيين من مطار تبليسي، وفي اليومين الماضيين تم إبعاد ثلاث عائلات، وقد نشر أحمد الرواحي مقطعاً صوتياً على مواقع التواصل الإجتماعي ذكر فيه قصته بالكامل، موضحاً أنه تم حجزهم في زاوية للانتظار قبل إدخاله غرفة للاستجواب، وبعد لحظات أبلغهم موظف المطار أنه لن يُسمح لهم بالدخول، دون أن يسلموهم جوازاتهم، يقول الرواحي :"عدنا أدراجنا بعد سيل من الإهانات".

سرقوا 100دولار

عمانيون أخرون تعرضوا لمعاملة مماثلة في منتصف يوليو، كانت الضحية عائلتان سافرتا معاً، وقد كشف خالد الحسيني عن أنه تم إجبارهما على الخروج من المطار بعدما خضعتا للتفتيش الدقيق ومصادرة 1000 دولار، ويضيف :"اقتادونا بالبنادق، بعد عزلنا وتفتيشنا تفتيشًا دقيقًا حتى أصغر أطفالنا وهي طفلة لم تتجاوز العامين"، وكما هو حال العائلة السعودية، لم يُسمح لهم باستعادة حقائبهم.

كثرة الحوادث التي تعرض لها عمانيون، دفعت علي بن محمد المهري رئيس قطاع الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية ليؤكد أن ما تعرض له عدد من العمانيين في مطار تبليسي أمر غير مفهوم لأن أمورهم كانت مكتملة، وقال في لقاء مع تلفزيون السلطنة :"اتصلت بأحد أرقام المواطنين التي تم تداولها ورد عليّ وشرح لي الظروف والملابسات التي واجهتهم، وفي الحقيقة كانت أمورهم مكتملة ولكن تمت إعادتهم وهذا أمر غريب وغير مفهوم".

بعد يومين من تصريحات المهري، أكدت وزارة الخارجية العمانية عبر حسابها الرسمي على تويتر:" أن الوزارة تبحث مع السلطات في جمهورية جورجيا الظروف والملابسات حول إعادة بعض السياح العمانيين من مطار تبليسي مؤخراً. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن هذا الإجراء شمل مواطني دول خليجية أخرى وليس العمانيين فقط".

اعترف جورج جانجغافا، سفير جورجيا المقيم في العاصمة السعودية، الرياض، بوجود حالات لإرجاع سياح خليجيين من المطار، مؤكداً في الوقت ذاته أن حالات إرجاع العُمانيين من جورجيا قليلة جداً، ولا توجد أسباب واضحة لها، وقال في ملتقى إعلامي: "إرجاع المسافرين أو إدخالهم هو حق سيادي لكل دولة في المقام الأول”، مستدركاً بأنهم سيبحثون عن الأسباب الحقيقية لما حدث خلال الفترة الماضية لتفاديه، مشدداً على أنه أمر غير مقصود.

عنصرية وسوء معاملة

"سيعيدونك لو كانت لك لحية طويلة". هكذا يلخص محمد عبدالكريم، المختص في السياحة، ما يتعرض له عدد من السياح الخليجين في مطار تبليسي، معتبراً أن المشكلة تكمن في منح موظف الجوازات صلاحية منع أي شخص من الدخول للدولة لو لم يعجبه شكله، ويقول لرصيف ٢٢ :"يعتمد الأمر على شكل المسافر، وهيئته، البعض يكون مرتبكاً، أو ملتحياً، هذا الأمر يجعل موظف الجوازات يخاف منه. ويضيف :"هناك بعض العائلات يتم أدخال بعض أفرادها دون البقية، فهم يهتمون بالشكل أكثر من أي أمر آخر، وهناك عائلات تم إرجاعها بلا سبب واضح". يستغرب عبدالكريم الذي يدير شركة للسياحة من غياب أية توضيحات لما يحدث في مطار تبليسي، ويضيف :"يفترض في أي دولة في العالم أن يكون لديها أسس واضحة لدخول السياح، ولا يكون الأمر متروكاً لمزاجية موظف الجوازات".

يشتمونك دون أن تدري

بعض من سُمح لهم بالدخول لجورجيا اشتكوا كثيراً من العنصرية التي يعامل بها الجورجيون العرب. خالد الدغيم، وهو مختص في السياحة، يعتبر ما يحدث لبعض السياح هناك، يثير الكثير من التساؤلات، خاصة أن السائح الخليجي مطلوب في معظم دول العالم كونه قادراً على إنفاق الكثير من المال، مستغرباً في الوقت ذاته صمت السفارات الخليجية عما تتعرض له رعاياها، ويقول:"لم يكن هناك شيء رسمي من أي سفارة خليجية والذي تم تداوله بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي لم يثبت. واذا كانت هناك حالات فردية فقد يكون لها مسبباتها. سفارة جورجيا بالرياض في أكثر من تصريح اعلامي حددت الجنسيات التي لا يحق لها الدخول، ولم تذكر أي دولة خليجية". مثل العبدالكريم، ينصح الدغيم أي سائح بأن تكون حجوزاته وتعاملاته مع شركات معتمده ويلتزم بالتعليمات ويبتعد عن المكاتب الوهمية أو مواقع الأنترنت التي تقدم عروضاً غير مضمونة. على الرغم من عشرات القصص، يوكد ماجد الحكير، عضو لجنة السياحة في غرفة الرياض التجارية لرصيف 22:"أن أحداً لم يتقدم لهم بشكوى رسمية، وبالتالي لا يستطيعون في الغرفة التدخل"، في الاتجاه ذاته، يوكد أحمد الحميد وهو متخصص وصاحب مكتب سياحة في جورجيا أن أياً من القصص المنتشرة غير مؤكدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image