مآل "القضية" و"الثورة" وما إلى ذلك من شعارات خشبية تمسك بها أولاد جيل الثمانينات في العالم العربي
عالم أحمد قعبور عالم إنساني، وهو نقيض العالم العبثي والبعثي الذي يناشد به زياد الرحبانيفي إحدى المرات، علمت من صديق بأنه على علاقة وثيقة بالرحباني فطلبت منه تعريفي على زياد الذي كنت ككل المعجبين به، ختمت كل مسرحياته وبرامجه الإذاعية وأدخلتها في قاموسي اليومي. أتى جواب صديقي صاعقاً "وممهداً" لرحلة علاجي من الرحبانية: "إذا بدك تضّل تحب زياد، ما تتعرف عليه شخصياً... بتصير تكره ربّوا". لم أصل لدرجة الكره للرحباني لكون الكره عمل يستثمر به الإنسان مشاعره تجاه مسألة تستحق العناء. مراجعتي لستالينية وشعبوية الرحباني جعلتني أقدّر أشخاصاً مثل الفنان أحمد قعبور وسامي حواط وسميح شقير وآخرين لم تجعل منهم عبقريتهم أو موهبتهم أعداء للبشرية وأصدقاء للطغاة. أحمد قعبور غنّى للرئيس الحريري "لعيونك" ولكن مشروع الحريري بالرغم من مشاكله العديدة لا يروج للعنف ولا يتبنى الخطاب القومجي والممانعجي، بل غنّى لبيروت ورصيف بحرها ومدن زالت في جوفها وفلسطين والضفة والأهم ووقف أمام الطاغي وأنشد سوريا عم تنبض:
"ما حدا ينطر، قوموا نغني، للأرض اللي قلبا كبير،
شارع شارع،
حارة حارة،
سوريا قلبا كبير،
هالأرض بتضحك للريح بترسم للحب مراجيح... سوريا عم بتنبض"
قعبور رفض أن يغنّي أو يبرّر كما يفعل زياد لجرائم تجار العروبة والمقاومة شركاء المجازر. صوت قعبور العذب والحالم هو نقيض العالم العبثي والبعثي الذي يناشد به العاشق الأكبر للصامد الأكبر، فعالم أحمد قعبور هو عالم إنساني لا يتعرض اللاجىء السوري والفلسطيني فيه إلى عنصرية حلفاء بشار اللبنانيين، علماً أن بعضهم هم سبب تهجير قسم منهم من سوريا. والأهم أحمد قعبور الفنان لم يقم قط بالتقليل من احترام جمهوره ومريديه في الحفلات الموسيقية كما يفعل زياد الرحباني الذي ينسحب أو حتى يلغي ظهوره في اللحظة الأخيرة متذرعاً بالمرض أو بسبب طفولي آخر. مفاضلتي لقبعور ليست شخصية بل موضوعية كوني لم أتعرف شخصياً عليه، بل أعتقد بأنه يكفي أن تلتقي قعبور في شارع الحمراء أو في أي مقهى بيروتي وأن تنظر إلى ابتسامته الخجولة وبريق عينيه خلف نظارته لتعي بأن أحمد قعبور، بشجاعته وأخلاقه، هو الصامد الأكبر في زمن كثر فيه المراوغون وعلى رأسهم زياد الرحباني "الساقط الأكبر".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع