شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
قفزت للمسرح وضمّت ماجد المهندس، ماذا بعد؟

قفزت للمسرح وضمّت ماجد المهندس، ماذا بعد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 14 يوليو 201804:12 م
لم تتوقع فتاةٌ سعودية في الـ17 من عمرها، أنّ تحدٍّ مع رفيقاتها سينتهي بها إلى السجن، وتصبح قصتها على كل لسان في المملكة خلال الساعات الماضية. فوجئ متابعو حفل المغني العراقي ماجد المهندس في مدينة الطائف، غرب السعودية، أمس الجمعة، ضمن منافسات سوق عكاظ، بفتاة سعودية ترتدي العباءة السوداء والنقاب، تقفز على خشبة المسرح لتضمَّ المهندس وسط ملاحقة رجل الأمن لها، الذين على الفور ألقَوا القبض عليها، وأعلنت شرطة منطقة مكة المكرمة عن إيقافها بتهمة القيام بتصرف غير أخلاقي. كشف المتحدث الإعلاميّ لشرطة منطقة مكة المكرمة، إيقافَ الفتاة في مؤسسة رعاية الفتيات بالطائف وإحالة القضية للنيابة العامة، وفق نظام مكافحة التحرش، وفي حال ثبوت التهمة عليها، ستواجه السجن لعامين، مع غرامة 100 ألف ريال، وفق عقوبات النظام. يؤكد المستشار القانوني أحمد الراشد لـ "رصيف22" أنه حالَ تكييف القضية بالتحرش، فهذا يعني أنها ستُسجن لعامين وفق المادة الأولى من قانون التحرش، مشدداً على أن هذا يعتمد على تكييف القضية، ومدى اعتبار التصرف الطائش تحرشاً. يضيف الراشد "حتى الآن لم تصدر اللوائح التنظيمية لقانون التحرش رغم دخوله حيز التنفيذ، ما سيجعل مصير الفتاة معلقاً حسب نوعية تكييف القضية هل هو تحرش أم لا، في الغالب سيُعتبر كذلك". قانونيون أكدوا في تغريداتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما حدث من الفتاة جريمة تحرش كاملة الأركان. "تصرف فردي، لا أكثر" هكذا لخص الإعلامي عضوان الأحمري ما حدث "المرأة الخفاش التي اعتلت خشبة المسرح وعانقت ماجد المهندس، تشكل حالة فوضوية تخريبية تمثل نفسها". وأضاف "من يلاحظ تصرفها وما تلاه يرى أنها أرادت لفت النظر، سيتم إيقاع العقوبة بها.. وفي كل محفل، هناك من يريد أن يكون البطل، ولو على حساب سخرية الناس منه".
خلال الساعات الماضية، استحوذت الفتاة التي اعتلت المسرح حديثَ السعوديين، ودشن ناشطون على موقع التدوين المصغر وسم #ماجد_المهندس_بسوق_عكاظ ظهر في أكثر من 317 ألف تغريدةٍ، خلال أربع ساعات، ودشن آخرون وسم #بنت_تضم_ماجد_المهندس ظهر في نحو 13 ألف تغريدة، فيما ظهر وسم #الفتيات_السعوديات في نحو 31.7 ألف تغريدة. الكلُّ ينتقد ويهاجم، أمام قليلٍ من المدافعين، واعتبر كثيرون الحدث فرصة للمطالبة بعودة هيئة الأمر بالمعروف، وانتقاد نشاطات هيئة الترفيه. حاول الإعلامي محمد العميري أن يخفف من حدّة الانتقاد، مطالباً المنتقدين بعدم المبالغة في الشتائم وقال "الفتاة مراهقة، والحفلات في كل مدن العالم، يحصل فيها مثل ذلك وأكثر، وعلى المسؤول أهمية القيام بتنظيمات مشددة وسنّ عقوبات رادعة تكون واضحة للجميع. ونصيحتي لمن يشتمون ويقذفون ويضحكون، ادعوا لأختكم بالصلاح والهداية والستر، وتذكروا أنّ الابتلاء نهاية كل شامتٍ وقاذف". العمري نفسه وقع ضحية الشتائم القاسية تجاه موقفه المعتدل. أيضاً، الطبيب النفسي طارق الحبيب طالب بعدم المبالغة في النقد، وتجاهل الأمر، معلقاً "أطفئوا هذا الهاشتاق بعدم التغريد فيه. فبعض الناس ينشر السوء دون أن يدري بتغريداته المنفعلة، تويتر ليس صحيفة حائط مدرسية يقرؤها طلاب المدرسة فحسب بل يراها البشر جميعاً بأعينهم ذات التفاسير المختلفة".
في إطار النقد الجارح، اعتبر معجب الشمري أن مشهد الفتاة وهي تضم المغني العراقي يُشعِرُ بالبؤس والحزن والكآبة، بغض النظر عن الحالة وأسبابها والمبررات، مضيفاً "أما عن الذين يبررون للفتاة في سبيل إنجاح الحفل ولو كان ذلك على حساب المجتمع، نحب الفن، والتطور، والحياة، لكننا أيضاً نحب الله والحياء والعفّة".
البعض استغل ما حدث للنيل من الحقوقيات اللاتي يطالبن بإسقاط الولاية، فالداعية والتربوي محمد الزراع شدد على أن الحادثة كانت نتاج المطالبات بالحرية للنساء "لا تعنفوها ولا تزجروها فهي تعي ما تفعل وتملك مقوماتٍ فريدة، قديرة جديرة لا تأخذها في الشيطان لومة لائم، والمحصلة: تمرد على القيم جهاراً".
تحدٍ مع صديقاتها يودي بفتاةٍ سعودية لم تتجاوز الـ17 من عمرها، إلى السجن، "المرأة الخفاش التي اعتلت خشبة المسرح وعانقت ماجد المهندس، تشكل حالة فوضوية تخريبية تمثل نفسها".
"هذا ماكنا نتوقعه عندما طالبنا بمنع إقامة الحفلات الغنائية التي ستجلب لبلادنا البلاء والجلاء كما فعلت الفتاة ضعيفة الدين والعقل وقليلة الأدب والحياء، والمغني لم تكن له أية ردةِ فعل تبيّن أنه يستنكر ماحصل".
أما مشعل الزاهد، فكان ممن استغلوا الحادثة للنيل من خطط هيئة الترفيه "هذا ماكنا نتوقعه عندما طالبنا بمنع إقامة الحفلات الغنائية التي ستجلب لبلادنا البلاء والجلاء كما فعلت الفتاة ضعيفة الدين والعقل وقليلة الأدب والحياء، والمغني لم تكن له أية ردة فعلٍ تبيّن أنه يستنكر ماحصل".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image