في إطار حث المواطن العراقي على التشبث بأصول الدين الإسلامي الحنيف، وحتى لا تلهي مشاغل الحياة العراقيين وتجعلهم يخسرون الحياة الآخرة بعد خسارتهم الحياة الأولى بالفعل في وقت سابق، جاءت خطبة الجمعة لتشرح لهم فضل انقطاع الكهرباء عن مختلف المناطق العراقية في تذكيرهم بظلمات يوم القيامة المهيب.
فقد استهل خطباء المساجد حديثهم للإخوة المواطنين بالإقرار والتأكيد على حقيقة معاناة الدولة المستمرة في توفير الكهرباء للمحافظات كافة، ولكنهم أنكروا تماماً أن تكون تلك المعاناة من قبيل الصدفة أو بسبب تقاعس حكومي والعياذ بالله، بل إنها خطة ممنهجة من القيادات الحكيمة في البلاد لإجبار المواطن على التفكير قليلاً في مصيره الأبدي والتدبر في ظلمات يوم لا ينفع فيه ثورة ولا احتجاجات على حد قولهم، وأنه لو فضل الشباب المكوث في منازلهم وقضاء ذلك الوقت الهادئ في تأمل عاقبة الظلم حينما يتحول إلى ظلمات في يوم القيامة لما شعروا بأهمية الكهرباء في حياتهم من الأساس، بل كانوا سوف يقيمون شعائر خاصة لشكر الحكومة على مجهوداتها في إعدادهم لمثل ذلك اليوم، ومن يدري ربما كان الأمر سينتهي بتكريم العبادي ذاته بسبب ذلك.
ومن ناحية أخرى، أبرز خطيب أحد مساجد البصرة مدى الغضب الذي ظهر على قسمات وجه السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي حينما وجه الأخير خطاباً - لم يحدث قط - معاتباً فيه شباب الأمة على احتجاجاتهم المستمرة بسبب انقطاع الكهرباء ما أسماه "دلع"، مؤكداً أن دور الآباء في إخبار أبنائهم كيف كانوا يدرسون على ضوء القمر مراراً وتكراراً، يبدو انه لم يكن كافياً ولم يقدم المردود المطلوب منه، وأنه كالمعتاد سيتوجب على الدولة التدخل لاستكمال تربية هؤلاء الفتية وتعويض ذلك التقصير من الأهالي الذي خيب آماله.
وحتى لا تلهي مشاغل الحياة العراقيين وتجعلهم يخسرون الحياة الآخرة بعد خسارتهم الحياة الأولى بالفعل في وقت سابق، جاءت خطبة الجمعة لتشرح لهم فضل انقطاع الكهرباء عن مختلف المناطق العراقية في تذكيرهم بظلمات يوم القيامة المهيب
خطبة الجمعة المقبلة، إن بقيت الحكومة، ستكون حول تذكير الشباب بيوم يفر المرء من أبيه، من أجل دفعهم على الفرار مباشرة دون مواجهات مرهقة مثلما يحدث في كل مرة تتقابل مجموعة من المحتجين مع قوات الأمن.وبسؤال المصلين حول مدى استفادتهم من تلك الخطبة، أخبرنا المجند س.م أنه يشعر بحالة كبيرة من التغيير بعد سماعه تلك الخطبة الأعظم في التاريخ على حد وصفه، وأنه سيفكر جدياً في العودة إلى ذلك المسجد مجدداً. قال الملازم ك.ا: "بعدما عرفنا الحقيقة يجب أن نشعر بالامتنان تجاه حكومتنا الواعية، بل وتكريمها، والاعتذار منها، بل المضي قدماً في تفعيل تلك الخطة الماكرة لها بقطع الكهرباء بأنفسنا اذا ما صدوف وعادت إلينا مجدداً في يوم ما". جدير بالذكر أن خطبة الجمعة المقبلة، إن بقيت الحكومة، ستكون حول تذكير الشباب بيوم يفر المرء من أبيه، من أجل دفعهم على الفرار مباشرة دون مواجهات مرهقة مثلما يحدث في كل مرة تتقابل مجموعة من المحتجين مع قوات الأمن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 12 ساعةرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.