لقد حكم "منتقدو" مسلسل "العاصوف" بالموت على الفنان ناصر القصبي، الذي بدأ مسيرته الفنية منذ 34 عاماً، وذلك باستخدام هاشتاغ "#وفاة_ناصر_القصبي" عبر "تويتر" حتى أصبح الأكثر تداولاً في المملكة، ولكن القصبي لم يُعلّق على ذلك بأكثر من: "شكراً لكم جميعاً ولمن سأل عني..أنا بخير والحمدلله..محبة الناس كنز عظيم".
?s=21
انتقد مسلسل "العاصوف" قبل عرضه، بعكس باقي المسلسلات التي يتم نقدها، بعد عرض حلقاتها الأولى، على الأقل، وذلك من قبل الأشخاص التي"لا تسمع، ولا ترى"، لكنها حتماً تتكلم، وبأعلى الأصوات، حيث لفت القصبي إلى أن الحملة التي وُجهت لـ "العاصوف" كانت "ممنهجة" ولم تأتِ من باب الصدفة أو العفوية لأن الهجوم كان أكبر مما يحتمل الموضوع بمراحل.
?s=21
أشار عبر حوار له مع الإعلامي عضوان الأحمري إن من "السخافة" أن يكن قد تعمّد الإساءة أو الاستفزاز لمجتمعه، موضحاً أن الإعلام السعودي لم يعتَد على أعمال ذات تفاصيل لا يمكن تقبلها في المرحلة الحالية في المملكة، مختصراً الجدل بقوله "الناس يبدأون بالاختلاف أو الاتفاق معك عندما تدخل في مواضيعهم الحساسة، ولديهم فكرة عجيبة عن المسلّمات التي لا يجب المساس بها، إضافة إلى تضخيم فكرة المجتمع المثالي الملائكي، فعندما تتكلم عنه يغضب 'المستشرفون'، من منطلق 'من أنت حتى تتكلم عن هذا الموضوع أو عن تراثنا ومجتمعنا'."
ولكنه أضاف أن "الاستفزاز" غير المقصود هو "استفزاز عظيم" لأنه كسر"التابوهات" بتصويره لحقبة زمنية تعود إلى السبعينات، وتحديداً من 1970 إلى 1975. فقال الإعلامي عبدالرحمن الراشد: "المتطرفون محقون في غضبهم لأن المسلسل فتح الصندوق القديم، فأكثر من ثمانين في المائة من المشاهدين لم يعيشوا تلك الحقبة، وأغلبهم يتصورون أن مدينة الرياض القديمة كانت بلدة مظلمة، وسكانها كانوا جهلة منغلقين متطرفين. الحقيقة عكس ذلك. تاريخ المدينة، وتاريخ البلد كله، تم طمسه وأعيدت كتابته. وشهود الزُور هم الذين أرادوا إيقاف مسلسل "العاصوف"، وحرمان الناس من اكتشاف الحقيقة".
?s=21
فما سبب إصرار هؤلاء على أن السعودية لم تشهد بعمرها تلك الفترة الزمنية؟ وحتى إن كان الواقع بعيداً عنها، فـ "العاصوف" هو مسلسل درامي في النهاية ربما لا يعبر إلا عن صانعيه. لماذا هذا التحامل وعدم تقبل الأفكار التي لا ننتمي إليها؟ أيجب تفصيل الأعمال على "مقاسنا"؟ لماذا نحمل صناع الفن اليوم عيوب مجتمعاتنا القديمة التي لا ذنب لهم فيها؟
لقد حكم "منتقدو" مسلسل "العاصوف" السعودي بالموت على الفنان ناصر القصبي، لأن "لديهم فكرة عجيبة عن المسلّمات التي لا يجب المساس بها. فعندما تتكلم عن المجتمع يغضب 'المستشرفون'، من منطلق 'من أنت حتى تتكلم عن هذا الموضوع أو عن تراثنا ومجتمعنا'".
قد أعلنوا وفاة الفنان ناصر القصبي بسبب مسلسل "العاصوف" السعودي... أيجب تفصيل الأعمال على "مقاسنا"؟ لماذا نحمّل صناع الفن اليوم عيوب مجتمعاتنا القديمة التي لا ذنب لهم فيها؟عودة إلى أحداث المسلسل التي أزعجت البعض، فقد أضاف الراشد: "مجهولو النسب، موجودون في كل زمن بما فيه زمن النبوة، وكل المجتمعات الطبيعية فيها ممارسات سلبية لكنها كانت آنذاك أقل كماً ونوعاً. خلاف المتطرفين واعتراضهم ليس مع هذه الصور، بل خوفهم من رسم حالة المجتمع المتسامح الذي لم يعرف الكراهية ولا التطرّف". فقد كرر القصبي، "المثير للجدل"، مراراً وتكراراً أن الفنان يجب أن يكون صاحب مشروع ولا تكون اهتماماته سطحية، وألا يتعمد الإثارة الرخيصة، لأنها تذهب سريعاً. فهل يستحق بعد أن نقل الفن السعودي إلى مرحلة أكثر تقدماً وانتشاراً كل هذا الحقد بحجة أنه "يصنع الفتنة"؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين