رغم مغادرةِ المنتخب المغربي منافساتِ دورة كأس العالم المقامة حالياً في روسيا من الدور الأول، غير أن المقاهي المغربية تكتظُّ عند كل مباراة، فإذا لم تذهب مبكراً كي تحجز مقعدك في أحدها، كن متيقنا أنك لن تجد ولو كرسيا فارغاً لمتابعة أطوار المباراة.
وبعد انتهاء مباراة الترتيب التي جمعت المنتخب الإنجليزي والبلجيكي في ملعب "سان بيترسبورغ" أمس السبت، والتي انتهت بانتزاع "شياطين بلجيكا" برونزية النسخة الـ21 من بطولة كأس العالم لكرة القدم، بدأ الانقسام ظاهراً بين الكثير من المشجعين المغاربة في المقاهي، الذين وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم، طارحين السؤال التالي: هل نشجع فرنسا أم كرواتيا في النهائيات؟
بلجيكا المغربية !
في أحد مقاهي العاصمة الرباط، تابعنا أطوار مباراة الترتيب، حيث كان أغلب الحاضرين يشجعون لاعبي المنتخب البلجيكي، ويهتزون أثناء قيامهم بهجمة مضادة أو لحظة تضييعهم لفرص تسجيل الأهداف. يرى يوسف، 20 عاماً، أنَّ تشجيع المنتخب البلجيكي "تشجيعٌ للمغرب"، يضيف لـ "رصيف22" "فتشكيلة منتخب بلجيكا تضم لاعبين مغاربة، أبرزهم مروان فيلايني المصنف كواحد من أفضل لاعبي وسط الميدان في العالم، وناصر الشاذلي الذي سجل هدفاً قاتلاً في شباك اليابان، منح البلجيكيين بطاقة العبور لنصف النهائيات". أما بخصوص مباراة اليوم التي ستجمع المنتخبين الوطنيين لكل من فرنسا وكرواتيا، لم يتردد يوسف في الإفصاح عن تشجيعه لـ"الديوك الفرنسية"، معتبراً أن "فرنسا دولة شقيقة للمغرب، نتقاسم معها الكثير من الأشياء منذ عقود طويلة في مجالات مختلفة، دون أن ننسى أن الفرنسية هي اللغة الثانية للمملكة".تداخل الكرة والسياسة
في نفس المقهى، أبدى إبراهيم، 50 سنة، رغبةً شديدة في فوز منتخب كرواتيا على نظيره الفرنسي، يضيف لـ "رصيف22" أنه يستحق الظفر بكأس العالم 2018 نظراً للمجهود الكبير الذي بذله، والروح القتالية التي لعب بها الفريق خلال المباريات السابقة، لكنه وبسرعة، انقتل للحديث عن رئيسة كرواتيا، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، رغم أنه لا يعرف اسمها ! "رئيسة كرواتيا خطفت الأنظار في المونديال بسبب تواضعها وقربها من المشجعين وتعاملها ببساطة كامرأة عادية. لا أخفيك أن هذا السبب الرئيسي الذي يدفعني لتشجيع كرواتيا في المباراة النهائية، لقد أعجبت بتواضعها وقربها من أبناء بلدها.. هذا كافٍ ومقنعٌ كي أشجع كرواتيا" قال إبراهيم. نفس الرأي عبّرَ عنه رضا، شاب في العشرينيات انضم لحديثنا مع إبراهيم. مؤكداً أن تشجيعَ عدد كبير من المغاربة للمنتخب الكرواتي ليس بسبب جمال الرئيسة كما يروج البعض على "فيسبوك"، إنما يرجع إلى قربها من أبناء وطنها وتعاملها معهم بتلقائية."تشجيع عدد كبير من المغاربة للمنتخب الكرواتي ليس بسبب جمال الرئيسة كما يروج البعض على فيسبوك. أعتقد أن السبب وراء نجاحهم في الوصول إلى المرحلة النهائية يرجع إلى افتخار اللاعبين برئيستهم".
يرى يوسف، 20 عاماً، أنَّ تشجيع المنتخب البلجيكي "تشجيعٌ للمغرب"، "فتشكيلة منتخب بلجيكا تضم مروان فيلايني المصنف كواحد من أفضل لاعبي وسط الميدان في العالم، وناصر الشاذلي الذي سجل هدفاً قاتلاً في شباك اليابان"."حقيقة أنا لا أملك معطيات دقيقة بخصوص التطور الاقتصادي والاجتماعي في كرواتيا، لكن طريقة تعامل المشجعين مع رئيسة بلدهم تؤكد أن كرواتيا بخير والمواطنون يتمتعون بالحقوق الأساسية كالطبابة والسكن والشغل والدراسة إلخ. لهذا اعتقد أن السبب وراء نجاح المنتخب الكرواتي في الوصول إلى المرحلة النهائية يرجع إلى افتخار اللاعبين برئيستهم" ، بحسب قراءة رضا للانتصار الكرواتي في المونديال الروسي. "لماذا لا نرى مثلاً، رؤساء الدول العربية على المدرجات إلى جانب الجمهور يشجعون منتخباتهم؟ هل هذا شيءٌ خارق يتطلب القيام بمجهود جبار؟" يتساءل رضا أثناء حديثه، ليجيبه إبراهيم بجملة في قالب ساخر تلخص كل شيء "لا تحلم يا بني بهذا، فقط تخيل أنك كرواتي وأن تلك الشقراء هي رئيستك، حتما ستشعر بالسعادة طوال المباراة !".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...