ومن أنت حتى تتحدث عن فيروز؟ قد يسأل سائل. وإجابتي هي: أنا إنسان مثلي مثل باقي الناس، أُحبُّ أشياء ولا أُحبُّ أشياءَ آخرى، لي الحقُ في أن أستمتع بهذه الموسيقى أو تلك، وللناس حقوق، فبعضهم يحبُّ هذا الصوت وبعضهم يحبُّ ذاك، والناس أذواق.
إذن، أنا لا أحبُّ فيروز، ولا أستمتع بأغنياتها. ربما كان هذا ردّ فعل على ما فعلته الإذاعات السوريّة بنا. كنّا كلّ يوم في الصباح لمدة ساعتين أو ثلاث نستمع إلى صوت فيروز. وفي المساء هناك ساعة لفيروز. يقولون في دمشق: "طلعت فيروز من عيوننا" دلالة على كثرة سماعها. بالطبع لا يُقال هذا في العلن لأنّ العنصريّة التي يواجهها من لا يحبّ فيروز من قبل محبيها الكثيرين تجعل التعبير عن الرأي الحقيقي صعبًا.
تكرار يومي وإجبار على الاستماع إلى صوتها في كلّ مكان بدءًا من البيت والمدرسة وأماكن العمل ووسائل النقل وصولًا إلى بيوت الأصحاب ودكاكين البقالة. ربما هذا التكرار جعلني أشعر بعد سنين طويلة أنّ صوت فيروز صوتٌ مصطنع وأنها قدمت صورة غير حقيقيّة للبنان. جعلني هذا التكرار أشعر بأنّ صوتها ليس أعظم الأصوات في العالم مثلما يقدمونه لنا، بل هو واحد من الأصوات الجميلة فقط، وفقط.
فيروز ليست ربّة، فلماذا نعبدها؟
على كلّ حال، كلّ ما سبق لا ينفي أنّ لي ذكريات جميلة مع أغنيات فيروز. وأكاد أجزم أنّ لكلّ شخص سمع فيروز يومًا ما، ذكرى ما، وأغنيات يفضلها على غيرها. وفي ما يلي من كلمات سأذكر ذكرياتي المُحببة مع أغنيات فيروز. وكلّ هذه الذكريات مرتبطة بدمشق، وكأنّ لا فيروز من غير الشام!يا رايح صوب مشرق
كنت متطوعًا في الجمعية السوريّة للبيئة بين عامي 2007 و 2010. وفي تلك الجمعيّة كنّا نشتغل على الكثير من المشاريع التوعويّة والنشاطات المجتمعيّة لخدمة بيئتنا ومجتمعنا. في شتاء 2008 عملنا على تحضير معرض فني من مواد أُعيد تدويرها، وكان المعرض سيقام في المركز داخل الحديقة البيئيّة، جانب قلعة دمشق. بعد أن انتهينا من وضع اللمسات الأخيرة على المكان قبل افتتاح المعرض بيوم واحد، قررنا شرب القهوة والاستمتاع من الشباك الكبير بمنظر الثلج هاطلًا على الحديقة وعلى جدار القلعة. كان ذلك الشتاء قارسًا مثلجًا، وكان المنظر بديعًا.العنصريّة التي يواجهها من لا يحبّ فيروز من قبل محبيها الكثيرين تجعل التعبير عن الرأي الحقيقي صعبًا
أكاد أجزم أنّ لكلّ شخص سمع فيروز يومًا ما، ذكرى ما، وأغنيات يفضلها على غيرهاكنّا حينذاك نستمع إلى أغنية فيروز "يا رايح صوب مشرق"، سمعنا الأغنية عدة مرات متتاليّة. دخلت الأغنية إلى قلبي ولم تخرج بعد. هذه من أحلى ذكرياتي عن الشام. يا رايح صوب مشرق شرق ما بو ربيعي راحوا يرعوا غنمهن والعشب فوق ضلوعي
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 6 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع